السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عمرو دوارة: 1870 بداية عصر الحقبة الحديثة للمسرح في مصر

عمرو دوارة
عمرو دوارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت الأزمة خلال إحدى الندوات البحثية التى أقيمت ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربى، التى نظمتها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية فى الفترة من 10 حتى 16 يناير 2019.
حملت الندوة الفكرية محل الخلاف عنوان «نقد التجربة - همزة وصل».. المسرح المصرى فى نصف قرن «1905- 1952»، تم خلالها تقديم عدة أبحاث نقدية حول بدايات المسرح المصرى الحديث، والتجارب الراسخة التى أثرت وشكلت المشهد المسرحى فى البلد المضيف.
ويستند المهاجمون على أن بعض القائمين على هذه الندوة عمدوا إلى محاولة تشويه تاريخ المسرح المصرى، ومحو الفترات السابقة قبل عام 1905 وإسقاطها عمدًا من ذاكرة المسرح المصرى.
وكان على رأس المهاجمين الناقدة عبلة الروينى، التى وصفت فى مقال لها الندوة بالهزيلة، لأنها اعتبرت الفترة ما بين العام 1905 - 1952 هى إرهاصات العبث فى بدايات المسرح المصرى وتاريخه، متجاهلة الفترة التى سبقت العام 1905، وهم بذلك يتجاهلون قرابة النصف قرن من الإبداع.
كما شن الناقد المسرحى جرجس شكرى، هجومًا عنيفًا على الندوة، واصفا البحث المقدم للندوة بأنه لا يخلو من سوء نية عندما أرخ لبداية المسرح بتأسيس الشيخ سلامة حجازى لفرقته بعد انفصاله عن القرداحى، وما قبل ذلك أطلق عليه منسق هذه الندوات «المسرح فى مصر» وليس «المسرح المصري»، مبررًا وصفه أن المسرح نشأ بأيدٍ غير مصرية، باعتباره وصفًا لا يخلو من العنصرية، على حد قوله.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تمت مناقشة هذا الأمر فى الاجتماع الأخير للجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، كما دعا الفنان ياسر صادق لعقد اجتماع موسع بين جميع رؤساء المركز القومى للمسرح السابقون للفصل فى هذه القضية، وحسم تأريخ بدايات المسرح المصرى.
التقت "البوابة نيوز"، بالمؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، لتحديد مراحل بدايات المسرح فى مصر والغرض من هذه الندوة. 
قال المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة: بدأت ريادة المسرح العربى على يد مارون النقاش اللبنانى فى ١٨٤٨، ثم أعقبها ريادة أخرى على يد أبو خليل القبانى السورى فى عام ١٨٥٦، ثم كانت الريادة الثالثة للمسرح المصرى فى عام ١٨٧٠، والتي بدأت على يد الكاتب المسرحى والصحفى يعقوب صنوع الشهير بـ«أبونضارة»، والذي تم نفيه على يد الخديو إسماعيل فى عام ١٨٧٢ لضيقه من مسرحه.
وعندما سافر «صنوع» فرنسا بعد نفيه، بدأ فى نشر مسرحياته وتاريخه باللغة الفرنسية، وكان من أوائل عروضه «درتين»، ثم استكملت البدايات بوصول سليم النقاش إلى مصر عام ١٨٧٦، ومن يومها استمر المسرح المصرى دون أن يتوقف بل حمل الراية لباقى البلدان العربية الشقيقة بعد ذلك، وفى عام ١٨٨٤ ظهر أبو خليل القبانى بفرقته من دمشق، ومن عام ١٨٧٦ حتى الوقت الراهن لم يتوقف المسرح فى مصر.
وأضاف دوارة: كل هذه الفرق قدمت مسرحيات تناولت قضايا المجتمع المصرى فى تلك الحقبة، وبدأ ظهور بعض فرق الهواة ثم بعض الفرق الإحترافية وذلك بخلاف تكوين فرق مسرحية ببعض المدارس القبطية والإسلامية وتقديمها لعروض، مؤكدًا أن اللجنة العلمية لمهرجان المسرح العربى التى تنظمه الهيئة العربية للمسرح، لم تقرر أن عام ١٩٠٥ بداية المسرح المصرى، لكن اللجنة أقرت بأنها مرحلة من المراحل والتى تبدأ من المرحلة الثانية فى تلك الفترة مؤقتًا لكن يسبقها المرحلة الأولى فيما قبل ١٩٠٥، موضحًا أن اللجنة العليا للهيئة العربية للمسرح لم تتدخل فى اختيار اللجنة العلمية تمامًا، لكن قررت تقسيم ما يقرب من ١٥٠ عامًا مسرحيًا إلى عدة مراحل.
واختم دوارة بقوله: «فى الحقيقة قمت بتوضيح جميع تلك النقاط بمداخلتى تحت عنوان «استعراض تاريخي»، حيث أكدت أن بداية المسرح المصرى الحديث كانت عام ١٨٧٠.