الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

سفير مصر لدى ألمانيا: علاقات القاهرة وبرلين في أفضل حالاتها.. السفير بدر عبدالعاطي: زيادة الصادرات بنسبة 30 %.. والسياحة الألمانية سجلت أعلى نسبة توافد

سفير مصر لدى ألمانيا
سفير مصر لدى ألمانيا في حواره للبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف السفير بدر عبدالعاطى سفير مصر لدى ألمانيا، عن تنامى الصادرات المصرية إلى ألمانيا بنسبة 30%، مع تحقيق السياحة الألمانية فى 2018 أكبر نسبة تدفق سياحي فى تاريخ البلدين، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون الاقتصادى فى ظل توقيع عدد من الاتفاقيات خاصة فى مجالات التعليم والطاقة، ووصف، عودة شركة مرسيدس إلى السوق المصرية بعد خروجها عام 2015، بالخطوة الكبيرة والقوية لدعم التعاون الاقتصادى بين البلدين.
وأشاد السفير بدر عبدالعاطي بإصدارات «البوابة نيوز» باللغات الأجنبية والتواصل مع المؤسسات الألمانية والتحذير من خطر الجماعة الإرهابية على الثقافة الأوروبية، مؤكدا على ضرورة فضح الجماعات الإرهابية والدول الإقليمية التى تسعى لخلق مزيد من التوتر فى الشرق الأوسط من خلال دعم الجماعات المسلحة وتقديم الدعم للعناصر الإرهابية، مشيدا بحكمة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحذيره مبكرا للدول الأوروبية من خطر تجنيد الأجانب فى صفوف الجماعات الإرهابية وهى المعضلة التى تواجه أوروبا حاليًا.
السفير بدر عبدالعاطى يتحدث لـ«البوابة نيوز»..


■ كيف ترى العلاقات بين مصر وألمانيا؟
العلاقات بين البلدين فى تطور مستمر، وتجمع مصر وألمانيا علاقات متميزة منذ سنوات عديدة، وزادت الصادرات المصرية إلى ألمانيا بنسبة ٣٠٪ فى الفترة الأخيرة، كما سجلت السياحة الألمانية فى ٢٠١٨ أعلى نسبة توافد، وتعد ألمانيا شريكًا رئيسيًا فى تطوير التعليم سواء الأساسى أو الفنى، ويجرى إنشاء هيئة لجودة التعليم، وكذلك هيئة لتدريب المعلمين فى مصر، كما يجرى متابعة الاتفاقيات التى جرى التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى برلين فى أكتوبر الماضي، خاصة ما يتعلق بالتعليم، وأهمها تأسيس أول جامعة ألمانية للعلوم التطبيقية فى العاصمة الإدارية الجديدة، ومن المقرر أن تبدأ الدراسة بها العام المقبل، وما سوف يترتب على ذلك من إعداد كوادر لديها مهارات تؤهلها لسوق العمل.
■ هل هناك تعاون فى مجال التعليم فوق الجامعي؟
بالطبع، نحن نتشاور حاليا مع الجانب الألمانى لدعم قطاعات معينة من التعليم فوق الجامعى، وتوفير الدعم اللازم لها، خاصة ما يتعلق بعلوم الفضاء، والذكاء الاصطناعى والتحول الرقمي، وغيرها من العلوم الحديثة، من أجل منح الفرص أمام طلاب الدراسات العليا فى مصر لدراسة هذه المجالات المتقدمة.
■ كيف تنظر ألمانيا إلى مصر فى الفترة الأخيرة؟
مصر بالنسبة إلى ألمانيا ركيزة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونموذج مهم فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، وعدم تسجيل أى حالات تهريب للبشر من الشواطيء المصرية إلى أوروبا خلال الفترة من سبتمبر ٢٠١٦ وحتى الآن، يمثل محل تقدير واهتمام من ألمانيا وسائر دول الاتحاد الأوروبي.
