أعلن رئيس بنك التنمية الأفريقي أكينوومي أديسينا في مؤتمر القمة العالمي للسلام عن الحاجة إلى ما يقدر بنحو 116 مليار دولار سنويا لإطعام العالم وإنهاء الجوع. وسيتطلب أيضا 8.5 مليار دولار سنويا للقضاء على الملاريا، مُشيرًا إلى أنهم يعملون بجد مع الحكومات لتحسين الشفافية والحوكمة والمساءلة للتخلص من الفساد الذي يقتل المستقبل في القارة الإفريقية، على حد قوله.
ويشير تقرير توقعات الاقتصاد الأفريقي لعام 2019 الصادر عن بنك التنمية الأفريقي إلى أنه من المتوقع الحفاظ على النمو الاقتصادي المذهل لأفريقيا عند 4٪ في عام 2019 ، و 4.1٪ في عام 2020 ، مع توقع أن تحقق 40٪ من البلدان الأفريقية معدلات نمو أعلى.
وقال أديسينا، في مًستهل حديثه عن فرص الاستثمار في أفريقيا أمام الحكومة وقادة الأعمال خلال زيارة قام بها مؤخرا لكوريا الجنوبية "ليس هناك وقت أفضل للاستثمار في أفريقيا من الآن" فمن المتوقع أن تجعل منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارة السمراء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، مع ناتج إجمالي يقدر بأكثر من 3.3 تريليون دولار.
وأضاف أن البنك يعمل على إنشاء برنامج مشترك بين كوريا الجنوبية وأفريقيا، حيث يتلقى رواد الأعمال من الشباب الموهوبين دورات تدريبية في مجال التكنولوجيا في كوريا وإفريقيا، مما سوف يسفر عن وضع أفريقيا لتكون جزءا من التيار الرئيسي للثورة الصناعية الرابعة.
ويتعاون حاليا كل من بوسان تكنو بارك، ومدينة بوسان متروبوليتان، وبنك التنمية الأفريقي، والحكومة التونسية، في مشروع تجريبي للطائرات بدون طيار للمساعدة في تقييم ورصد تدهور التربة، وتوفير بيانات في الوقت الفعلي لتحسين الإنتاجية. يعتزم البنك زيادة حجم المشروع في جميع أنحاء أفريقيا، وتطوير استخدامات أخرى متقدمة للطائرات الصناعية بدون طيار في جميع أنحاء القارة.
وأشار أديسينا إلى أن ملايين من الشباب الأفارقة العاطلين عن العمل لا يجدون وظائف، والعديد منهم يواجهون مخاطر هائلة لعبور البحر المتوسط سعيا وراء مستقبل أكثر إشراقا في أوروبا. مٌضيفًا "الحقيقة لا يوجد مجال للفخر في رؤية الآلاف من الشبان والشابات يغرقون في مياه البحر المتوسط. إن مستقبل شباب أفريقيا لا يكمن في أوروبا. بل يجب أن يكمن مستقبل شبابنا في إفريقيا"
وسلط رئيس بنك التنمية الأفريقي الضوء على الإنجازات الرئيسية في عام 2018 ، بما في ذلك حصول 5 ملايين شخص على توصيلات كهرباء جديدة أو محسنة؛ واستفادة 19 مليون شخص من التقنيات الزراعية المحسنة؛ و1.1 مليون شخص آخرين من مشاريع الاستثمار في القطاع الخاص؛ إلى جانب حصول 14 مليون شخص على خدمات نقل أفضل و 8 ملايين شخص يتمتعون بخدمات مرافق المياه والصرف الصحي المحسنة.
وأوضح أن البنك قادر على القيام بالمزيد من خلال دعم من 80 دولة من الأعضاء الذين يناقشون حاليًا الخيارات المطروحة لزيادة رأس المال العام للمؤسسة، وقال " إذا وافق المساهمون على زيادة رأس المال العام في البنك، فإننا سنقدم إلى 105 ملايين شخص آخرين خدمات كهرباء محسنة ومطورة، كما سيتمكن 137 مليون شخص من تحقيق تحسينات في الزراعة ، و 22 مليون شخص يمكنهم الاستفادة من مشاريع الاستثمار في القطاع الخاص ، واستفادة 151 مليون شخص من تحسين سبل الوصول إلى وسائل النقل ، واستفادة 110 ملايين شخص بالمياه والصرف الصحي المحسنين" وحث أديسنا مساهمي البنك على تقديم مساهمات سخية من أجل الحفاظ على الزخم وخلق فرص العمل لملايين الشباب الأفريقي ووضع أفريقيا في سلاسل القيمة العالمية وتسريع دفع الاتحاد الأفريقي نحو خطة 2063 "أفريقيا التي نريدها".
