السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

حكاية "أم الدبادب".. أقدم الآثار الرومانية بواحة الخارجة

منطقة أم الدبادب
منطقة أم الدبادب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقع منطقة عين أم الدبادب التى تعرف أيضًا باسم "أم الدباديب" على بعد 65 كيلومترا من مدينة الخارجة في وسط الصحراء، وسميت بهذا الاسم نظرًا لكثرة مرور الدواب الكثيرة والجمال والبعير التى كانت تعبر خلال القوافل التجارية قادمة من شمال الخارجة ومنطقة اللبخة إلى الغرب وصولًا إلى عين آمور ثم الواحة الداخلة.
يؤكد منصور عثمان، مدير منطقة الآثار القبطية والإسلامية بمركز الخارجة بالوادي الجديد، أن كلمة (عين) ترجع إلى انتشار العديد من خطوط المياه التى تجرى تحت الأرض بواسطة قنوات محفورة فى الصخر وكان يطلق عليها المناور ويصل عددهم حوالى 14 خطا والتى جفت الآن وأغلقت بفعل الأتربة والهواء والعوامل المناخية بالمنطقة.
وأضاف منصور أن فكرة المناور ترجع بدايتها إلى العصر الفارسى ثم ازدهرت بقوة فى العصر الرومانى نظرًا لاستغلال أراضى الصحراء الغربية كمصدر دخل وجلب للضرائب للإمبراطورية الرومانية وهى عبارة عن سراديب وأنفاق أسفل الأرض يتم نحتها فى الحجر أو الصخر الرملى أو الطفلى الصلب على أعماق متفاوتة، كما استطاع المصري القديم التحكم فى المياه وتدفقها من خلال إغلاق أو فتح الخطوط والتعرف من خلال كل منور عن حالة سريان المياه فى السراديب، كما استخدمها كسلالم للصعود والهبوط للسراديب المملوءة بالمياه وتنظيفها من أى شيء يعوق سريانها فى مجراها.
وأوضح أن قلعة عين أم الدبادب، تقع جنوب المدينة السكنية بسهل أم الدبادب وتعتبر القلعة شاهقة الارتفاع، وأحد الصروح الأثرية التى ترجع إلى العصر الروماني، حيث تم استيطان المنطقة لمئات السنين ومازالت بقايا الأوانى والسيراميك التى تعود إلى التاريخ المصرى القديم متناثرة حولها، تحتوى القلعة على أربعة أبراج كبرى ظاهرة من الخارج وبها أكثر من طابق ولكن طوابقها مهدمة الآن كانت تحتوى على غرف وأماكن للحراسات والجنود الرومان فى المنطقة وكذلك أماكن وغرف لحفظ المواد الغذائية وخلافه، إلى جانب وجود جبانة ومدينة سكنية وكذلك معبد رومانى وكنيسة ترجع إلى العصر القبطى.
وأشار عثمان إلى أنها تحتوى على مسار للجنود فى الأعلى وفتحات تستخدم كمزاغل لرمى السهام ولصب الماء المغلى والزيت على الأعداء فى حال حدث هجوم على القلعة، كذلك بها سلالم للصعود إلى حجرات الجنود وتنتشر حولها المنشآت التجارية والإدارية ومنازل الجنود وأهلهم والمخازن التى كانت تخدم القوافل التجارية المارة على الطريق عبر تذويدهم بالمؤن الكاملة والتى لا تزال بقاياها موجودة بجوار القلعة وهى بقايا من الطوب اللبن. 
ولفت الى أن الوصول للمنطقة عن طريقين الاول عبارة عن شبه (مدقات أو مسارب ) يعلمها أهل الواحة، ويتم الوصول إليها باستخدام سيارات الدفع الرباعي، لتلك المناطق إحدى هذه الطرق عن طريق منطقة اللبخة وهو الأقرب ( درب عين آمور ) ولكنه غير متاح لعبور السيارات نظرًا لانتشار الغرود والتلال الرملية فأصبح شبه مغلق ولا يصلح سوى للمشي على الأقدام والتسلق على الهضاب الرملية، أما الطريق الثانى يبدأ من( الكيلو١٧) من طريق الخارجة الداخلة (درب الغبارى) ثم يتجه شمالًا إلى الشرق قليلا لمسافة حوالى ٤٠ كيلومترا في الجبل.
وأكد الأثري بهجت أحمد إبراهيم، مدير منطقة الآثار الأسبق بمركز الخارجة، أن المنطقة تتميز بظاهرة فلكية تحدث فى شهر فبراير من كل عام يأتي إليها الإيطاليون لمتابعتها بصفة خاصة، تتمثل فى ظهور قرص القمر مكتملا كالبدر بعد الغروب أعلى صرحين القلعة مباشرة فى وسطهما تقريبا ويتم ذلك فى ميعاد ثابت فى وقت محدد بالدقائق والثوانى يتم معرفته وحسابه بالحسابات الفلكية.
وأوضح بهجت، أن المنطقة شهدت زيارة بعثات أجنبية عديدة، مثل بعثة الجامعة الأمريكية وكذلك بعثة جامعة ميلانو الإيطالية وكانت تقوم بعمل مسح أثرى للمنطقة وما حولها لمحاولة معرفة طرق الزراعة والرى فى هذه الفترات ونوعية النباتات المزروعة وخلافه، لذا فقد تقدمت وزارة الآثار فى عام 2011 بخطة مشروع لتحويل أم الدبادب إلى محميات طبيعية تابعة لرئاسة مجلس الوزراء بتمويل من هيئة اليونسكو نظرًا لما تمتلكه هذه المناطق من مجموعات نادرة من الأشكال البيئية والأثرية، مثل الحيوانات والأشجار والطيور، بما يسهم بتحويل هذه المناطق إلى مزار سياحى عالمى ومحميات طبيعية.
وأضاف أن محافظ الوادي الجديد اللواء محمد الزملوط، كرم في اكتوبر 2017 أعضاء البعثة الأثرية الإيطالية، العاملة في منطقة شمال الخارجة الأثرية والمعروفة باسم "أم الدبادب"، حيث التقي مع رئيسة البعثة البروفيسورة "كورينا روسو"، رئيس البعثة الإيطالية العاملة في منطقة شمال الخارجة لإنهاء التراخيص اللازمة لاستكمال أعمال البعثة بالمحافظة حيث إن البعثة الإيطالية تعمل على تحويل منطقة شمال الخارجة إلى منطقة محمية طبيعة كمنطقة تراث عالمي بالتنسيق مع منظمة (اليونسكو).