إبان الحرب العالمية الثانية، ونتيجة لتخوف دول التحالف من جنوح رضا بهلوى تجاه دول المحور، بقيادة الزعيم الألمانى أدولف هتلر وتزويده بالنفط، أطيح بشاه إيران ونُفى إلى جنوب أفريقيا ونُصب ابنه محمد رضا بهلوى شاهًا لإيران فى عام ١٩٤١.
واستمر حكم الشاه حتى الثورة الإسلامية التى اندلعت ضده فى عام ١٩٧٩، وشهدت تلك السنوات من حكم محمد رضا بهلوى تقاربا شديدا بين طهران وتل أبيب وواشنطن، اتخذه بعض قوى المعارضة فى طهران ذريعة للثورة ضد الشاه، فكانت أحداث يناير ١٩٧٩ التى أطاحت بالحكم الملكى وبدأ عهد «الثيوقراطية» الإيرانية بحكم المرشد الأعلى ونظام الملالى منذ أربعين عامًا.
بعد خروج الشاه من إيران بصحبة عائلته، قضى نحو ١٤ شهرًا باحثًا عن بلد للاستقرار فيه إلى أن وصل إلى مصر، وتروى زوجة الشاه فى مذكراتها عن الاستقبال الثانى للشاه فى مصر بعد رحيله عن حكم إيران قائلة: «أربعة عشر شهرًا من الارتحال، مع الكثير من المعاناة والمهانة منذ رحيلنا من مصر، وفى محاولة لإزاحة هذه الفترة كان الرئيس السادات وقرينته فى انتظارنا عند آخر السلم على السجادة الحمراء التقليدية، وكان حرس الشرف هناك أيضًا وتأثر الملك لذلك كثيرًا حتى اغرورقت عيناه بالدموع».
وكانت علاقة شاه إيران بالرئيس السادات فريدة من نوعها، خاصة بعد فترة من الجفاء فى العلاقات المصرية الإيرانية، إثر قطع القاهرة علاقاتها مع طهران بعد اعتراف الأخيرة بإسرائيل فى عام ١٩٦٠ بينما أبرم السادات اتفاقية السلام مع تل أبيب بعد انتصار أكتوبر ١٩٧٣.
استضافت مصر الشاه بقصر القبة وحجز للشاه جناح بمستشفى المعادى العسكرى ليستكمل علاجه، وأجرت له عملية لاستئصال الطحال، وبقى حتى توفى فى مثل هذا اليوم السابع والعشرين من يوليو من عام ١٩٨٠ عن عمر ناهز الواحد والستين، بعد صراع مع مرض سرطان الغدد الليمفاوية.
