الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر وأمريكا بين المصالح وشائعات الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السيسى فى أمريكا بدعوة من الرئيس الأمريكى ترامب، والمتابع للزيارة يمكن أن يرصد حالة الترحيب التى قوبل بها الرئيس المصرى من كل من التقى بهم وزراء وأعضاء بالكونجرس.. رجال مال وصناعة.. وهو أمر غير مسبوق.. والملاحظ أيضًا أن تعليقات ترامب على ما يحدث فى مصر بملف محاربة الإرهاب، وأن مصر أصبحت محورًا رئيسيًا فى هذا الشان.. ترامب أشاد بالسيسى واصفًا ما يقوم به فى مصر بالعمل العظيم.
والسيسى من جانبه أكد على سياسة مصر الثابتة تجاه القضايا الوطنية.. وكشف عن رؤيته لما يحدث فى ليبيا والسودان والجزائر وسوريا.. ورؤيته لحل القضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية.. وروج للتنمية والاستثمار فى مصر وخلق روافد جديدة لضخ الدماء فى شرايين الحياه بشكل عام.
الزياره تاريخية والاستقبال والنتائج لم نتصورها.. ومصر السيسى تستحق النتائج فى ظل رؤية مصرية واضحة فى إدارة الملفات..وسياسة ناضجة.. غير قابلة للتأثر أو التلوين.. ضف إلى ذلك رئيس ملم بأدق تفاصيل سيناريوهات الحروب والحلول.. ومعرفته بالمحركين واللاعبين الرئيسيين فى مسلسل تمزيق البلدان العربية وطرق التمويل، وأيضًا كيفية إفساد تلك السيناريوهات.. مصر تستحق.فى ظل نجاح شعبها وجيشها والشرطة فى الحفاظ على البلد ومنع تمزيقها وإفشال كل سيناريوهات التقسيم والحرب الأهلية والحفاظ على نسيجها الوطنى.. وتستحق أيضًا لتنفيذها أكبر وأعظم خطة تنموية فى تاريخها الحديث.. ودورها فى ضبط المنطقة وتقديم كل المساعدات للمحافظة على الأمن والسلم العالميين.. ومنع امتداد نيران الخلافات إلى دول وشعوب المنطقة.
النجاحات التى تحققت منذ 2013 والمتنوعة فى الداخل والخارج وجهود الدولة المصرية لتقوية عناصر المجتمع أمور بالطبع تزعج الخارج وأيضًا أعداء الدولة المصرية.. أعتقد أن المساهمات التى أدتها مصر لخدمة المجتمعات العالمية بتصديها لحركات وتنظيمات التطرف داخل وخارج حدودها، وجهودها لمنع عملية الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.. بالطبع مساهمات مهمة ومؤثرة.. الغريب أن أعداء البلد فى الداخل والخارج لم يغيبوا عن المشهد.. بالطبع ما حدث من مساندة أمريكية واضحة للدولة المصرية وللسيسى تحديدًا بمثابة ازعاج لمحور الشر.. وقد أصيبت الدوائر الإعلامية المعارضة بصدمة.. بالطبع كانوا يتوقعون أن ما يثيرونه من فتنة وأكاذيب وشائعات ومحاولات لتقويض استقرار مصر قد يلقى صدى على الأقل بين الدوائر الأمريكية المرتبطة بمصالح مع أعداء النظام المصرى.. أو ممن حصلوا على الأموال لتشويه الزيارة كالعادة، وقد احتارت الدوائر الإعلامية المرتبطة بالمعارضين من قنوات وصحف فى البحث عن شخصيات وضيوف فى الداخل والخارج لتفسير نتائج زيارة السيسى لأمريكا وكيف نجح الرئيس المصرى فى فرض سياسته على العالم بما فيه أمريكا.. بعد إعلان بريطانى وفرنسى وألمانى بتأييد كامل للسياسة المصرية.. انزعاج كامل واضطراب فى السلوك انتاب تلك الدوائر.. وكان قد اخترعوا عدة شائعات.. مثل أن السيسى قد وافق على صفقة القرن الأمريكية لحل قضية فلسطين على حساب سيناء، وأن أمريكا قد هددت بإشعال النيران على حدود مصر انطلاقًا من السودان وليبيا.. ونشرت وبثت الدول المعادية لمصر وإعلام الإرهابية أكثر من تقرير عن شائعات ضد الزيارة.. الشائعات لم تتوقف.. ويطوروها يوميًا.. وتزداد شراسة خاصة بعد أن خسروا الرهان فى صناعة استنفار أمريكى تحت أى مسمى وبمبررات كاذبة كالعادة أو جذب عدد من أعضاء الكونجرس والدوائر المتعاونة معهم للتكشير ضد مصر.. الزيارة ووفقًا لرد الفعل المنفلت من جانب أعداء استقرار مصر تؤكد انهيار الرهان الإخوانى والقطرى والتركى على أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا فى الانحياز للإخوان وتأييد خططهم الواضحة لتصدير القلق لمصر، أو على الأقل رفع التأييد للنظام المصرى، ويذكرنى هنا رد فعل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على القمة العربية الأوروبية 26/24 فبراير الماضى بشرم الشيخ بحضور 50 دولة منها 22 دولة عربية و28 دولة أوروبية تحت شعار الاستثمار فى الاستقرار.. أردوغان استشعر أن السيسى فرض سياسته على الغرب، ونجح أيضًا فى تسويق سياسته وحصل بعد جهد واضح على أعلى درجات التأييد ووصل به إلى المشاركة فى الرؤى.. أردوغان هنا أدرك أن أوروبا أغلقت وجهها للإخوان ولسياسته المؤيدة لهم.. وأطلق تعليقه أثناء مؤتمر لحزبه بأن هاجم زعماء الدول الأوروبية التى حضرت لمصر..هنا أدركت أن هناك انزعاجًا شديدًا جدًا بين دوائر معادية لمصر من تغير جذرى فى الموقف الأوروبى لصالح التعامل والتفاهم لما يجرى داخل مصر وسياستها الخارجية، وأعتقد أن نتائج زيارة السيسى لأمريكا والتى أراها ناجحة إعلانًا على حرق العلاقات الأمريكية والإخوان.
وما لم يتعلمه الإخوان أن السيسى لا يفرط فى أرض مصر، وأن عقيدة الجيش المصرى أمام الشعب وعلى مر العصور واضحة فى القسم الملزم بأن يحافظ ويحمى أرض مصر.
مصر لن تفرط فى أى شبر من سيناء.. أو غيرها والدماء التى أُريقت ومازالت.. ضريبة الحفاظ على الأرض وهى مقدسة.