السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"بودلير" الذي سئم باريس

شارل بودلير
شارل بودلير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصف الشاعر الفرنسي الشهير آرثر رامبو مواطنه بودلير بقوله: "إن بودلير لهو أمير الشعراء.. إنه إله حقيقي للشعر"، فالرجل الذي عاش شاعرًا وناقدًا يعتبر من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم. 
بودلير من مواليد باريس عام 1821 لأسرة ميسورة الحال وكان والده أحد كبار موظفى الخدمة المدنية، وذلك حتى عام 1827 عندما توفى والده وتزوجت أمه من رجل آخر، فعانى بودلير من إهمال والدته، ما أثر على حياته الشخصية.
وكان بودلير يرى أن التأمل بجوهر الحياة هي مهمة الشاعر الحقيقي، لكن الشاعر لابد أن يكون إنسانا قبل كل شيء، وانعكست حياته الشخصية وطفولته التي عاشها يتيم الأب والعاطفة على الطريقة التي كتب بها الشعر، حيث لم توليه والدته العناية الكافية، فتعرض إثر ذلك لصدماتٍ نفسيةٍ، خلقت منه ذلك الشاعر الذي يغوص في أعماق عقله الباطن وينفذ إلى خلجات النفس الإنسانية فيسطر منها شعرًا.
بدأ بودلير كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه "أزهار الشر"، سجل فيه العديد من تناقضات الحياة اليومية في المدن الكبرى، وكان الشاعر شارل بودلير يري أن الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة وهي القصائد التي أضيفت إلي "أزهار الشر" في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان "لوحات باريسية"؛ ولكن ديوان "أزهار الشر" لم يشتهر إلا بعد عام 1857، بل وأصبح من أشهر مجموعاته الشعرية.
كما أثار جدلًا بين النقاد وعلى إثره تعرض بودلير للمحاكمة والغرامة بتهمة الإخلال بالآداب العامة، لطرحه مواضيع عن الجنس، واستخدامه كلماتٍ ورموزٍ جديدة على الشعر الفرنسي.
لم ينشر ديوان "سأم باريس" في حياة بودلير، هذا الديوان الذي أثر تأثيرا كبيرًا في الأجيال اللاحقة؛ وكان الأديب الفرنسي فيكتور هيجو قد قال في إحدى رسائله لبودلير: "تألق عملك ديوان أزهار الشر تألق النجوم، أحيي روحك الشجاعة وكل ما أوتيته من قوة"؛ وقد تزايدت أمراض بودلير بدءًا من عام 1859، وكان إدمانه على الكحول والأفيون سببًا في اعتلال صحته، وإصابته بجلطة دماغية أدت إلى شلله عام 1866 ثم فقدانه القدرة على الكلام واستمر كذلك حتى وافته المنية عام 1867.