قال أسامة الهتيمي، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن الرد الإيراني على عملية اغتيال قاسم سليماني، كان فعل الضرورة بالنسبة لإيران ليس فقط على مستوى الخارج، حيث علاقة إيران بأذرعها وضرورة ترسيخ مدى قدرتها على حماية رجالها والانتقام لاستهدافهم، لكن أيضا على مستوى الداخل الإيراني والذي كان يشهد حتى أيام قليلة حالة ثورية رافضة ومحتجة على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية أيضا في إيران ومن ثم فإن هذا الرد ربما جاء كأحد الرسائل السياسية للداخل الإيراني بأن إيران ليست في موقف العاجز وأن بمقدورها مواجهة الغطرسة الأمريكية وفق التصور الإيراني.
وأضاف "الهتيمي" في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن النظام الإيراني يدرك يقينا أن طبيعة الرد، ربما لا تحظى برضا كامل لدى قطاعات جماهيرية كبيرة كونه أولا يتسق مع حجم الجلل الذي أصيبت به إيران حيث مقتل أهم شخصية أمنية وعسكرية في البلاد بهذه الطريقة التي قتل بها سليماني وثانيا أن الرد أيضا لا يتسق مع تلك التصريحات والتهديدات التي صدرت على ألسنة رجالات النظام في أعقاب وقوع عملية اغتيال سليماني ومن ثم فإن قطاعا لا بأس به ربما ينحاز للقائلين بأن الرد الإيراني إنما جاء وفق صيغة توافقية تحفظ ماء وجه إيران ولا تجبر أمريكا على رد أقوى.
وأشار إلى أن التصريحات التي أدلى بها خامنئي في أعقاب وقوع الرد الإيراني تأتي أيضا كمحاولة تطمينية لهذا القطاع، حيث لفت إلى أن هذا الرد غير كافي بما يفتح الباب أمام تكهنات بوقوع ردود أخرى وهو أمر غير متصور حتى اللحظة، ربما لأن النظام الإيراني لا يأمن كيف سيكون الرد الأمريكي.
والخلاصة أنه وعلى الرغم من أن الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة الأمريكية، فهي إما أن تمرر الأمر وتضيع الوقت لتنتهي المباراة عند هذا الحد، وإما أن تفضل خيار الرد على الرد الإيراني لتصعد من الموقف، إلا أن إيران أيضا بمقدورها انتزاع هذه الكرة وتسيير المباراة وفق ما تهوى فإما أن يكون ردها الاخير إنهاء الأزمة وإما أن تتماهى مع تصريحات بعض المسئولين فتصعد مرة أخرى.
