السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عمر الجيزاوى.. "شارلي شابلن العرب"

عمر الجيزاوي
عمر الجيزاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لإيمانه بأن النكتة لا بد أن يكون ورائها فسلفه ومغزى استطاع أن يتحول من مونولوجست يرسم الضحكة على وشوش الناس إلى معارض سياسي يزعج عرش الملك فاروق ومنغصا حياة بوليسه السياسي. 
إنه الفنان والمونولوجست عمر الجيزاوى الذى تعمد منذ أن احترف عالم الغناء في الأفراح وشارع الهرم وبداياته مع عالم السينما عام 1948، أن يسخر من النظام السياسي وترصد البوابة نيوز، اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر في ذكرى ميلاده أبرز المحطات في حياته 
اسمه الحقيقي عمر سيد سيد سالم ولد في حارة "درب الروم" بالجيزة في 24 ديسمبر 1917 ولم يستكمل تعليمه وعمل في مهنة المعمار مع أبيه
وعن بدايته روى "الجيزاوي" بأحد اللقاءات التليفزيونية أنه حين عمل مع والده في مجال المعمار، كان يغني وسط العمال وأكوام الرمل ورائحة كراسي الدخان وأكواب الشاي الأسود لحثهم على مواصلة الجهد، فأعجب أحد المقاولين بصوته ودعاه لإحياء زفاف ابنته، مضيفًا: "بقيت كل ما أغني في حتة يصقفولي، ولما جيت للقاهرة قالوا أنت منين قلت من الجيزة فسموني الجيزاوي".
وقد عمل الجيزاوى بالأفراح والملاهي الليلية بشارع الهرم واحترف الغناء حتى نهاية عام 1935 ثم التقى بالفنان على الكسار فقرر إدخاله في السينما، وقدمه كمونولوجست في فيلم "يوم في العالي" عام 1946، مع محمد الكحلاوي، وشكوكو، وماري منيب، لتنطلق بعدها مسيرته الحافلة، التي وصلت إلى المشاركة في عشرات الأعمال.
وكان عمر الجيزاوي يسخر من النظام السياسى بالمونولوج وينتقد أفعال الملك فاروق لدرجة أنهم وضعوا أسمه في كشوفات البوليس السياسي على أنه "شيوعي" وقال بأحد احاديثه "هددوني بعدها بقولهم لن تجد عملاَ بعد الآن وسيفتش البوليس بيتك كل يوم وربما تدخل السجن بحجة أو بآخري سنلفقها لك، وهناك حل إذا قبلته تركناك، لا بد أن تشيد في أغانيك بالملك وكل أفراد الأسرة، وهو ما رفضته بالثلاثة".
شارك عمر الجيزاوي في 100 فيلم سينمائي مقدما المونولوج والأغنية ولعب بعض الأدوار التي تميزت بدور الصعيدي منذ بطولة فيلم "خضرة والسندباد القبلي" مع الفنانة درية أحمد عام 1948، حتى أخر أفلامه "فالح ومحتاس"عام 1955 لذلك عرف بشخصية الصعيدي الساذج
أما لقبه المحبب إلى قلبه فهو "شارلي شابلن العرب" حيث قام بجولة فنية لعدد من الدول الأوروبية من ضمنها فرنسا وقدم على مسارحها الكثير من أعماله ويقول عن ذلك: "تستطيع أن تطلق على لقب "شارلي شابلن العرب" صورتي طبعوها هناك في الخارج على علب الكبرىت 
وتابع حديثة قائلا: وتزوجت "خواجاية" من هناك بنت حلوة كانت تجيء إلى المسرح كل يوم لرؤيتي". 
ويبلغ عدد أبنائه "10" اما عن زوجاته فقال "أنا اتجوزت واحدة، واتجوزوني اتنين" 
وتحدث عن حال الفن وسوء أحوال المعيشية للفنانين مؤكدا على أنه يجب توفير كل مقومات الحياة الآدمية للفنان مشيرا إلى ان فنانين المونولوج هم من يقومون بالربط بين الحوار والرواية والسيناريو فيجب الحفاظ على فن المونولوج 
مع بداية التليفزيون قدم برنامج " على شط النيل " و" نواعم " مع تحية كاريوكا.
ومن أهم الأغانى التى تغنى بها أغنية "البرج العالى" كلمات إبراهيم عمارة و"خدك يا جميل " كلمات حسين غباشى و" العصا لمن عصى" و"التوبة" كلمات "حسين غباشى" و"الفاكك والمفكوك" كلمات "مصطفى الطائر" وكل الأغنيات من ألحانه.
ومن أشهر مونولوجاته" اتفضل قهوة " - "حلال عليك" "لسانك حصانك" ـ "بينى وبينك" "ابن ذوات" ـ بنت الجيران ـ الأرض الطيبة ـ الوحش ـ فالح ومحتاج ـ أنا الحب ـ الكيلو 99 ـ الست نواعم ـ أنا الدكتور.
وقدم الفرانك أراب في أغنية "يا ميت ندامة على اللى حب ولا طالشى" وكانت له فرقة استعراضية خرج منها نجوم كبار أمثال حسن حسنى وسمير غانم 
عندما سئل الفنان " يوسف وهبى" عن صوت الجيزاوى قال عنه إن صوته يشبه الفولاذ لا يتغير ويظل لامعًا.
حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير فقد كرمه الرئيس جمال عبد الناصر عندما اشترك في المجهود الحربى عام 1956 كما نال شهادة "الجدارة" من الرئيس السادات.
وقد توقف عمر الجيزاوى عن العمل في وسط الخمسينيات وأواخر أيامه أصيب بحالة اكتئاب بسبب تجاهل تكريمه أسوة بغيره من الفنانين حتى توفي في 22 أبريل عام 1983 تاركا إرثا كبيرا من المونولوجات.