السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أمواج سياسية 10.. بداية ونهاية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسعون عامًا من الإرهاب هذا هو عمر جماعة الإخوان الإرهابية، لم تذق مصر طعم الراحة منذ نشأة الجماعة الإرهابية عام ١٩٢٨. لم تمر حقبة زمنية في هدوء، دون مشكلات وإضرابات واغتيالات يختفون وسط الناس، ويخوضون حربًا حقيقية بكل الأسلحة، من الدولار لتخريب الاقتصاد، حتى السلاح لإضعاف الأمن.
تسعون عامًا من الإرهاب، مع كل الأنظمة التى حكمت مصر، قبل ثورة ٢٣ يوليو وبعدها، وفى عصور كل الرؤساء الذين حكموا. 
تحالفوا مع الملك فاروق قبل الثورة وقبله فؤاد، ثم انقلبوا عليهما، واغتالوا القاضى الجليل الخازندار، وحاولوا اغتيال النحاس باشا، وأحرقوا القاهرة.
كانوا أصدقاء جمال عبدالناصر والثورة بعد ٢٣ يوليو ١٩٥٢، ولما أرادوا أن يسيطروا على مجلس قيادة الثورة ويحكموا البلاد، تخلص منهم عبدالناصر في حملتين كبيرتين ١٩٥٨ و١٩٦٤.
الرئيس السادات أخرجهم من السجون فقتلوه، ولم يحفظوا له عهدًا، رغم محاولاته لضمهم تحت راية الوطن. ولكنه أدرك في أيامه الأخيرة خيانة الإخوان، واتهمهم في خطاب علنى بأنهم صُناع الإرهاب، وأنه «كان غلطان» بإخراجهم من السجون، ولكن بعد فوات الأوان. كانت هناك فرصة بعد ٢٥ يناير، للعودة إلى المجتمع، ولكنهم أذاقوا البلاد كؤوس الدم. إن الباحث في جذور إنشاء مثل هذه الجماعات يرى أن المنطق ينتحر أمام التناقضات الموجودة في تاريخ هذه الجماعات بداية من التأسيس إلى الآن ففى الحقيقة إن تأسيس هذه الجماعات هى البداية الحقيقية للحرب بالوكالة بعد إدراك الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا أن المواجهات المباشرة مع الشعوب تكلفتها كثيرة من أموال وأرواح أما شق الصف الداخلى للشعوب يجعلها متناحرة منشغلة بشأنها الداخلى عن كل شيء ومع وجود الاحتلال الإنجليزي لمصر فلا سبيل لاستقرار الاحتلال سوى انشغال المصريين بأمور أخرى بجانب تنفيذ عمليات نوعية لاغتيال الرموز الوطنية المصرية التى تطالب بالاستقلال بعد إطلاق الشائعات عليها أولًا لتشويهها أولا ثم اغتيالها. لم تكن هناك حاجة في الأساس لوجود جماعة تدعى دعوتها للشريعة الإسلامية في بلد الأزهر المرجعية الأولى للإسلام في العالم وفى بلد الدين الرسمى لها الإسلام وهو المصدر الأول للتشريع. ولكن في الحقيقة أن بريطانيا قامت بتحصين هذه الفئات ووضعت لهم السم في العسل وأطلقتهم في العالم وتبدلت أهدافهم من حقبة لأخرى حسب الحاجة ويستقطبون المغيبين والمهمشين في بلادهم والفقراء وفى النهاية الفقر لا يصنع الإرهاب، ولكن تصنعه العقول التى تستغل الدين، لتبيح سفك الدماء، حتى لو كان الضحية مصريًا يشارك في بناء الوطن ويضحى بالنفيس والغالى من أجل رفعة بلاده ورفع اسمها عاليًا بين بلاد العالم.