الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فرق منسية| الشيخ أحمد الشامي الطواف حول الأرض

إسكندر فرح
إسكندر فرح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نحاجًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.
التحق الشيخ أحمد الشامى بفرقة إسكندر فرح بالقاهرة فى ١٩٠٤، وكانت فى ذلك الحين من أشهر الفرق المسرحية، وكانت أول أعماله الذى شارك فيها «الموسيقية الحسناء»، وأسندت له أدوار الشيخ سلامة حجازى الغنائية عقب انفصال الشيخ سلامة عن فرقة إسكندر فرح فى ١٩٠٥، وكان يقوم بتقليد الشيخ سلامة فى طريقة غنائه، حتى اتفق مع صاحب الفرقة على تقديم مجموعة من الأعمال المسرحية العصرية بدلا من التاريخية واختار مسرحية مترجمة بعنوان «الطواف حول الأرض».
انفصل الشامي، عن فرقة إسكندر فرح، وكون فرقة خاصة به وأطلق عليها فرقة الشيخ أحمد الشامى فى ١٩٠٧، من مجموعة مغمورة من الممثلين، أمثال أحمد زكي، أحمد شاهين، إيلين، بديعة مصابني، جميلة سالم، روز الصافى أو صوفيا، رياض القصبجي، زاهية إبراهيم، عزيزة، فؤاد أفندي، محمد أنيس حامد، مصطفى سامي، مصطفى شريف، نفيسة، كما ضمت فرقته مجموعة من أعضاء الفرق الصغيرة الجوالة، حتى أصبحت من أبرز الفرق المتجولة فى الثلث الأول من القرن العشرين، وظلت هذه الفرقة تجوب الأقاليم بنجاح بمسرحها المتنقل حتى عام ١٩٣٤.
كان الشامى متعدد القدرات الفنية حيث عمل ممثلًا ومطربًا وزجالًا وملحنًا، برع فى تقديم الأدوار الجادة والهزلية أيضًا، إلى جانب تأليف المونولوجات ذات المضمون الاجتماعى الذى يؤديها بين الفصول وبعضها، من خلال فنه حث الجمهور على الأخذ بأسلوب المدنية الغربية من خلال أعماله المسرحية التى تحث على العمل ذات اللون خاصة الذى ابتكرها، حيث كانت تتحدث عن بعض أسرار الصناعات اليدوية، قدمها فى الأقاليم ليعلِّم أهلها أسرار هذه الصناعات، ومن ذلك مسرحية عن صناعة النسيج، ومثَّلها فى المحلة الكبرى، ومسرحية «سعادة الأمم» التى تتحدث عن تاريخ الزجاج وتركيبه وصناعته، «العلم والعمل»، «قناة السويس»، وغيرها، لكنه اعتزل الفن وترك مذكراته التى تحدث فيها عن حياته الفنية وإنجازاته المسرحية فى ١٩٣٧، نال جائزة المعرض الزراعى الصناعى عن مغزله الذى اخترعه فى ١٩٣٥ الذى يعطى خمسة أضعاف إنتاج المغزل البلدى العادي، ورحل فى ١٩٥٨ وترك إرثا مسرحيًا كبيرًا.