الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالفيديو.. شاهد استعدادات مستشفى الأقصر الدولي لمواجهة إنفوانزا الخنازير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجولت كاميرا " البوابة نيوز" داخل عناية العزل وقسم العزل بمستشفى الأقصر الدولي، لرصد والوقوف على كل الإجراءات الوقائية والاحترازية التي يتبعها المستشفى للوقاية من فيروس الإنفلونزا الموسمية "H1N1" ومتابعة مدى جاهزية غرف العزل بها، في حالة استقبال الحالات التي يشتبه في إصابتها بفيروس إنفلونزا الطيور أو الخنازير.
بداية، دخلنا إلى قسم العزل بالمستشفى والذي كان مخصصا لقسم الرمد، بعد أن تم وضع حاجز خشبي يحول دون الدخول إلى تلك الغرف حتى لا يتم انتشار العدوى بين رواد المستشفى وأصبح يتم احتجاز فيه الحالات قبل التأكد من إصابتها بالفيروس لحين ورود العينات الخاصة بها، وهي تتكون من 3 غرف مخصصة لاحتجاز حالات الإصابة والاشتباه بفيروس الإنفلونزا، وهي مغلقة حاليا لعدم وجود حالات بالمستشفى تحت الملاحظة أو الاختبار.
حيث تابعنا إجراءات العناية بالمرضى بهذا القسم من المستشفى، وطريقة تقديم العلاج اللازم لهم، كما توافرت جميع الإجراءات الوقائية والعلاجية للمرضى، وتوافر الأدوية، والمستلزمات الطبية.
أما في عناية العزل، والتي يحتجز بها الحالات شديدة الخطورة، والتي يثبت إصابتها بفيروس الإنفلونزا، تعطيك الممرضة كمامة وجوانتي جديدين، الاقتراب من تلك الغرفة ممنوع، حالة من التعقيم في كل أرجاء المكان سواء للأطباء أو طاقم التمريض أو الأدوات والمستلزمات الطبية، بينما يتعامل الأطباء معها بحذر شديد، محاولة الدخول إليها تقابل بالرفض من قبل العاملين بالمستشفى، وقبل الدخول إلى غرفة "عناية العزل"، حيث يوجد غرفتان صغيرتان، مخصصتان لـ"العزل"، يخيم عليهما الهدوء، تفوح منهما رائحة المطهرات، تقبعان في منتصف طرقة طويلة بالطابق الثالث بمستشفى الأقصر الدولي، وتزيد الخيفة في صدور من يتردد عليها.
حيث يرقد في منتصف الغرفة الأولى، المدعو "محمد. ع" بمفرده على سرير مجهز، يغطُّ في سبات عميق وغيبوبة شديدة، على أجهزة التنفس الصناعي، ليخفف عنه الآلام حيث يعيش في عزلة إجبارية بعد تأكد إصابته بفيروس إنفلونزا الخنازير.
وداخل الغرفة الثانية، وجدنا سيدة ذات ملامح صعيدية، في العقد السابع من عمرها، تدعى "حميدة" استلقت طريحة الفراش على جهاز التنفس الصناعي تصارع الموت ولا تقوى على الكلام ولا تملك من أمرها شيئًا، نهضت من نومها على صوت فتح الباب، وتزايد الشهيق والزفير والآهات مع حركتها.
من جانبه، قال الدكتور محمد ضاحي، مدير مستشفى الأقصر الدولي، لـ"البوابة نيوز" إن الأطباء يتبعون أقصى درجات الالتزام بالعزل، ومكافحة العدوى لعدم انتقال المرض من المريض إليهم أو إلى أي من ذويه، مشيرا إلى أن المستشفى يوجد به قسم للعزل به 3 غرف للحالات التي يشتبه إصابتها بالفيروس والتي يتم عزلها وأخذ العينات منها وإرسالها إلى المعامل المركزية بالوزارة لبيان حالتها.
وأضاف، أن هناك أيضا عناية العزل والتي تضم غرفتين للحالات المؤكدة، فيتم حجزها في غرف العزل ويتم فصل تام للمصاب، وذلك لعدم انتقال وانتشار العدوى في المستشفى، وأن الغرفة مجهزة لعلاج أي حالات، وكلاهما مجهزان لعزل الحالات التي يشتبه بإصابتها بأي مرض وبائي سواء كان أنفلونزا الطيور، أو الخنازير.
كما أكد " ضاحي " على استعداد وجاهزية المستشفى لعلاج الحالات المصابة، مشيرا إلى أن غرف العزل مجهزة بعدد من الأسرة التي يوجد بين كل سرير وآخر فواصل متعمدة من قبل إدارة مكافحة العدوى، وذلك لعدم انتشار الإصابة، فضلا عن أن كل مريض له 2 ممرضين خاصين به يتابعون حالته فقط، وإضافة إلى توافر كميات كافية من عقار التاميفلو والواقيات الطبية، والنظافة المستمرة لحجر العزل.
