الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا تواضروس يكشف مفهوم "الأب الأسقف"

البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الأحد، قداس تجليس الأنبا أنطونيوس مرقس أسقفا لجنوب أفريقيا وترقيته مطرانا، إلى جانب سيامة أربعة أساقفة جدد، وذلك بالكتدرائية المرقسية بالعباسية.
ويكشف البابا تواضروس الثاني مفهوم "الأب الأسقف"، وإليكم نص الإجابة..
ليس الأب الأسقف في يوم سيامته والأفراح التي توجد بالملابس والألحان والقراءات ليس هذا فقط أريد أن أجيب عن هذا السؤال في ثلاث كلمات
الآب الأسقف أولا هو:
1. راهب تقي
2. خادم مكلف
3. أب حكيم
الأب الأسقف في إيبارشيته وخدمته هو راهب تقي:
اختارته العناية الإلهية بعد صلوات وتفكير عميق وتزكيات لكي ما يصير أسقفًا في الكنيسة وتشترك الكنيسة ممثله في أعضاء المجمع المقدس المطارنة والأساقفة في أقامته وسيامته، الأب الاسقف راهب تقي يجب أن يحفظ نذوره الرهبانية فهو عندما يصير أسقفًا هذه وزنه أكثر فوق وزنة الرهبنة التي نالها يومًا، الأب الأسقف يجب أن يحفظ النذور الرهبانية في حياته فليس النذور الرهبانية تصير عنده كأنها ماضي النذور الرهبانية (نذر الطاعة – نذر التبتل – نذر الفقر الاختياري)
1- نذر الطاعة
هو النذر الأول في حياة الراهب ويجب أن يكن النذر الأول في حياته كأسقفًا فأن لم تكن الطاعة موجودة فقد كل شيء فطاعته هي مفتاح البركة في حياته الطاعة تعني أن الإنسان يتخلي عن هواه الشخصى ويتخلى عن ذاته هكذا تعلمنا كتب الآباء الطاعة هي النذر الاول الذى يجب أن يحفظه الآب الأسقف لأنه راهب تقي.
2- النذر الثاني التبتل:
والمقصود بها حياة النقاوة والطهارة وهذا أيضا مفتاح النعمة في حياته، فالراهب الذي يحفظ تبتله والتبتل في مفهومنا ليس جسديًا فقط ولكنه بسائر الحواس التبتل هو أن يحفظ الانسان نفسه طاهرًا كقول معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس "احفظ نفسك طاهرًا" والتبتل ليس مجرد صفة محدودة ولكنها تشمل حياة الأب الأسقف في كل علاقاتة ومعاملاته لأنه راهب تقي.
3- النذر الثالث هو نذر الفقر الاختياري:
الفقر الاختياري يتعرض لاختبارات عميقة في حياة الأسقف، الأسقف هو مسئول عن إيبارشيته وفي يده المال وتدبير حياة الإيبارشية او الدير وهذا أختبار له يجب أن يكون زاهدًا ويجب أن يكون في حقيقته فقيرًا والمال الذي بين يديه هو امانة من الله يضعها في يديه وينظر كيف سيستخدمها، ولذلك الفقر الاختياري هو الوسيلة القوية جدًا التي نخدم بها كل المحتاجين المال الذي يرسله الله لخادمة هو من أجل الآخرين، الفقر الاختياري هو مفتاح النجاح في خدمة الأب الأسقف لأنه راهب تقي، اذا الصفة الأولي في الأسقف أنه راهب تقي ويحفظ تقواه في كل يوم ويحفظ قانونه ويذكر نفسه دائمًا بهذه النذور وأن غابت عنه لم يعد راهبًا أو أخذ الشكل وترك الجوهر.
2- الصفة الثانية: أنه خادم مكلف
الخدمة تكليف وليس تشريف فنحن لا نؤمن في كنيستنا في مفهوم الترقية كما يؤمن به العالم وكما أقول مرارًا أن الترقية في مفهوم كنيستنا تصل حتي إلي الأقدام كما غسل معلمنا ومخلصنا ربنا يسوع المسيح أقدام تلاميذه ويجب أن لا يأخذ هذا الأمر على سبيل الكلام بل يأخذ على سبيل الفعل الآب الأسقف هو خادم مكلف من الكنيسة بحضور كل أعضاء المجمع المقدس وبحضور الآباء الكهنة وبحضور الشعب وأمام المذبح هو يكلف برسالة معينة ويجب أن يكون امينا فيها إلى المنتهى هذا التكليف من الله مباشرة هذا التكليف قد يأخذ فترة طويلة قد تمتد بعمر الأنسان يعد فيها الله انسانا لهذه المسئولية مسئوليات الآب الأسقف معروفة في كتب التاريخ (المسئوليات التقديسية والتعليمية والتكريسية).
