الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تركيا تتدخل فيما لا يعنيها.. أنقرة متورطة في القتال مع الجماعات الإرهابية على الأراضي الليبية.. ماذا يريد أردوغان من طرابلس؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعد خفيا على أحد ما تفعله حكومة رجب طيب أردوغان في سوريا وصولا إلى ليبيا، حيث امتدت أياديها لتتدخل فيما لا يعنيها، لتشعل أزمات وتدعم جماعات على حساب أخرى، حتى وإن كان هذا يعني انتشار الإرهاب والدمار. وعندما ننظر إلى الدوافع للتدخل في سوريا تخرج أنقرة لتقول أن هناك حدود تجمعها مع هذا البلد، وأن التوتر داخل سوريا يضر بالأمن القومي لتركيا، ولكن ماذا بشأن ليبيا؟ البعيدة آلاف الكيلومترات عن الأراضي التركية.
وأثارت التحركات التركية الأخيرة بخصوص الأزمة الليبية، وتعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بوضع كل قدرات بلاده لمساعدة حكومة الوفاق، العديد من الأسئلة حول ما الذي تريده تركيا من التدخل في لبيبا؟ وما طبيعة الدعم الذي يمكن أن تقدمه أنقرة إلى ليبيا، وما الذي دفع اردوغان لذلك؟ وما هي النتائج المتوقعة لهذا الدعم؟
في الحقيقة لم تكن حكومة أردوغان بعيدة عن المشهد الليبي، فهي انخرطت فيه بشكل كبير منذ عام 2014. بيد أن الدعم السياسي والعسكري، الذي كان خفيا في جزء منه أصبح اليوم معلنا. فما الذي دفع تركيا لتعلن عن دعمها؟ وما الذي يمكن أن تفعله لتغيير موازين القوى على الأرض في ليبيا؟

وكان الجيش الوطني الليبي قد أعلن، الأحد، أنه تم استهداف طائرة مسيرة تركية في طرابلس، كانت تستعد لتنفيذ غارات على مواقع تابعة له.
وقال المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن الجيش يخوض "معركة حقيقية مع تركيا على الأرض"، مؤكدا أنها "تقاتل منذ عام 2014 مع الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة وغيرها من المدن".
وعلى مدار الأشهر الماضية، انكشفت التدخلات التركية في لبيبا شيئا فشيئا، إذ تم ضبط شحنات أسلحة تركية محملة على متن سفن، كان آخرها السفينة التي تحمل اسم "أمازون"، والتي خرجت من ميناء سامسون في التاسع من مايو الماضي، محملة بآليات عسكرية وأسلحة متنوعة، قبل أن تصل إلى ميناء طرابلس.
وجاءت هذه الشحنة من السلاح، بعد أيام من موقف مثير للجدل أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب بدء عمليات الجيش الوطني الليبي العسكرية لتحرير طرابلس من قبضة الجماعات الإرهابية، ليعلن الرجل صراحة دعم بلاده لحكومة فايز السراج، وتدخله لصالح الأخير.

