السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"الانتشار المرن".. استراتيجية "داعش" لتنفيذ عملياته الإرهابية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
باحث: الإرهابيون يلجأون للتحالفات التنظيمية والفكرية والقبلية.. وتقرير أممى: «القاعدة» تمثل خطرًا أكبر من «الدواعش»

قال على بكر، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى ورقة بحثية، إن الهزائم التى تعرض لها مقاتلو تنظيم «داعش» فى عدد من المناطق، دفعتهم إلى الهروب لمناطق جديدة، على غرار ما تعرض له «داعش» فى العراق وسوريا؛ حيث فقد ما يقرب من ٩٨٪ من المناطق التى كان يسيطر عليها.
وقال «بكر»، خلال مشاركة فى ندوة نظمها «مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة»، لقد تبنى تنظيم «داعش» استراتيجية جديدة، وهى التخلى عن مبدأ «السيطرة الترابية أو المكانية»؛ حيث كان يحرص فى بداية نشاطه منذ عام ٢٠١٤، على السيطرة على قطعة محددة من الأرض بشكل كامل، والوجود فيها عسكريًا وتنظيميًا، وهو ما كان يجعل من السهل استهدافه، من خلال الغارات الجوية، وتحول «داعش» إلى الانتشار التنظيمى «المرن»، عبر الوجود فى عدد من المناطق بشكل عملياتى وتنظيمى من دون التمركز فيها بشكل مستمر.
وأشار إلى تزايد نشاط تنظيم «القاعدة» فى ظل انتشاره فى العديد من المناطق، عبر فروعه المختلفة التى يتصاعد نفوذها يومًا بعد آخر، وهو ما أشار إليه تقرير للأمم المتحدة رُفع إلى مجلس الأمن الدولي، فى فبراير ٢٠١٨، بأن تنظيم «القاعدة» أصبح يشكل خطرًا أكبر من «داعش» فى بعض المناطق. وأرجع «بكر» تصاعد نفوذ «القاعدة» إلى السمات الخاصة التى يتمتع بها التنظيم، وأولها عدم السيطرة الترابية؛ حيث تنتشر «القاعدة» بشكل عملياتى وتنظيمى فى مناطق محددة، من دون البقاء فيها بشكل مستمر، وهو النهج الذى اتبعه التنظيم وفروعه المختلفة منذ نشأته، ما جنبه الكثير من الضربات التى كانت يمكن أن تؤدى إلى انهياره تنظيميًا. أما الأقنعة التنظيمية، فتتمثل المجموعات التابعة لـ «القاعدة»، ولكنها متخفية تحت مسميات مختلفة، مثل «أنصار الشريعة»، سواء فى اليمن أو ليبيا، وتنظيم «ثوار بن غازى»، وكذلك تنظيم «كتيبة عقبة بن نافع»، و«كتيبة الفتح المبين» فى المنطقة الحدودية بين تونس والجزائر. ويعتمد تنظيم «القاعدة» أيضا على تعدد التحالفات، فقد كثف التنظيم خلال السنوات الأخيرة من تحالفاته، بأشكال متعددة، سواء كانت تحالفات «تنظيمية»، على غرار تحالفات «هيئة تحرير الشام» فى سوريا، أو تحالفات «عقائدية»، والتى تظهر فى تحالفات «القاعدة» فى الساحل والصحراء مع بعض الجماعات القريبة منها فكريًا، مثل «جماعة أنصار الدين» و«جبهة تحرير ماسينا»، أو تحالفات قبلية، على غرار تحالفات «القاعدة» فى اليمن مع بعض القبائل، مثل قبيلة «مارع» وغيرها.
وأوضح على بكر، لقد ساعدت تلك التحالفات «القاعدة» على الوصول إلى مناطق لم يكن بمقدورها الوصول إليها من دون هذه التحالفات، لا سيما أن التنظيم بات يمنح الأولوية للتوسع، والتمدد إلى مناطق جغرافية جديدة.
ولفت «بكر» أيضا إلى الانقسامات الحادة التى تشهدها جماعة الإخوان المسلمين فى الآونة الأخيرة، وهي، انقسام بين الأجيال، وهو ناتج عن الاختلاف فى الرؤى والأفكار حول القضايا المحورية والمستقبلية، بين جيلين مختلفين فى الجماعة، وهما «جيل الشيوخ» و«جيل الشباب».
وهناك الانقسام التنظيمي، ويأتى نتيجة انفصال أحد الفروع عن الجماعة «الأم» وقطع علاقته التنظيمية بها، مثلما حدث من قِبل فرع الإخوان المسلمين فى الأردن، التى أعلن مجلس شورتها فك الارتباط بالجماعة فى مصر، بينما الانقسام الفكرى يهدم «المقدسات الفكرية» للجماعة، ومثال على ذلك حركة «النهضة» التونسية، التى أعلنت تخليها عن العمل الدعوى للجماعة، وتفرغها فقط للعمل السياسى.
وأخيرًا يأتى الانقسام القيادي، وهو يحدث نتيجة الصراع على القيادة، بين الشخصيات الكبرى داخل الجماعة، والتى يرى كل منهم أنه أحق بهذه القيادة، والذى ينتهى غالبًا بالإطاحة بالقيادة القائمة، كما حدث داخل فرع الإخوان المسلمين فى السودان، التى أقال مجلس شورتها، المراقب العام للجماعة على جاويش، بحجة قيامه بحل مؤسسات الجماعة الحزبية ومؤتمره العام بشكل فردى.