■ ماذا عن الاستثمارات الألمانية؟
الاستثمارات فى تزايد مستمر، حتى الشركات التى توقف نشاطها من قبل استأنفت من جديد نشاطها، مثل شركة مرسيدس وهناك العديد من الشركات الألمانية التى ترحب بأن يكون لها مكان فى مصر خلال الفترة المقبلة، وكدليل على ذلك زيارة وزير الاقتصاد والطاقة الألمانى بيتر ألتامير إلى مصر فى فبراير الماضى بصحبة أكثر من ممثلى ٨٠ شركة ألمانية ونواب من البرلمان الألمانى، والاطلاع على تطوير البنى التحتية فى مصر وتشجيع الاستثمارات بين البلدين، وزيارة العاصمة الإدارية وغيرها من المناطق المؤهلة لجذب استثمارات ألمانية.
■ هل يعنى ذلك مزيد من التعاون خلال الفترة المقبلة؟
بالطبع، ومستقبل العلاقات فى تقدم وازدهار، حاليا مصر هى الشريك التجارى الثالث لدولة ألمانيا فى المنطقة بعد الإمارات والسعودية، وستشهد العلاقات نقلة كبيرة خلال الفترة المقبلة، ولقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسى المستمرة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل توضح ذلك، إلى جانب لقاء الرئيس السيسى مع ممثلى الشركات الألمانية سواء فى برلين وميونيخ أو بالقاهرة، ما سيكون له نتائج كبيرة خلال الفترة المقبلة، وبدأت بشائرها من خلال ترحيب الشركات الألمانية بما يحدث داخل مصر وتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة.
■ ماذا عن خطتكم المقبلة لدفع التعاون الاقتصادى للأمام؟
زادت الصادرات المصرية بنسبة ٣٠٪ ونسعى للمزيد، ونعمل على فتح أسواق للمنتجات المصرية خاصة الفواكه والخضراوات للسوق الألمانية كذلك والصناعات اليدوية، كذلك مصر لديها احتياطات غاز هائلة، وهو من من أحد المجالات الجديدة فى الاستثمارات داخل مصر نتيجة وجود احتياطات كبيرة منه وهو ما يتماشى مع الموقف الألمانى بشأن تشجيع الطاقة النظيفة، وتنويع مصادر استيراد الطاقة.
■ ماذا عن التعاون بين البلدين فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي؟
هناك تعاون وتشاور على مستوى رفيع بين البلدين مع عضوية ألمانيا فى غير الدائمة بمجلس الأمن ورئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، خاصة بعد أن أصبحت مصر مقرًا لوكالة الفضاء الأفريقية ومركز الاتحاد الافريقى لإعادة الإعمار فى مرحلة ما بعد النزاعات، وهو ما يعنى مزيدا من التشاور فى مرحلة ما بعد الإعمار، وكذلك التشاور فى ملف نزع السلاح، كذلك الحديث حول إصلاح هيكلة الأمم المتحدة وتطوير مجلس الأمن.


■ وما نتائج القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ؟
لاشك فى أنها قمة ناجحة جدًا، حيث إنها كانت أول قمة فى تاريخ العلاقات العربية الأوروبية، وتعد الأولى من نوعها على هذا المستوى، بعد مشاركة أغلب قادة أوروبا وفى مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووضعت هذه القمة حجر الأساس لتدعيم العلاقات مع أوروبا، كما ومصر تعد شريكًا أساسيًا لأوروبا، وألمانيا تقدر الموقف المصرى فيما يتعلق بالتعاون الأوروبى العربي، وكانت هناك إشادة باستضافة القمة فى شرم الشيخ، والنتائج التى خلصت لها.
■ هل يمكن أن تكون مصر منفذًا للشركات الألمانية إلى أفريقيا؟
هناك اتصالات ومشاورات مع الشركات الألمانية لاتخاذ المنطقة الاقتصادية بقناة السويس مقرا للنفاذ إلى السوق الأفريقية، والحصول على أماكن لوجستية تسمح لها بالتواصل مع دول أفريقية بدلا من التعامل مع كل دولة على حدة، واستغلال رخص النقل البحرى ما سيحقق كثيرا من الأرباح لهم.