من جانبه، قال المتحدث باسم البرلمان الليبي، عبدالله بلحيق، إن تركيا ترعى التنظيمات الإرهابية في طرابلس مؤكدا أن هي من قتلت جرحى الجيش الوطني في مدينة غريان.
وكانت ميليشيات طرابلس، المدعومة من حكومة السراج، ارتكبت قبل أيام مجزرة بعدما اقتحمت أحد مستشفيات غريان، جنوب العاصمة، وقتلت جرحى جنود الجيش الوطني الليبي.
وأوضح بلحيق، في تصريحات صحفية، أن الجنود تمت تصفيتهم بطريقة بشعة من قبل المليشيات "إما بإصابتهم في الرأس أو دهسهم"، مشيرا أن تركيا أعلنت الحرب ضد ليبيا، ومشددا أن هذا التصعيد التركي غير مقبول.
وأردف قائلا: "كل أفكار أردوغان المتطرفة والاستعمارية أودت بتركيا وشعبها إلى ما وصلت إليه اليوم"، موضحا "لا مصلحة للشعب التركي في ليبيا، المصلحة الوحيد عند أردوغان وحلم الإخوان بالسيطرة على المنطقة العربية".
وأوضح بلحيق أن سياسة أردوغان معروفة في العديد من دول المنطقة، مثل العراق وسوريا، مشيرا إلى أن هذه "السياسة المؤسفة لن تعود بالنفع على تركيا".
وللحديث عن الدوافع وراء التدخلات التركية في ليبيا، اعتبر الناطق باسم مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق، أن "مشروع الإخوان هو المحرك الحقيقي لأردوغان".
وأضاف "الهدف من تدخل تركيا في الشأن السوري، هو نفسه الذي يحركها للتدخل في ليبيا، وهو دعم مشروع الإخوان والميليشيات المسلحة".
كما أشار بليحق إلى عوامل اقتصادية تحرك تركيا في هذا المسار، قائلا: "هناك مصالح تركية في ليبيا متمثلة بعقود تم توقيعها منذ عام 2010، في مجالات اقتصادية وتنموية، وبالتالي فإن تركيا تخشى على مصالحها في ليبيا، دون أن تدرك أن ما تقوم به يضر بعلاقاتها مع ليبيا، وبالتالي فإنه سيضر باقتصادها المتضرر أصلا".
وشدد الناطق باسم مجلس النواب الليبي، على أن هذه التدخلات التركية لا تعود بالنفع على البلاد أو الشعب التركي بأي شكل من الأشكال، وإنما هي "دعم لمشروع الإخوان".

بدوره، اعتبر المحلل السياسي التونسي المختص في الملف الليبي نزار مقني، أن الرد التركي على العملية العسكرية التي يقودها الجيش الليبي لتحرير العاصمة طرابلس، يبدو واضحًا من خلال عزم أنقرة على المضي في دعم الميليشيات المسلحة والمقاتلين في مدن الغرب الليبي، خاصة المتواجدة في مدينة مصراتة بالذخيرة والأسلحة الثقيلة.

وأشار نزار في تصريحات صحفية إلى أن تركيا قد تعمل خلال الأيام القادمة على توصيل صواريخ مضادة للطائرات، تبدو قوات حكومة الوفاق في حاجة إليها، لمواجهة الضربات الجوية التي يشنها الطيران الحربي التابع لقوات الجيش الليبي، وكذلك توصيل أسلحة ثقيلة وهجومية لضرب الأهداف بدقة ومساعدة قوات الوفاق على التقدم والسيطرة على المساحات.

وحول الذخيرة والأسلحة التي ستوفرها أنقرة للميليشيات المسلحة، رأى مقني أنها ستمكن حلفاءها من تعزيز مواقعهم حول العاصمة طرابلس، ومنع اقتحامها من قبل قوات الجيش الليبي، لافتا إلى أن دخول تركيا على خط النار في ليبيا ليس جديدا، إذ تدعم أنقرة حلفاءها في مدن الغرب الليبي منذ فترة طويلة بالسلاح والعتاد، بسبب مطامع اقتصادية ورغبة في توسيع نفوذها في منطقة شمال إفريقيا.

من جهته، قال الباحث السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم، في تصريحات صحفية، إن دخول تركيا على خط التطورات الميدانية في العاصمة الليبية، سيعقد الوصول إلى الحل، لأنه يعطي دليلا صادقا وواضحا لدعم مجموعات متطرفة من قبل تركيا، كما فعلت في مناطق أخرى، مضيفا أن الليبيين لا حاجة لهم بهذا الدعم، لأنه سيتجه إلى مجموعات مشبوهة، هم يبحثون عن التخلّص منها ومن هيمنة واستئثار الإسلام السياسي والإخوان بالسلطة.

المحلل السياسي الليبي، العربي الورفلي قال: "تريد تركيا تمكين الإخوان من حكم البلاد والسيطرة على مقدرات الدولة الليبية، نظرا لأن تلك عناصر تلك الجماعة الإرهابية في ليبيا، يرتبطون بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا".
وأوضح الورفلي، أن ما يعرف بـ"حزب العدالة" الليبي الذي يرأسه محمد صوان، وغيره من قيادات الإخوان، ارتمت بأحضان تركيا، خاصة بعد أن نبذهم المحيط العربي، ولجأوا لتركيا وقطر".