يعانى «ياسر أحمد أحمد الصبور»، ٣٧ عامًا، يقيم بقرية «كفر الدبوسي» التابعة لمركز شربين بالدقهلية، من عجزه عن الحركة بعد تعرضه لحادث سقوط من أعلى سقالة، حيث كان يعمل مبيض محارة، وأقر الأطباء بأن الحبل الشوكى انقطع، وأكد التشخيص عجزه عن الحركة، وبعد محاولات بقدر ما يملكه الزوج البائس، من أموال ومساعدات من الأهل والجيران، لعلاجه وإعادة قدرته على الحركة.
همس الأطباء بأذن الزوجة المسكينة، بأن زوجها لم يعد قادرا على الحركة، نزل الخبر عليها كالصاعقة، فلم تكمل حينها ٢٦ عاما من عمرها، وجنينها الذى تحمله في أحشائها رغم أنه لم يخرج للحياة بعد، هون عليها صاعقة الخبر، وقالت لنفسها، سيأتى طفلى ونتعكز عليه أنا ووالده المسكين، يوما ما سيكون عضد أبيه، تحملا مشاق الحياة حتى أنجبت وبلغ الطفل ٦ سنوات، كان الطفل يساعد أمه في المنزل، كما كان ساق أبيه ويده، فكان يشترى بضاعة للمكتبة الصغيرة، التى استأجرها والده، على ناصية شارعهم بـ٥٠٠ جنيه شهريًا، منذ الحادث الذى أقعده عن العمل.
ورضيت الأسرة بالفقر والسعى في طرقاته فقط للعيش مستورين، وكان أملهما رعاية طفلهما الوحيد، الذى كان بمثابة شعاع النور في حياتهما المظلمة، إلا أنه لم تمهله الحياة فمات نتيجة حادث اعتداء وقتل من أحد جيرانه الأطفال، فكتم أبواه الحزن في قلبيهما وحكم على القاتل بالسجن فقط لصغر سنه، ولم يبق للأب العاجز غير الشكوى لله ومناشدة المسئولين في الدولة علاجه، وإجراء عملية جراحية له، للوقوف على قدميه من جديد، ليمارس حياته وإيجاد عمل مناسب لحالته الصحية.
