الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القمص أنجيلوس جرجس يكتب: تقديم السيدة العذراء للهيكل

القمص أنجيلوس جرجس
القمص أنجيلوس جرجس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل أعياد العذراء رائحة بخور نستنشق فيها القداسة والحب الإلهي، ونفرح فيها مع السمائيين الذين يمجدوا معنا أمنا العذراء لأنها صارت السماء الثانية والعرش الإلهي للكلمة المتجسد.
واليوم هو أحد أعياد العذراء وهو مناسبة تقديمها للهيكل كما نذر القديس يواقيم وحنة والدا العذراء إذ تأخر إنجابهما للأطفال ونذرا أن يقدماها.
نذرا بعد أن بشرهما الملاك جبرائيل بميلاد البتول وكانت لها ثلاثة سنوات حين دخلت الهيكل، وظلت فيه حتى بلغت اثنتي عشر سنة حين أخذها القديس يوسف إذ لم يكن ممكنًا أن تظل في الهيكل بعد هذا السن.
والنذر هو صورة من الحب الذي تقدمه البشرية للإله الذي يعطي ويهب من خيراته كل يوم، فإذ تشعر النفس بمراحم اللـه وحبه لنا تقدم له نذورًا هي رائحة الحب العملي وتكون تقدمة وذبيحة يتعهد بها الشخص أمام اللـه كما يقول في سفر العدد (30: 2): "إذا نذر رجل نذرًا للرب، أو أقسم قسمًا أن يلزم نفسه بلازم، فلا ينقض كلامه. حسب كل ما خرج من فمه يفعل".
والنذور لها صور كثيرة أقلها قيمة الأموال أو العطايا، وأكثرها قيمة هي نذر الإنسان ذاته وحياته للرب. وقد نصت الشريعة في تهذيبها للنفس وتقديسها لشعب اللـه على تقديم البكور من الثمار بل ومن الأولاد أي كل فاتح رحم: "قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل، من الناس ومن البهائم. إنه لي" (خر 13: 2)
ويجب أن تدرك أن النذور هي علامة حب لأن اللـه هو الذي يعطي الخيرات فتكون النذور هي أن نقدم له مما أعطى لنا حتى يكون هو حاضر في كل شيء من الحياة، "احترز من أن تنسى الرب إلهك ولا تحفظ وصاياه وأحكامه وفرائضه التي أنا أوصيك بها لئلا إذا أكلت وشبعت وبنيت بيوتا جيدة وسكنت وكثرت بقرك وغنمك وكثرت لك الفضة والذهب وكثر مالك.. يرتفع قلبك وتنسى الرب إلهك" (تث 8: 11-14).
لذلك حين أراد داود النبي أن يبني بيتًا للرب وجمع الذهب والفضة ومواد البناء قال: "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك" (1أخ 29: 14).
لذلك فالحب هو محور التقدمة والنذور لذلك يقول: "المعطي المسرور يحبه الرب" (2كو 9: 7)
أما الذي يعطي بتغصب يكون بلا معنى كما يقول: "إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تحتقر احتقارا" (نش 8: 7)، ويقول مرة أخرى: "أني أريد رحمة لا ذبيحة" (هو 6: 6).
لذلك يجب أن يكون النذر نابع من قلب يحب اللـه وله علاقة حقيقية معه فهو إحدى علامات الحب، ويقول بولس الرسول: "أن أطعمت كل أموالي، وإن سلمت جسدي حتى احترق وليس لي محبة فلست شيئًا" (1كو 13: 3).
لذلك التقدمة والنذور هي سلوك عملي لهذا الحب، لذلك فهو مصاحب للعلاقة مع اللـه كما يقول في إشعياء: "أليس أن تكسر للجائع خبزك أن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك... حينئذ تدعو فيجيب الرب. تستغيث فيقولك هأنذا" (إش 58: 7).