خطر بفكر «نابليون الثالث»، إمبراطور فرنسا، أن يرجو سعيد باشا والى مصر، مساعدته فى حربه بالمكسيك، فتحدث إليه بالفعل.
وكان «نابليون الثالث»، صديقًا لـ«سعيد باشا»، مما شجع إمبراطور فرنسا أن يتقدم بطلبه الذى أسرع والى مصر بالاستجابة له، حسب تأكيد كتاب «مصر فى عهدي عباس وسعيد»، تأليف الدكتور «زين العابدين شمس الدين نجم»، «دار الشروق-القاهرة».
ويذكر الأمير «عمر طوسون»، فى كتابه «بطولة الأورطة السودانية المصرية فى حرب المكسيك»، «الهيئة المصرية العامة للكتاب-القاهرة»، أن سعيد باشا لم يرسل سوى أورطة مؤلفة من ٤٥٣ جنديًا بين ضباط وصف ضباط وعسكر».
وفيما يذكر «طوسون» أن عدد الجنود ٤٥٣، يؤكد «شمس الدين نجم»، أن العدد ١٢٠٠ مقاتل، ويضيف طوسون، أنه فى يوم ٨ يناير عام ١٨٦٣، أقلعت النقالة الفرنسية «لاشين» بهذه الأورطة من الإسكندرية حتى وصلت إلى «فيراكروز» فى المكسيك يوم ٢٣ فبراير، ومات سبعة جنود أثناء السفر، وكانت بقيادة البكباشى «جبرة الله محمد أفندى» ووكيله اليوزباشى «محمد أفندى الماسى».
هذه القوات ظلت مدة تزيد على 4 سنوات، قتل خلالها قائد الكتيبة، ولم يبق منها سوى بعض الضباط و٣٠٠ جندى، وعادت إلى فرنسا بعد جلاء الفرنسيين عن المكسيك، واستعرضها الإمبراطور الفرنسى، بحضور القائد المصرى شاهين باشا الذى كان يزور فرنسا وقتئذ، ووزعت الأوسمة على بعض المميزين من رجالها، ورجعت إلى مصر عام ١٨٦٧، فاستعرضها الخديو إسماعيل بسراى رأس التين وأمر بترقية عدد منهم.