الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

جيوش 69 دولة منخرطة في "التحالف الدولي" تطارد "زعيم داعش"

أبوبكر البغدادي
أبوبكر البغدادي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقت طائرات التحالف الدولى منشورات جديدة على مدينة الرمادى العراقية، تدعو فيها الأهالى للإدلاء بأى معلومات تؤدى إلى القبض على زعيم تنظيم داعش «أبوبكر البغدادي».
وتضمنت المنشورات أرقامًا للتواصل مع التحالف الدولى، وتأكيدات بمنح المبلغين عن «البغدادي» المكافأة التى خصصتها الخارجية الأمريكية ضمن برنامج مكافآت من أجل العدالة والبالغة ٢٥ مليون دولار.
اختفت خلافة داعش لكن بقى خليفتها المزعوم، طليقًا فى مكان ما داخل سوريا أو العراق، وملاحقًا من جيوش ٦٩ دولة منخرطة فى التحالف الدولى للقضاء على التنظيم.
بحسب تصريح سابق للمبعوث الأمريكى فى التحالف الدولى جيمس جيفرى، فإن التحالف لا يعلم مكان زعيم داعش على وجه التحديد، معتبرًا أن العثور عليه أولوية قصوى.
منذ توليه زعامة التنظيم فى عام ٢٠١٠، لم يظهر البغدادى سوى مرة واحدة فى صيف عام ٢٠١٤، داخل الجامع النورى بمدينة الموصل، حين أعلن قبول بيعة من وصفهم بـ«أهل الحل والعقد» داخل داعش، وصار «خليفة» التنظيم.
وفى الصيف الماضى، بثَّ التنظيم آخر كلمة صوتية لزعيم داعش بعنوان «وبشر الصابرين»، لكن منذ ذلك الحين لم يُسمَع عنه أى شيء.
مصاب بـ«السكري»
فى نوفمبر الماضى، ألقت قوات الأمن العراقية القبض على أبى حمزة الكردى، أحد قيادات الصف الأول فى داعش، وأحد الذين كانوا يتواصلون مباشرة مع البغدادى خلال عملية نوعية بالعاصمة بغداد.
ولاحقًا، اعترف «الكردي» بمعلومات هامة حول البغدادى، من بينها أن الأخير مصاب بمرض السكرى، ويتناول علاجًا للمرض بصورة دورية، موضحًا أن أثر الإعياء والهزال كانا واضحين عليه خلال لقائه قادة التنظيم الذين كانوا يشغلون منصب «الولاة»، فى أواخر ٢٠١٤.
أشرف نائب البغدادى المعروف بـ«أبوالمعتز القرشى» على ما يسمى بـ«جهاز أمن الخليفة»، وهو أحد التشكيلات التابعة لتنظيم داعش والمندرج تحت ما يُعرَف بديوان الخليفة، وهو مسئول بشكل رئيسى عن أمن زعيم التنظيم.
يحيط زعيم داعش نفسه بعدد قليل من الأفراد، ولا يتواصل سوى مع أفراد معدودين داخل داعش، أغلبهم ينتمون لما يسمى بـ«اللجنة المفوضة لإدارة الولايات»، وهى المسئولة فعليًّا عن إدارة التنظيم فى غياب البغدادى، وتتكون من القيادات العليا داخل التنظيم، وفى حالات الطوارئ يختفى زعيم داعش ولا يتواصل مع اللجنة إلا فى حالات ضيقة جدًا.
يعتمد البغدادى فى تواصله مع اللجنة المفوضة أو غيرها على مراسله الشخصى المعروف بـ«سعود الكردي»، ولا يحمل البغدادى ولا الأفراد المرافقين له أيَّ أجهزة إلكترونية؛ لمنع تعقبهم من قبل التحالف الدولى.
ويقول الخبير العراقى فى شئون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي: إن البغدادى تسلل إلى داخل العراق أثناء حصار بقايا تنظيمه داخل الأراضى السورية.
ويضيف «الهاشمي»، فى منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أن البغدادى لا يرافقه حاليًّا سوى أخيه الأكبر جمعة، وحارسه الشخصى عبداللطيف الجبورى، ومراسله الخاص سعود الكردى.
رحلات «زعيم الإرهاب» بين سوريا والعراق
يؤكد أبوحمزة الكردى فى اعترافاته، أن زعيم التنظيم بقى داخل مدينة الموصل خلال عام ٢٠١٤، بينما يشير أبومحمد الهاشمى، أحد عناصر داعش السابقين وقريب البغدادى، إلى أنه بقى مختبئًا داخل مخبأ سريّ تحت الأرض ولم يخرج منه طوال فترة مكوثه فى الموصل، والتى امتدت لما قبل معركة الموصل بحوالى ٦ أشهر.
خرج «البغدادي» قبيل معركة الموصل بـ٦ أشهر، إلى مدينة الرّقة السورية المعقل الثانى للتنظيم، لكنه هرب منها لاحقًا إلى محافظة دير الزور داخل سوريا، ولما نشب القتال داخل المحافظة بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» وبين الدواعش، هرب زعيم الإرهاب مجددًا إلى مدينة الميادين.
مكث «البغدادي» فى مخبئه الخاص داخل مدينة الميادين إبّان فترة الأزمة الأكبر داخل التنظيم المعروفة بـ«أزمة الانقسام حول بيان اللجنة المفوضة» الذى يتوسع فى التكفير لدرجة تكفير قيادات التنظيم التاريخيين.
وداخل الميادين التقى «البغدادي» بشرعى داعش الأبرز وقتها، أبوبكر القحطانى، ثم لما امتدت الحملة العسكرية إلى تلك المنطقة، هرب منها إلى باقى معاقل التنظيم، حتى استقر مؤقتًا بـ«هجين» ثم الباغوز فوقانى آخر معاقل داعش فى سوريا، قبل أن يهرب أخيرًا قبل الحصار الخانق الذى استهدف الباغوز.
يعتقد الخبير العراقى هشام الهاشمى، أن زعيم داعش تسلل إلى داخل العراق؛ حيث يمكن أن يعود لنفس طريقة تَخفِّيه القديمة التى انتهجها خلال الفترة من ٢٠١٠ - ٢٠١٤، وتتوافق تلك الرؤية مع المعلومات الاستخبارية الموجودة لدى قوات التحالف الدولى، والتى دفعتها لإلقاء المنشورات على الرمادى قلب محافظة الأنبار.
ويرجح وجود «البغدادي» على أطراف مدينة الأنبار، والتى تحظى بصحراء واسعة يصعب السيطرة عليها بالكامل.
وبحسب مقال نشرته مجلة «ذا أتلانتك» الأمريكية، بعنوان «خلافة داعش ولَّت، ولكن أين الخليفة؟»، فإن البغدادى سيعتمد على سياسة البقاء تحت الأرض والتنقل بين المنازل الآمنة التابعة للتنظيم حتى إشعار آخر.