السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد حسن عبدالله يكتب: حب الوطن لؤلؤ منثور

محمد حسن
محمد حسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
1- اللؤلؤة:
من أغاني عبدالوهاب القديمة: 
"حب الوطن فرض عليـه
أفـديه بروحـي وعينيـه
ليه بس نـاح البلبـل ليه
فكرني بالـوطن الغالــي
قضيت أعــز شبابي فيه
وفيه حبايبـي وعــزالي
وإن شاف هوان وإلا أسية
أفديـه بروحـي وعينيـه
.... إلخ "
2- المحارة :
استمعت إلى هذه الأغنية مرات لا تحصى، لم أفقد فيها عشقي لها، بصوت عبد الوهاب، الشاب الفتي، ودعوتها الصافية إلى حب الوطن، ولكن - ربما - عندما شغلت بالبحث في "الحب في التراث العربي" لفتني في الأغنية أن من مسوغات حب الوطن أن الشخص قضى فيه شبابه، وفي هذا الوطن أحبابه و"عزاله". 
وهذه الكلمة الأخيرة تخطف البصر، وتثير الاهتمام عند من يتمهل في إخضاعها للتفكير والتأمل، فمسقط الرأس عزيز، وصحبة الشباب أعز، ولكن ما شأن "العزال" في هذا السياق؟! هل جرى مؤلف الأغنية "أمين عزت الهجين" على مألوف عاطفة الحب في الموروث الشعبي أنه دائما في مقابل الحبيب يوجد العزول؟! 
في التراث العربي يشار دائماً إلى أن آفة الحب في "الرقيب"، وهو العزول، في كتاب "الزهرة " لمحمد بن أبي داود الظاهري، وفي كتاب "طوق الحمامة" لابن حزم، وهما أهم الدراسات التي عنيت بعاطفة الحب. مع هذا يبقى الشأن الوطني بمعزل عن ذلك، وأغلب الظن أن صانع الأغنية يملك رؤية "درامية" للحياة، ولعلاقات البشر، إذ لابد من "النقيض" لكي تبدأ الحركة وينشط التفاعل، وهذا ما أطلق عليه توفيق الحكيم "التعادلية". 
وبالنسبة للأغنية فإن الوطن عزيز بصحبة الأحباب، وحاضر بحدة في تذكر "العزال"، فهم جزء من الوجود الذاتي للشخص، على أن النقيض يستدعي نقيضه بمثل ما يستدعي مشابهه، وهذا ما يعرف في لغة النقض الأدبي بـ"التداعي".
3- الهيــر:
- اللؤلؤة من أغنية "حب الوطن " - تأليف: أمين عزت الهجين – غناء: محمد عبدالوهاب.