الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رمضان ٢٠١٩.. والكتب السماوية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

كل سنة والأمة الإسلامية بخير وأمان وسلام، رمضان شهر الأسرار والروحانيات والمعجزات فمن يتدبر الأحداث التى غيرت من مجرى العالم التى حدثت فى رمضان يدرك أن هذا ليس من قبيل الصدفة بل حدثت عن تدخل إلهى حكيم عن قصد لأهمية هذا الشهر الكريم عند الله عز وجل، حد يفهمنا كيف أصبح رمضان العصر ٢٠١٩ هو رمضان الدراما المصرية، فهو الموسم الذى تصرف فيها مئات الملايين ونحن فى أشد الحاجة لهذه الملايين الآن، فالأسر المصرية الفقيرة التى تحتاج إلى الإفطار والعلاح لا تجده، وهذا هو الشهر الذى ترفع فيه أعمالنا إلى الله شهر الخير والصدقات ونجد مايسترو المواطن البسيط، وهو يرى المنافسة فى أجور الفنانين التى أصبحت هستيريًا عشرين وثلاثين مليونًا... لأنهم هيتانزلوا ويتصدقوا بظهورهم على شاشه رمضان!!! فهيهات بين رمضان الأمس ورمضان ٢٠١٩ أو رمضان الأعوام السابقة فهو شهر المسلسلات فأغلبها إلا القليل تكثر فيها مشاهد العرى وألفاظ متدنية وقصص هابطة لا تفيد المجتمع ولا تبنى أجيالًا على المباديء والقيم الإنسانية التى نادى بها هذا الشهر الكريم، ولا تقدم رسالة فهى بعيده تمام البعد عن شهر العبادة والتدبر فيما عدا البرامح والمسلسلات الدينية والتاريخية التى لم تعد موجودة الآن فليس لها وجود بين العبث والإسفاف والتردى فيما يعرض على شاشات الفضائيات المصرية والبرامج التافهة اللى يصرف عليها ملايين الجنيهات والشعب المصرى يمر بضائقة اقتصادية، فما هى العلاقة بين رمضان الأعوام السابقة ورمضان العصر، وما نفعله نحن من التدخل البشرى المتدنى لعدم احترام خصوصية هذا الشهر الكريم، وبين المعجزات التى غيرت مجرى تاريخ الإنسانية ونزول الرسالات السماوية فى هذا الشهر المبارك؟؟؟ فهذا الشهر الكريم أنزل فيه القرآن كما ورد في كتاب الله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان) سورة البقرة، فقد أنزل الوحي القرآن الكريم علي نبينا الكريم في الرابع عشر من رمضان.

وقد أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام فى الأول من رمضان والزبور أيضًا الذى أنزله الله على نبيه وعبده داود، وكان أغلبه مواعظ وحكم ثم أنزلت التوراة على نبى الله موسى فى الليلة السادسة من رمضان، وكانت بها شريعة اليهود ثم أنزل الإنجيل على نبى الله عيسى فى الثامن عشر من رمضان ثم القرآن على سيد العالمين نبينا المصطفى سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام، فقد روى ذلك ابن الضريس في "فضائل القرآن" (127)، والطبري في "التفسير" (24/ 377) من طريق يَزِيد بن زريع، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ: "أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ).

ولا ننسى غزوة بدر التى نصر الله المسلمين على قريش، وقد أمدهم الله من الملائكة ليحاربوا معهم ليثبتوهم فقد كانوا قلة كما جاء فى كتاب الله عز وجل فى آل عمران، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِين)، وقد وقعت في السابع عشر من رمضان، وهذا ما حدث أيضًا فى حرب أكتوبر، وقد كتب النصر للمصريين فى هذا الشهر المبارك الكريم فى العاشر من رمضان.

حد يفهمنا.. ألا يستحق هذا الشهر المبارك بعد سرد كل هذه الأحداث والمعجزات التى حدثت فيه ألا يستحق أن نعمل على استعادته؟!، فرمضان الأمس البعيد هو الذي نادي به ديننا الحنيف ورب العالمين من التعبد والتدبر وعمل الصدقات والصبر والتقرب إلى الله.   فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا؟!.