السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإدمان "غول" يهدد المصريين.. "البربجالبين" مخدر جديد يُباع في الصيدليات.. ثمنه يبدأ من 45 جنيهًا.. والصحة العالمية حذرت من استخدامه منذ 2012.. وخبراء: يُستخدم علاجا للصرع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الإدمان، "غول" هاجم مصر في العقود الأخيرة، وتحاول الدولة مكافحته بشتى الطرق، إلا أن هناك مواد مستحدثة باستمرار، آخرها عائلة "البريجايلين"، وهي المادة الفعالة التي تستخدم في علاج أمراض التهابات الأطراف العصبية لدى مرضى السكر، وتستخدم في التخفيف من آلام العظام والظهر.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من استخدام مادة البريجايلين، وإدراج جميع الأدوية التي تحتوي عليها، على جدول الأدوية المخدرة، في أمريكا، وأوروبا، وبعض دول العربية، مثل السعودية، والإمارات.
وطبقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2018، فإن مصر لم تدرج هذه الأدوية بجدول المخدرات حتى الآن، وأن مصر استهلكت أدوية تحتوي على هذه المادة، بقيمة 1.2 مليار جنيه في العام الماضي، بزيادة 50% عن 2017.
وبدأت منظمة الصحة في ٢٠١٢، تحذيرها، وأصدرت عدة تنبيهات أن ماده البريجايلين تزيد الإدمان بنسبة ١٢٪. 
بدورها، قالت الوكالة الأوروبية للدواء، إن البريجايلين مادة خطرة، لا بد من حظر تداولها، إلا من خلال "روشتة طبية".
وبدأ العالم حظر أو إدراج جميع الأصناف التجارية للمادة، ضمن جدول المخدرات "أمريكا ٢٠١٢، أوروبا ٢٠١٣، آسيا،٢٠١٦ ثم الخليج ٢٠١٧".
وقال محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء: "طيلة الوقت يتم اكتشاف أدوية مهمة، ولكن مع الوقت يتم التعامل معها بشكل إدماني، كما حدث في الفياجرا، إذ كان منشط للشعيرات الدموية، وكذلك توسيفان، وقطرة البرزوالين، بالإضافة إلى عائلة البرجابلين التي يوجد منها 15 اسم تجاري يصرف بدون روشته طبية".
وأضاف فؤاد أنه على الرغم من التحذيرات التي تطلق منذ عام 2012، وتنبه العالم لمشاكله، إلا أن أحدًا في مصر لم يحرك ساكنًا تجاه هذه الأدوية حتى الآن.
وتابع أن أسعار الصنف الأشهر، يبلغ سعره ١٠٥ جنيهات فقط، والصنف "البراند" غالي السعر، قد يصل إلى 550 جنيهًا، وهناك أصناف رخيصة نسبيًا، تتراوح بين 45 و55 جنيهًا.
وطالب فؤاد، الوزارة، بالتحرك للتحقق من كمية الأدوية المباعة، وأين يذهب الدواء من خلال نظام" البار كود"، مؤكدًا أن شركات الأدوية لديها سجلات توضح ذلك، وضرورة اتباع ما يحدث في العالم كله من إجراء تغييرات على صرف الأدوية، ومداهمة الصيدليات التي يديرها دخلاء على المهنة.
في سياق متصل، أكد حاتم البدوي، سكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، أن الصيادلة متهمين دائمًا بأنهم المتسببين في بيع الأدوية المخدرة، لكن من يريد المحاسبة يحاسب شركات الأدوية، ووزارة الصحة، التي يجب أن تدرج الأدوية في جداول المخدرات.
وأوضح أن الصيدلي لا يملك رفض بيع أي دواء، وإلا يعرّض نفسه للمسائلة القانونية، حيث يستطيع المريض أن يحرر بلاغًا ضده، بالامتناع عن البيع.
وأضاف أن أغلب الصيادلة لا يصرفون الأدوية إلا بـ"روشتات"، مشيرًا إلى أنه يجب على وزارة الصحة أن تدرج الأدوية التي تحتوي هذه المادة، على جدول المخدرات.
وتابع أن تلك المادة، المكتشفة في الولايات المتحدة الأمريكية، تستخدم في علاج الصرع وآلام التهاب الأعصاب الطرفية، والقلق، وتسوق هذه المادة تحت الاسم التجاري المعروف بـ"Lyrica".
وأثارت تلك المادة الكثير من الجدل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، من حيث تأثيراتها الجانبية، ومع مرور الوقت، وفى حالة عدم وجود ألم فعلى يعمل عليه هذا الدواء فإن هذه المادة تسبب نشاطا ملحوظا بالجسم، ومن ثم يعتاد الإنسان عليها، فلا يستطيع الاستيقاظ أو أداء أي عمل فى حياته أيا كان نوعه إلا بعد تناول بريجابالين.
وعن تأثيرها، قال الدكتور إبراهيم مجدي حسين، إخصائي الطب النفسي، إن "Lyrica"، هو دواء موصوف ومضاد للذهان يستخدم لعلاج آلام الأعصاب السكري، واضطراب القلق العام، والألم العضلي الليفي. 
وأوضح أن مادة البريجابالين، مادة مضادة لصرع والتهاب الاعصاب والقلق والتوتر، وتعمل على المخ، وعند زيادة الجرعة تؤدي لـ"هلاوس".
وتابع أنها ليست دواءً أفيونيًا، ولكن المكون النشط فيها، بمثابة دواء مضاد للنوبات، والباحثون ليسوا متأكدين من كيفية عملها في الجسم، مشيرًا إلى أن المدمن يلجأ في أوقات كثيرة لتناول عدة مواد مخدرة مع بعضها، حتى إلى النشوة.