■ كيف ترى خطر المقاتلين الأجانب فى صفوف الجماعات الإرهابية على أوروبا التى سبق وحذر منهم السيسي؟
تصريحات الرئيس السيسى من قبل بشأن تحذير أوروبا من خطر تنظيم الدولة الإسلامية والعائدين من القتال معه تثبت صحة رؤيته وحسن توقعه، فكان أول من حذر من هذا الأمر، خاصة فى ظل مخطط دول إقليمية لإثارة المزيد من الفوضي، والآن ألمانيا تعانى وتسعى لتأمين حدودها خشية تسلل هؤلاء، وتم تجنيد عدد من المواطنين الألمان فى صفوف الجماعات الإرهابية، ويجرى متابعتهم بدقة، وهناك متابعة مصرية لمنع مساعدة دول إقليمية لهذه العناصر الإجرامية لمنع وصولهم إلى سيناء أو الحدود الغربية عبر ليبيا.
■ كيف يتم فضح هذه المخططات؟
هناك حاجة إلى فضح هذه المخططات مع دوائر صناعة القرار فى ألمانيا، والدور المشبوه لهذه الدول والمنظمات فى دعم الجماعات الإرهابية، ونتواصل مع وسائل الإعلام الألمانية لتوضيح هذه الأمور، وخلال الأسابيع الأخيرة شاركت فى ٦ حوارات صحفية وأكبر إذاعة ألمانية «فونكه» فى البرنامج الصباحى الشهير، ونتواصل مع الرأى العام الألمانى ونقدم لهم المعلومات غير المتاحة أمامهم لفضح هذه الجماعات والدول التى تقدم الدعم المالى واللوجستى لهذه الجماعات الإرهابية، والتى تستغل ذلك.
■ هل تغير الموقف الألمانى فى هذه القضية؟
هناك تفهم أكبر من الفترة الماضية، وكنت فى زيارة لمدينة كولن الفترة الأخيرة، وتحدثت مع عمدة المدينة وخطورة ما تقوم بها العناصر المتطرفة من دول ومنظمات، والإشارة إلى تنسيق جماعة الإخوان الإرهابية وتواصلها مع منظمات وجهات أجنبية لخلق تواجد لهم، والإشارة إلى أن جماعة الإخوان هى المظلة الإرهابية، ويتم حاليا فتح كل الملفات المتعلقة بهذه الجماعات الآن ومتابعة جهات التمويل وقانونية كل الخطوات التى تقوم بها واتخاذ مواقف صارمة معها.
■ هل هناك تعاون واضح فى هذا الشأن؟
نتعاون مع الجانب الألمانى لقطع طرق التمويل عن هذه الجماعات المتطرفة، وتعزيز التعاون الأمنى بين البلدين، ولدينا تعاون كبير فى مكافحة الإرهاب، وهناك تقدير كبير للموقف المصرى من سقوط كثير من الشهداء دفاعا عن الدولة المصرية وخطر الإرهاب عن أوروبا كلها وليس مصر فقط، كما أننا قدمنا عرضا من الأزهر الشريف لاستضافة الدعاة الألمان والتدريب فى مصر لمدة ٣ أشهر على نفقة الأزهر، لتقديم صحيح الدين لهم حتى لا يكونوا أسرى لفكر الجماعات المتطرفة أو المدعمة من دول إقليمية وتقديم مفاهيم غريبة عن الإسلام الوسطي.
■ كيف ترى إصدارات «البوابة» باللغات الأجنبية والتواصل مع المجتمع الألمانى؟
خطوة جيدة جدا، وأهم شيء هو مخاطبة الرأى العام الألمانى بلغة يفهمها، وإصدار كتب ومجلات بلغات أجنبية ومنها الألمانية مثل ما تقوم به «البوابة» يحقق هذا الغرض بنجاح، ونشجع أى جهة مصرية على ذلك للتوغل داخل المجتمع الألمانى، ومخاطبة هؤلاء بلغتهم حتى لا نتحدث مع أنفسنا.