الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«ادخل إلى مخدعك».. نص عظة البابا تواضروس في كاتدرائية العباسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، كهنة كنائس قطاع وسط القاهرة وزوجاتهم، بحضور الأنبا رافائيل الأسقف العام للقطاع، وذلك بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث ألقى البابا عظة بعنوان "ادخل إلى مخدعك".
وقال نص العظة: فترة الصوم أقدس أيام السنة وتقاس وتقيم بالذهب 
الأمر الأول: ادخل إلى مخدعك: 
ادخل إلى قلب، فى حياتنا بنجاهد من أجل نقاوة القلب، الله يقول يا ابنى اعطنى قلبك، وفترة الصوم هي الفترة المقدسة الحقيقية التى يدخل فيها كل واحد إلى قلبه ويفحص الضمير والنفس حتى لا تكون خطايا دخلت (دون أن يدري)، سواء عثرات أو شخصيات معينة.
فترة الصوم يا أحبائي هي فترة موسم التائبين، موسم الإنسان الذى يعيد إصلاح قلبه، لا تجعل هذه الفتره فترة عادية بل اجعلها فترة مقدسة، متي نفوق لأنفسنا وكما يحذرنا معلمنا بولس الرسول: هل بعدما كرزت للآخرين أصير أنا نفسى مرفوضًا.
الأمر الثانى: اغلق بابك 
الصوم ليس الامتناع عن الطعام بل يمتنع عن الخطايا، والباب هو الفم وفم الإنسان يأتى منه خطايا كثيرة، القلق هنا من الكلام الكثير والضيقات الكثيره من التداريب الروحية أن لا تبدأ الكلام بل تنتظر الآخر هو الذى يتكلم، اعلم أن نفسك مطلوبة منك أنت كشخص.
والسوال المهم: ما هى موهلات الإنسان فى الوقوف أمام الله؟
الكنيسة تعلمنا أن فى الصوم الكبير الصوم والصلاة حتى نهايتها وتضع 6 موهلات للوقوف أمام الله 
(ونحن أيضًا فلنصم عن كل شر بطهارة وبر ونتقدم إلى هذه الذبيحة المقدسة ونتناول منها بشكر) 
لكي بقلب طاهر: داخل القلب 
ونفس مستنيرة: داخل القلب 
وجه غير مخز: أمام الله
إيمان بلا رياء: أمام الله 
رجاء ثابت: سلوكنا فى العالم
إنها معايير تبدأ من الداخل إلى الخارج وبعضها أمام الله ثم أمام الناس، وهذا يتناسب مع الإنسان الذى خلقه فى اليوم السادس.. فى خلوتك قم بقياس الستة بنود، حتى لا تسرق أيام عمرك ووقتك وتسرق حياتك وتأتى بعدها كلمة يا ليتنى.
لا بد أن نراجع هذه المبادئ وتكون هذه المبادئ حية أمامنا على الدوام
1- قلب طاهر: 
الله لا يرضى بأنصاف الأمور بالنسبة لقلبك، فهو يريد قلبا نقيا بالكامل والتوبة، ليست موقفا بل هي حياة، فهل ترى قلبك ونقاوتة، هل أنت صادق مع نفسك وخاصة مع الذات، هل تقع فى خطية العناد ورؤية الذات فانتبه، إذا كان قلبك به رؤية ضبابية وتغيب عنه الشفافية "احترس أن لا تجعل الصوم يعدي إلا وتكون نقي القلب" (1كو 9: 5)
2- نفس مستنيرة:
النظرة المكملة للقلب النقي هي الاستنارة ويقول سفر النشيد (إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فأخرجى على آثار الغنم)، فلا بد أن يكون لنا دراسة في الكتاب المقدس مثلا دراسة فى سفر من أسفار العهد القديم مثل سفر اشعياء وليس هذا للتعليم بل للاستنارة، ادرس الإنجيل، لأنه رسالة من لله لك شخصيًا. 
3- قراءات الكتب الروحية:
معلمنا بولس الرسول يقول (لا عرفة وقوة قيامته وشركة الأمه) أي لا بد أن تكون لك خبرة المعرفة الشخصية، هل المعرفة الشخصية تتسم بحياة القداسة ومثال القديس يوحنا الحبيب (فى معجزة صيد السمك 153 سمكة يوحنا) أول واحد يكتشف أنه السيد المسيح، قائلاً هو الرب أما الذين معه فلم يعرفوه. 
النفس المستنيرة فيها خبرة المعرفة ونرى المسيح الذى يعمل فيك وبك كل كلمة سبب نور فى وسط الناس. 
4- الوجه غير مخز: 
عندما تقابل المسيح له المجد ماذا ستقول له، الذى يأخذ من المسيح كل يوم من خلال الإنجيل والأجبية والإبصلمودية وسير الآباء لا يخزي أبدا، ونجد فى سفر نشيد الإنشاد المسيح العريس، يقول للنفس أرينى وجهك، السيد المسيح يشتاق أن يرى وجوهنا فى الإنجيل وكل وجه أمامه جميل وفى نفس الوقت، يشتاق أن يسمع أصواتنا صوتك لطيف، والصوت الصاعد من أعماق النفس المستنيرة.
5- إيمان بلا رياء 
فى تقليد كنيستنا نقول حياة الإيمان، أي لدى إيمان أن يد المسيح، هى التى تعمل، والذى يؤمن بذلك لن تكبر نفسه أبدا (الاتضاع مع أعمال صغيرة أفضل من أعمال كبيرة بلا اتضاع)، (هذه هي الغلبة التى تغلب العالم إيماننا).
6- المحبة الكاملة 
محبة كل أحد ولا نستثنى إنسانا من هذه المحبة، أما محبة النفس بالنسبة للإنسان، فهي الرضا ونحب بالكلام العمل الحقيقى.. المحبة لها وجهان "أسامح، أنسى". 
7- رجاء ثابت 
لا يوجد عندنا كلمة مفيش فايدة، ولا بد الإنسان يبقى قلبه شابا، أحيانا تغيب عندنا ثقافة التشجيع، افحص نفسك، هل تبث الرجاء للآخر وتعطى الأمل؟ لدينا ظروف اقتصادية صعبة والكل يعانى، لا بد أن نعطى طاقة إيجابية، فالحياة مع المسيح لا تعرف المستحيل، واختتم قداسته كلمته قائلًا: "اهتم بفترة الخلوة ولا تدع فترة الصوم تعبر دون أن تمتلئ".