وتابع مدير عام مستشفى الأقصر الدولي، أن المستشفى تلقت بالفعل خلال الفترة الأخيرة عددًا من الحالات التي تعانى من أعراض الأنفلونزا، مشيرا إلى أن هناك حالتين الآن تخضعان للاختبار والملاحظة وهما، سيدة تدعى " حميدة. ذ. م " من قرية البغدادي التابعة لمركز البياضية تم حجزها بقسم العزل بالمستشفى من يوم 3 فبراير تبين إيجابية عينتها وإصابتها بالأنفلونزا، وتم تحويلها لعناية العزل لخطورة حالتها، أما الحالة الثانية فهو، هو "محمد. ع. م"، من مدينة إسنا جنوب الأقصر، تم حجزه بقسم العزل بالمستشفى منذ 5 أيام.
وقال أحمد إبراهيم، مدير إدارة مكافحة العدوى بالأقصر، أن وزارة الصحة قد وضعت خطة لمواجهة حالات الأنفلونزا بأنواعها في كل المستشفيات، تتضمن تلك الخطة 14 خطوة للتعامل مع الحالات المصابة حسب نوع الإصابة المقسمة إلى بسيطة وبسيطة مع وجود عوامل خطورة وشديدة، وحسب الأعراض التي تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38، مع وجود سعال أو التهاب في الحلق، مشيرا إلى أن الخطة التي تم توزيعها على المستشفيات مؤخرًا تحتوي على عدد من المحاور تبدأ بالتعامل مع الحالات المصابة بالأنفلونزا العادية أو " أنفلونزا الخنازير " التي يصاحبها أعراض خفيفة في عمر أقل من 5 أعوام بإعطائها عقار "التاميفلو" وتقديم العلاج بالمنزل، مع التوصية بعزل المريض في المستشفى حال تدهور حالته الصحية.
وأضاف " إبراهيم " تتمثل الإجراءات الوقائية في التعامل مع الحالات البسيطة بالعزل المنزلي، وعلاج الأعراض وفق رؤية الطبيب المعالج، أنه في حال كان عمر المريض أقل من 5 سنوات ولديه أعراض شديدة يتم أخذ عينة منه وإعطاؤه «التاميفلو» واحتجازه بالمستشفى، أما في حال كان المريض أكبر من 65 عامًا أو المرأة الحامل، أو حال وجود أمراض مزمنة، ولديه أعراض بسيطة فيتم إعطاؤه "التاميفلو" أيضًا لمدة 5 أيام وعلاجه بالمنزل، على أن يوقف العزل بعد اختفاء الأعراض بـ24 ساعة.
وتابع، أما فيما يتعلق بالحالات الشديدة التي تظهر فيها علامات مثل تدهور أداء الجهاز التنفسي، وحدوث ضيق وصعوبة في التنفس والتهاب شعبي رئوي يشخص بالأشعة، يُعزَل المريض في هذه الحالة داخل المستشفى ويُعطى "التاميفلو"، مع أخذ عينة منه للفحص المعملي بمعرفة أجهزة الوزارة.
وأوضح " إبراهيم " مواصفات مكان العزل، والتي تضمنت ضرورة وجود حمام وحوض خاص، وفى حال تعذر توافر ذلك يسمح للمريض باستخدام أقرب حمام وحوض خارج الغرفة شريطة أن يراعَى ارتداء المريض القناع الجراحي، مع تهوية الغرفة وإحكام غلق الباب وفتحه للضرورة، وأن تنظف غرف العزل بالكلور تركيز ألف جزء في المليون يوميًا بعد خروج المريض من المستشفى.
واختتم " إبراهيم " أن هناك بعض الإجراءات الواجب اتخاذها بالمنزل حال الإصابة البسيطة بالأنفلونزا، هي ضرورة وجود المريض في غرفة منفصلة لمدة أسبوع من ظهور الأعراض، وتقليل عدد المخالطين له قدر الإمكان والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر عند التعامل مع المريض، وإتباع أساليب صحية عند حدوث السعال أو العطس بتغطية الفم والأنف، إضافة إلى التخلص من مخلفات المرضى وغسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار حال مخالطته، بجانب الحرص على التهوية ودخول الهواء إلى المنزل وخاصة الغرف المخصصة للمريض بفتح النوافذ على الدوام، والنظافة الدورية للمنزل باستخدام الماء والصابون والمطهرات والمكان المحيط بالمريض، مع استخدام المريض الأقنعة التنفسية عند التعامل مع أي شخص لتقليل انتشار العدوى، مشيرا إلى أن في حال ظهور مجموعة أعراض للمرضى المعزولين بالمنزل يستلزم الأمر نقلهم فورًا للمستشفى، وتتمثل هذه الأعراض في استمرار ارتفاع درجة الحرارة مدة 3 أيام وحدوث آلام بالصدر وجفاف واحتقان في الحلق، وصعوبة في التنفس أو زرقة الجلد وبلغم مصحوب بالدم، وتناقص كمية البول اليومية عن الطبيعي.
