الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

تأملات الحكيم ماركوس.. لا تصدق المشعوذين وانجذب للفلسفة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الحكيم ماركوس أوريليوس في كتابه "التأملات": إنني تعلمت من جدي الدماثة وضبط النفس، ومما سمعت عن أبي وما أتذكره عنه تعلمت التواضع والنخوة، ومن والدتي تعلمت التقوى والإحسان، والتعفف عن فعل السيئات، وعن مجرد التفكير فيها، وتعلمت منها أيضا بساطة العيش، بساطة غير معهودة في الأثرياء على الإطلاق، ومن جدي الأعلى تعلمت ألا أختلف إلى المدارس العامة، وأن يكون لدي معلمون ممتازون بالمنزل، وأن أعرف أنه في مثل هذا يليق بالمرء أن ينفق بسخاء.
وأضاف، أنه من معلمي تعلمت ألا أكون من مشجعي الأخضر أو الأزرق في السابقات، ولا أشايع الخفاف ولا الثقال من المجالدين في المدرج، وأن أحتمل المشاق، وأكتفي بالقليل، وأن أعمل بيدي، وأن أنصرف إلى شأني، وأن أترك ما لا يعنيني، ومن ديوجينيتوس -حكيم يوناني- تعلمت ألا أنشغل بالتفاهات، وألا أصدق حديث المشعوذين والدجالين عن الرقى والتعاويذ وطرد الشياطين وما شابه، ولا أربي طيور العراك، ولا أتحمس لمثل هذه الرياضات، وألا أضيق بالصراحة، وأن أنجذب للفلسفة.
وتابع، من ريستكوس - حكيم يوناني- تلقيت الانطباع بأن شخصيتي بحاجة إلى تحسين وتدريب، وتعلمت ألا أنجذب إلى الخطابة، فأكتب خواطري أو ألقي خطبي الوعظية الصغيرة أو أرائي بمظهر التنسك أو المحسن، وأن أبتعد عن البلاغة وقرض الشعر وكتابة الإنشاء، وألا أتجول في البيت بالملابس الرسمية، وأن أكون مرحبا بالصلح مع من أساءوا إليّ بمجرد أن يجنحوا للسلم، وأن أقرأ بتمعن، ولا أكتفي بأفكاري السطحية، أو أسارع بقبول أراء المتفيهقين.
ماركوس أريليوس، فيلسوف وأمبراطور روماني، حكم في الفترة من 161 وحتى 180م، كان رجلا فاضلا بمعنى الكلمة، كرس حياته للأدب والفلسفة والمدرسة الرواقية، لقب بفيلسوف العرش، كتب هذه التأملات بشكل يومي باللغة اليونانية، ولم يقصد بها النشر أو مخاطبة القراء بل كان يكتبها لنفسه من باب التمرين والتدريب، تأثر بكثير من الفلاسفة السابقين مثل سقراط وهيراقليطيس.