الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

هجرة المبدعين.. تجارب ارتقت بالأدب العربي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت قاعة ثروت عكاشة ندوة بعنوان شخصيتا المعرض والأحداث المئوية أدباء المهجر "تجارب إبداعية" أدارها الشاعر أحمد الشهاوي وبحضور كل من ياسر عبداللطيف والشاعر عماد فؤاد المقيم بهولندا منذ 14 عاما والشاعر أمين تاج السر والمترجم الإسباني عبدالسلام فؤاد
وقال الشاعر عبدالسلام فؤاد كنت أهوى ترجمه الشعر في الزمان والكثير من النصوص الأدبية موضحا أن العشر السنوات الأخيرة كان هناك بروز للعديد من الشعراء المهاجرين لقد تركت مصر لأجرب حياة جديدة، وأنا أعرف أنه يمكنني العودة في أي لحظة، وأن هناك من التورطات والانتماءات والأصدقاء ما يشجع على هذه العودة المؤجلة عاما بعد عام".
وأوضح أن هجرة الأدباء ظاهرة بدأت منذ القدم، ثم ظهرت بشكل واضح عند ظهور جماعة شعراء المهجر، وهو الأمر الذي جعل لهؤلاء الكتاب مدرسة، وطريقة خاصة بهم لفتت أنظار العالم إلى قضيتهم ورؤيتهم للحياة، لتمضي السنوات على الكتاب المهاجرين الذين تتنوع أسباب هجرتهم على حسب احتياجاتهم الشخصية.
ويتابع أن المبدع مثال حر لا يمكن أن يسلم نفسه لجمود أو ثبات، فأحيانا تكون الهجرة مقصودة لاكتساب معارف جديدة، أو فتح آفاق جديدة للكاتب، كأن يشاهد جغرافية مكان ما أو نظاما سياسيا مختلفا يكتب عنه أو خلاله، والثاني أنه أحيانا تضيق الحياة على الأديب، ويهاجر من أجل لقمة العيش ليزيد دخله، ويتعرف على سبل جديدة للحياة.
وأحيانا تكون الهجرة إلى مناطق أخرى يتعلم منها علما جديدا، أو يرى فيها أشكالا كتابية مختلفة ومتقدمة عن ما هو فيه، وبالتالي الهجرة دائما مصاحبة للتغيير والتمرد، ومصاحبة لتحسين الأحوال الاقتصادية والاطلاع على كتابات جديدة
وقال الباحث والكاتب ياسر عبداللطيف أما عن هجرة الأديب من أجل الكتابة، فيؤكد الناقد المصري أن هذا الأمر غير صحيح من وجهة نظره، مفسرا ذلك بقوله: يمكن أن يعيش الكاتب في بلده، وينشر ما يريد أن يقوله في إحدى الدول العربية الأخرى مثل لبنان أو المغرب وغيرهما، لذا فالسفر إلى الخارج من أجل الحرية ليس مبررا على الإطلاق، بل هو هروب.
ولفت إلى أن هناك ظروف وأسباب ولم تختلف الأسباب التي تدفع إلى هجرة المبدعين في العصر الحالي، فيمكن ان يضطر العديد من الأدباء للسفر بسبب ظروف عملهم.
وأوضح الشاعر والروائي المصري أشرف أبو زيد، المقيم بالخارج، أن طول وقت الغربة علّمه التعامل مع حالات الحنين تلك، مؤكدا أنه سجل العديد من لقاءاته داخل مصر ليستمع إليها عندما تجرفه أشواقه إلى وطنه وأصدقائه.
وبين أنه كثير الاستماع إلى رموز الفن والطرب المصري، أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وحتى الشيوخ الذي يرتلون القرآن الكريم، مثل عبد الباسط عبد الصمد، الذي يُعد صوته هو الوطن بالنسبة له.
وعن دوافع السفر لديه، لفت أبو زيد إلى أنه لا كرامة لمبدع في وطنه، فهو لا يجد دعمًا يمكنه من التفرغ للإبداع، ولذلك كان دافعه إلى الهجرة السعي وراء الرزق الذي يمكنه من الإنفاق على أسرته وعلى إبداعه.
وأضاف، إنه برغم قسوة الاغتراب، إلا أنه يصقل تجربة المبدع، ويثري تجربته، وينعكس ذلك في المنتج النهائي الذي يقدمه لجمهوره.
قال الروائي السوداني أمير تاج السر إن الغياب والحالة نفسها، واجهها الكاتب وليد علاء الدين، كما قال. إذ أكد أنه ظن في البداية أن الاغتراب يحقق حياة كريمة له ولأسرته، لكن شعور الغربة والحنين كانا أقوى لديه..
مشيرا إلى أنه اكتشف أن أمورا مثل العمل والاجتهاد لا قيمة لها داخل العديد من الأوطان العربية التي لا تثمن الجهد والإبداع في مقابل الرشوة والفساد وغيرها، وهو الأمر الذي يحزنه للغاية، لأنه يصب في مصلحة عدم تكافؤ الفرص بين المواطنين داخل وطنهم، ويشجعهم على الهجرة إلى الخارج.
وأضاف:بعيدًا عن لقمة العيش، هناك أسباب أخرى لهجرة المبدعين، كما يتبين في أرض الواقع، إذ تعد التضييقات الأمنية التي تمارسها بعض الأنظمة سببا جوهريا لذلك، 
وأوضح أن شعراء المهجر أو مدرسة المهجر هم شعراءٌ عرب عاشوا ونظموا شعرهم وكتاباتهم في البلاد التي هاجروا اليها وعاشوا فيها، ويطلق اسم شعراء المهجر عادة على نخبة من أهل الشام وخاصة اللبنانيين المثقفين الذين هاجروا إلى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية وقد اعتاد الناس تسمية أعضاء الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية بشعراء المهجر، بينما في الواقع هناك الكثير من الشعراء المهاجريين الذين لم يكونوا اعضاء في تلك الراوابط والنوادي الأدبية.
وأوضح تاج السر أن ظروف عمله كطبيب هي التي أجبرته على العيش في ترحلا، ليتعلم اللغة المتعددة، ويمارس المهنة والإبداع بسهولة بعد عدة مصاعب واجهته، لافتا إلى أن الغربة أفادته بالتعرف على العالم الخارجي في العديد من الموضوعات التي يتناولها داخل رواياته..
وقال الشاعر عماد فؤاد: إن الشاعر إيليا أبو ماضي يعد من بين أهم أعلام أدباء المهجر، إذ سافر بعد أن ضاقت به سبل العيش في لبنان، فوجد ضرورة الرحيل لتحقيق أحلام حياته بالخارج، فسافر إلى مصر 11 عاما، ثم عاد إلى وطنه ولكنه لم يتحمل، ليسافر من جديد إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكونه لم يستطع العيش أكثر من ذلك بلبنان
ومكث بأميركا حتى وفاته، كما يعتبر من أهم الأعلام أيضًا: جبران خليل جبران، فوزي المعلوف رائد الصحافة العربية في أميركا الجنوبية موضحا أن الهوية وإحداثيات المكان الجديد، رغم أني بالسودان منذ أكثر من عشر سنوات، لا أرى نفسي مهاجر على الإطلاق، فلم أغادر مصر من أجل حياة أفضل بل من أجل حياة مختلفة في أرض لا أعرفها. مع السنوات أصبح هناك إحساس غامض بأنك يمكن أن تعيش في أي مكان في هذا العالم وأن تحاول ممارسة أو التعبير عما يخصك في اللحظة دون أوهام كبيرة عن التخلي أو الحنين أو عن خطر ضياع الهوية.