فيما قال الدكتور ممدوح وشاحي، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، أن فيروس أنفلونزا الخنازير لا يشكل خطورة كبيرة على حياة المواطنين، مطالبا إياهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة به، مثل الابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر المستطاع، والامتناع عن ملامسة الأنف والفم، والحفاظ على نظافة اليدين بغسلهما بالماء والصابون والتهوية المنزلي.
وأضاف " وشاحي " أن هناك عدد من الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها المديرية للتعامل مع الحالات التي يشتبه إصابتها بأنفلونزا الطيور أو الخنازير، مشيرا إلى أن المديرية تشدد على المستشفيات بضرورة تنفيذ كل ما يتعلق بإجراءات مكافحة العدوى بالمستشفيات، مثل وضع قناع جراحي على وجه المشتبه في إصابته، والالتزام بنظافة الأيدي باستخدام الماء والصابون قبل وبعد أي تلامس مع المريض أو البيئة المحيطة به.
ودعا وكيل وزارة الصحة، وسائل الإعلام بضرورة تحري الدقة في نقل مثل هذه الأخبار التي ربما يكون لها تأثير سلبي على حركة السياحة في المدينة التي تعتمد بشكل أساسي على السياحة، مشيرا إلى أن معظم الحالات التي تصل للمستشفيات بدعوى الإصابة بالأنفلونزا الموسمية هي حالات إصابة بالأنفلونزا العادية التي تتشابه أعراضها مع أنفلونزا H1N1، داعيا جموع المواطنين إلى عدم القلق والذعر من أمراض الأنفلونزا الموسمية، وعليهم إتباع شروط الوقاية الصحية وخاصة في المنازل.
كانت مستشفى الأقصر الدولي قد سجلت أول حالة وفاة حالة مؤكدة بعد إصابتها بمرض أنفلونزا الخنازير، ل سيدة تدعى هدى على يوسف ) "28 سنة – ربة منزل)، تقيم بنجع الجماملة بمركز أرمنت الحيط، جنوب غربي الأقصر، كانت حامل في الشهر السادس، أم لطفلين، الأول ولد عمره 5 سنوات، والطفلة الأصغر منه تبلغ من العمر 3 سنوات، فيما يعمل زوجها في مصنع سكر أرمنت، وصلت إلى مستشفى الأقصر الدولي يوم 22 يناير مصابة بالتهاب رئوي حاد وفشل في الجهاز التنفسي، وتم عزلها لمدة 10 أيام بالمستشفى كما تم عمل مسح للحلق على المرض، وجاءت النتيجة إيجابية وتوفيت يوم الجمعة الموافق 1 فبراير بمنطقة العزل بالمستشفى بعد أن أثرت الإصابة على حياتها وعلي حياة الجنين في بطنها مما تسبب في وفاتهما.
كما خرج أمس السبت، كل من مي. ع، من منطقة المنشية وسط الأقصر ورضا. أ، من مدينة الأقصر، من المستشفى بعد الاشتباه في إصابتهما، بفيروس الأنفلونزا الموسمية، وتم احتجازهما بداخل قسم العزل بالمستشفى، وتم إرسال مسحتهما إلى المعمل بأسوان للتأكد من إصابتهما بالفيروس من عدمه وجاءت نتيجتهما سلبية.
كما شهدت المستشفى حالة وفاة منذ يومين لسيدة تدعى "نجاح" من الطود، وتم إرسال مسحه من عينتها إلى أسوان بعد أن تم الاشتباه في إصابتها بفيروس الأنفلونزا " H1N1" وقد جاءت نتيجة العينات سلبية وأن الوفاة نتجت عن أمراض كثيرة في القلب أنها تعاني من تذبذب في الأذين ومشاكل في ضغط الدم والتهاب رئوي.
كانت حالة من الخوف انتابت المواطنين، بعد أن سجلت المستشفيات في بعض المحافظات حالات اشتباه في الإصابة بالمرض، وتم احتجاز المشتبه في إصابتهم في أماكن معزولة مخصصة لهذا الغرض بالمستشفيات.