الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

خاص.. مخرج "الكهف" المرشح للأوسكار: أماني بللور رمز لبسالة السوريين

المخرج فراس فياض
المخرج فراس فياض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قصف عنيف، صوت طائرات مدوي، طرق على الأبواب، كل هذه الضوضاء والأصوات المخيفة لا يزال يتردد صداها لدى الطبيبة السورية أماني بللور، التي عالجت ضحايا الغارات الجوية والهجمات الكيميائية خلال الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا. 
هذه الذكريات الأليمة لا تزال تطارد "ملاك الرحمة"، التي ساهمت في إنقاذ حياة الآلاف في مستشفى تحت الأرض يسمى "الكهف". أصبح عملها البطولي، اليوم، موضوع الفيلم الوثائقي "الكهف" (The Cave)، والذي نال ترشيحا مؤخراً لجوائز الأوسكار لصالح شبكة ناشيونال جيوجرافيك.

قصف المدنيين في الغوطة بالأسلحة الكيمائية عام 2013 والصمت العالمي الذي أعقب الهجمات، شكل دافعا قويا لمخرج الفيلم فراس فياض، لكشف أثار جرائم الحرب وتسليط الضوء على بسالة هؤلاء النسوة، على رأسهم طبيبة الأطفال أماني بللور، في واحد من أكثر الأعمال الوثائقية إلهاما وتضحية لنساء لم يردن سوى الاستقلال والتغيير في الحياة.
عقب إعلان أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة، إدراج الفيلم ضمن ترشيحات جوائز الأوسكار في نسخته الـ92 هذا العام، ذكر مخرجه فراس فياض في تصريحات خاصة لـ"البوابة" أن هذا الترشح يعني لنا الكثير وعلى وجه الخصوص الطبيبة أماني بللور، محور الأحداث داخل هذه الملحمة الوثائقية.
وأضاف "فياض" في تصريحاته أن قضية الفيلم لم تصل إلى الإعلام بشكل عادل، والوصول لمنصة سينمائية عالمية مثل الأوسكار، سيساعد الفيلم على الوصول لمكان يمكن أن يدرك ويتعرف الناس من خلاله أكثر عن الإبادة التي يتعرض لها السوريين، وتسليط الضوء على قصص الشجاعة والبسالة التي يواجه السوريين فيها كل شيء من أحل نظام أكثر عدالة.

تدور أحداث الفيلم، الذي افتتح فعاليات الدورة الـ44 لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، عن مستشفى سوري جرى من خلاله إسعاف وعلاج أهل مدينة الغوطة الشرقية أثناء القصف المتواصل الذي تعرضت له المدينة من قوات النظام السوري. أبطال الفيلم هم طبيبات وأطباء وطاقم تمريض مستشفى "الكهف" الذين خاطروا بحيواتهم من أجل إنقاذ أرواح أطفال ورجال ونساء الغوطة. 
في مقدمة هؤلاء الأبطال، تظهر الطبيبة السورية الشابة "أماني" التي انتخبها طاقم المستشفى لإدارة شئونه، وهكذا تصبح مسؤولة عن عشرات الأطباء والأخصائيين وعشرات الآلاف من المرضى. 
من خلال متابعة دؤوبة للحياة اليومية في هذا المستشفى تحت الأرض، وخلال الفترة من 2016 إلى 2018، يصحبنا الفيلم إلى عالم كابوسي نعايش فيه معاناة أهل الغوطة والأفعال البطولية التي يحاولون من خلالها تجنب الموت في كل لحظة.

حصد "الكهف" جوائز مهرجانات تورنتو السينمائي وكامدن بالولايات المتحدة، وينافس على نيل جائزة الأوسكار في فئة الأفلام الوثائقية الطويلة إلى جانب الفيلم السوري "إلى سما" للمخرجة وعد الخطيب، والفيلم الأمريكي "American Factory" الذي شارك في انتاجه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والفيلم المقدوني "Honeyland" الذي نال ترشيحا أيضاً بفئة أفضل فيلم أجنبي، وفيلم "The Edge of Democracy" لصالح شبكة نتفليكس.
المخرج السوري فراس فياض، يعتبر واحداً من الأسماء العربية اللامعة في صناعة الأفلام الوثائقية داخل الأوساط الغربية والعالمية، سبق أن ترشح للأوسكار قبل عامين عن فيلم "أخر الرجال في حلب"، ويحضر حاليا لفيلم جديد بعنوان "Mystery of Epilogue"، تدور أحداثه حول ثلاثة محامين وقضاة إعادة إرساء حكم القانون وسط انهيار العدالة في العالم الفوضوي الذي مزقته الحرب في سوريا.