المسئولية الأولي المسئولية التقديسية: هو يقدس الأسرار ولكن قبلها يعمل من أجل تقديس الشعب وتتويب النفوس هذه وظيفة الأب الأسقف أن يجعل من كل إنسان قديسًا والقداسة لا تأتي الا من خلال التوبة هو يعمل ويجتهد يتوب أولا ويشجع كل من معه على التوبة وأن كان يقيم أنشطة أو اجتماعات الهدف منها تتويب النفوس لا يوجد هدف آخر سوى تمجيد اسم الله وتتويب النفس وكما تقول الوصية "كونوا قديسين" هو يعمل لكي ما يحقق هذه الوصية في نفوس من يخدمهم.
المسئولية الثانية المسئولية التعليمية:
الأب الأسقف يجب أن يكون معلمًا صالحا وشاهدًا صحيحا للمسيح يجب أن يكون معلمًا باستقامة ومعلمًا بأمانة ويحفظ الوديعة الأرثوذكسية في حياتة لا يكون متزمت ولا حرفيا أو ناموسيا ولكن يعمل ويعلم وروح الله يستخدمه، المسئولية التعليمية هي مسئولية اشباع الشعب والخدام وكل من يخدم بكلمة الله المقدسة كما نقول على ربنا يسوع المسيح المعلم الصالح يجب أن تكون معلمًا صالحًا يجب أن تزيد في علمك وتقرأ كثيرًا وأن تدرس فهذا امر مهم جدا
المسئولية الثالثة هي المسئولية التكريسية:
الأب الأسقف يقوم بعمل التكريس (الكنائس والمذبح والأيقونات وادوات الخدمة....) وقبل كل هذا تكريس النفوس إحدى مسئوليات الأب الأسقف أنه مسئول عن اختيار القامات الصالح للخدمة فليس أي إنسان يصلح أن يكون شماسًا او كاهنا يجب أن يكتشف الكوادر ويربيها جيدا لكي ما يغذي بها كنيسة الله فيغذيها بمكرسين على درجة عالية من نقاوة القلب ومن محبة الله وخدمته.
الأسقف خادم مكلف من الكنيسة ويوم السيامة هو يوم التكليف وربنا يحسب ماذا سيصنع هذا الأب الأسقف في خدمته مسئوليات (تقديسية وتعليمية وتكريسية).
العنصر الثالث: أنه أب حكيم والأبوة في كنيستنا هي محور حياتنا جميعًا والابوة لها معني عميق في نفوس كل الأقباط ونفوس كل الذين يعملوا في حقل الكنيسة.
أب حكيم بمعنى الأبوة الحقيقية وهذا محك آخر للآب الاسقف هو أب وفي نفس الوقت مدير وهو أب قبل أن يكون مدير والأبوة صفة شاملة وجامعة وتتحقق بشيئين مهمين جدًا: الرحمة والحكمة، الأبوة تصير أبوة فاعلة إذا كانت ممسوحة بالحكمة، إذا كان الأب الأسقف انسان حكيم في ما يقول ويفعل ويرشد ويدبر، والحكمة احد النعم الكبيرة التي يصبغها الله على الإنسان الذي يطلبها مثال سليمان الحكيم عندما طلب من الله ان يعطية قلبًا حكيمًا، الأبوة تظهر عندما يكون هذا الأب حكيم وهي التي تجعله صانع سلام لذلك هو أب ومدير وهذه الابوة تلمع بالحكمة ولكن أيضًا تكون الأبوة لها تأثيرها اذا كانت ملتوتة بالرحمة في ذبائح العهد القديم في تقدمة الدقيق كانت تكون ملتوته بالزيت فعندما تصير الأبوة ملتوته بالرحمة (أكثر كلمة تتكرر في صلواتنا) ويجب أن يكون الأب الأسقف بعيدا عن أي قسوة لانها تتعب المخدمين وتجعل الله ليس ملتفتًا لهذا الذى يخدمه.
الأبوة تحتاج جناحين، جناح الحكمة والرحمة وعمل الرحمة هو عمل متسع في كل ركن في الكنيسة.