"تار ودمار".. دماء جديدة ينزفها الشارع المصري وأرواح جديدة تزهق، بسبب "الثأر" أحد أعنف العادات والتقاليد الخاطئة، والتي يتوارثها الأجيال. ففي واقعة دامية شهدتها منطقة طموه التابعة لدائرة مركز شرطة أبو النمرس محافظة الجيزة، أطلق مجهولون النار على 3 أشقاء أثناء استقلالهم دراجة نارية "توكتوك" ونتج عن ذلك مصرع شاب وإصابة شقيقيه، وتبين أن سبب ارتكاب الواقعة هو "الثأر".
وتعود تفاصيل الواقعة لشهر أبريل من عام 2018 م، حينما نشبت مشاجرة بين عائلتي "جوهر" و"خليل" بسبب الخلاف على بيع أسطوانات البوتاجاز وأسفرت المشاجرة عن وفاة "سيد ع" من عائلة جوهر وإصابة 2 من عائلة خليل، وتم ضبط المتهمين فى حينها، وفي 15 مايو من نفس العام عقدت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة جلسة صلح بين العائلتين بمركز شباب قرية طموة، وقام أحد أفراد عائلة "خليل" بتقديم الكفن لآخر من عائلة "جوهر" وتعهد الطرفان بعدم التعرض للآخر.
وبعد مرور ما يقرب من عام، وبعد أن ظن الجميع بأن الأمر قد انتهي ولكن هيهأت لـ"ثأر" أن ينتهي فالدماء تأتي بمزيد من الدماء، ففي مساء يوم الأربعاء الماضي تلثم 3 أشخاص من عائلة "جوهر" وقاموا بالتربص لقتل أحد أفراد عائلة "خليل" وبالتحديد الشخص الذي قام بقتل فرد من عائلتهم سابقًا، ولكن للقدر أحكام أخرى، فالشخص المقصود كان رفقة شقيقيه، والذي لقي أحدهما مصرعه بدلًا منه، وأصيب هو وشقيقه الآخر.
وفي أقل 24 ساعة من وقوع الجريمة أستطاعت الأجهزة الأمنية في تحديد هوية المتهمين وضبط اثنين منهم، وجاري العمل لضبط المتهم الهارب، وبعمل التحريات تبين أن الثأر سبب الواقعة.
كان قد ورد بلاغ لضباط مباحث قسم شرطة ابو النمرس بقيام مجهولين بإطلاق الأعيرة النارية على 3 اشقاء، وسقوط أحدهما قتيلا، على الفور تم تشكيل قوة من المباحث بقيادة المقدم المقدم "أحمد نجم" مفتش المباحث والرائد "هانى عماد" رئيس المباحث، ومعاونه النقيب "كريم عليان" والنقيب " مصطفي عثمان" وبالانتقال لمكان الواقعة، تبين وجود جثة عامل يدعي "احمد. ا" مصاب بطلقات نارية على اثرها سقط جثة هامدة، وإصابة اثنان من اشقائه بطلقات نارية، وتم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج.
وبعمل التحريات تبين أثناء وقوف المجنى عليهم قام 3 متهمين من عائلة أخرى بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم، بسبب وجود خلافات ثأرية بينهما منذ عام، وانتهت بجلسة عرفية وتقديم الكفن، وباعداد الأكمنة تم القبض على اثنين من المتهمين وهما كل من "س. ج"، " ع. ج" وبحوزتهم طبنجة، وجارٍ ضبط المتهم الهارب، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بارتكاب الواقعة.
" كانوا بيعيرونا".. بهذه الكلمات بدأ المتهمون حديثهم إلى ضباط المباحث بقسم شرطة أبو النمرس، وأضافوا أن عائلتهم بينها وبين عائلة المجني عليهم خلافات ثأرية منذ عام، حيث قام أحد المجني عليهم وهو من عائلة " خليل" بقتل شاب من عائلتهم "جوهر" واصيب شخصان من عائلتهم ولكن لم يتوفي احد منهما، وتدخل كبار العائلات لحقن الدماء بين العائلتين وقاموا بجلسة عرفية بيننا، وقامت عائلة المجنى عليهم بتقديم "الكفن" وقبلنا الكفن وانتهى الثأر بيينا".
وأضاف المتهمين: ولكن لم نتمكن من رفع رأسنا في القرية أمام الأهالي لأننا لم نأخذ بثأرنا وخاصة أن عائلة المجنى عليه "كانوا بيعيرونا" أننا لم نتمكن من اخذ ثأرنا منهم لذلك قررنا الانتقام منهما، ودبرنا خطة للانتقام من الشخص الذي قتل الشاب من عائلتنا منذ عام، وهو كان احد المجني عليهم، وانتظرنا اثناء وقوفه مع أشقائه فى الشارع وأطلقنا عليهم عدة أعيرة نارية، فتوفى احدهم ويدعي " احمد" وأصيب اثنان من أشقائه ولسوء حظنا أن من أردنا قتله من المصابين لم يمت، والآن نقدر نرفع رأسنا وسط الأهالى بعدما أخذ ثأرنا.
وقد تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات، وأخطر اللواء دكتور مصطفي شحات’ مساعد الوزير مدير أمن الجيزة، وأمرت بحبس المتهمين 4 ايام على ذمة التحقيق، وامرت بسرعة ضبط المتهم الهارب.
