السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

رفاعة الطهطاوي.. التنويري الأول

رفاعة الطهطاوي
رفاعة الطهطاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبقى اسم رفاعة الطهطاوي إمامًا للتنوير في العصر الحديث، والذي كان واحدًا ممن فتح لهم محمد على باشا أبواب العلم، فقاد مع آخرين النهضة العلمية التي صنعت مصر الحديثة، ورغم الانتكاسات التي واجهها مشروعه التنويري في عهدي الخديو عباس والخديو سعيد، إلا أنه أكمل دوره كصاحب رسالة تتعلم منه الأجيال حتى اليوم.
رفاعة الطهطاوي والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الثلاثاء، نشأ في أسرة شريفة النسب، فأبوه ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن على بن أبي طالب، وأمه ينتهي نسبها إلى قبيلة الخزرج الأنصارية؛ وكان يلقي عناية من أبيه على الرغم من تنقله بين عدة بلاد في الصعيد، فحفظ القرآن الكريم، ثم عاد إلى طهطا بعد أن توفى والده.
افتتح الطهطاوي أول مدرسة للغات في مصر على يد الطهطاوي، وكانت تسمى أول الأمر "مدرسة الترجمة" ثم تغير اسمها بعد ذلك إلى "مدرسة الألسن"، وهي الآن كلية الألسن التابعة لجامعة عين شمس.
يعتبر الطهطاوي أول من أنشأ متحفًا للآثار في تاريخ مصر، وأول مؤسس لصحيفة أخبار، حيث قام بتغيير شكل جريدة "الوقائع المصرية" -التي صدر عددها الأول في 3 ديسمبر 1828 عندما كان في باريس- بعد أن تولى الإشراف عليها، وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية، فجعل الأخبار المصرية المادة الأساسية بدلًا من التركية، وأول من أحيا المقال السياسي عبر افتتاحيته في جريدة الوقائع، وأصبح للجريدة في عهده محررون من الكتاب كان من أبرزهم أحمد فارس الشدياق، والسيد شهاب الدين.
تناولت كتب كثيرة سيرة رفاعة الطهطاوي منهم كتاب" رفاعة الطهطاوي في باريس" للكاتب عاطف يوسف عن دار سندباد ذكر فيه أن رحلة الطهطاوي من الأزهر الشريف، قلعة التقليد العتيقة، إلى مدينة النور، ليست مجرد تحول في المكان، وإنما تحول في الوعي، والأهم أنه كان واعيا بهذا التحول.
قدم الطهطاوي العديد من المؤلفات، ومن أهم كتبه مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية، 
المرشد الأمين في تربية البنات والبنين، أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل، نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، وترجم ما يزيد عن خمسة وعشرين كتابا
كان لاتصال الطهطاوي بالفكر المستنير أثر بالغ الأهمية في التواصل العلمي والفكري بين مصر وبين الفكر والعلم في الكثير من الدول في العالم وحركة الترجمة فيما بعد، فقد ابتكر الطهطاوي لنفسه دورا آخر في الحياة العلمية والفكرية في مصر فيما بعد والتي تمثلت في إنشاء مدرسة الألسن، والتفاعل مع الفكر المتطور المتنامى في فرنسا اجتماعيا وخاصة فيما بعد الثورة الفرنسية وما حملته من افكار الدولة المدنية الحديثة والقائمة على المشاركة المجتمعية والشعبية في الإدارة والحكم، وهي أحد ابرز إسهامات المفكر جان جاك روسو والمعروفة بنظرية العقد الاجتماعي وغيره من المفكرين الذين كان لهم الإسهامات الكبيرة في الفكر الذي قامت عليه الدول الحديثة في العالم.