الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مستقبل صحافة الأطفال في مصر "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نستكمل فى هذا المقال استعراض نتائج رسالة الدكتوراه المتميزة للباحثة إيمان حمزة أبوزيد التى نوقشت بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنوفية عن مستقبل صحافة الأطفال فى مصر، والتى شَرُفْتُ بالإشراف عليها بمشاركة تلميذتى العزيزة د. هويد الدر، وناقشها د. عبدالجواد سعيد رئيس قسم الإعلام بآداب المنوفية ود. سعيد الغريب النجار، الأستاذ بإعلام القاهرة.
أوضحت الدراسة أنه بالنسبة لمستقبل العلاقة بين صحف الأطفال الإلكترونية والمطبوعة، يرى معظم الخبراء بنسبة بلغت 53% أن صحف الأطفال المطبوعة لن تختفى فى المستقبل معللين ذلك بأنه رغم التطورات المتلاحقة والمتتابعة التى طرأت على صناعة الصحافة المطبوعة خلال العقود الماضية، إلا أن الصحيفة استمرت فى الحفاظ على شكلها؛ فصحف الأطفال المطبوعة تقدم صحفًا تتسم بالمهنية والاحترافية، كما أن صحف الأطفال المطبوعة لها قراؤها الذين لا يستطيعون الاستغناء عنها، كما توقع باقى الخبراء اختفاء صحف الأطفال المطبوعة، معللين ذلك بارتفاع أسعار الصحف، وانخفاض دخل إعلانات صحف الأطفال المطبوعة مما يؤدى إلى استمرار الخسائر المالية، كما عللوا ذلك بظهور جيلٍ جديد لا تمثل قراءة الصحيفة المطبوعة عادة بالنسبة لهم.
ولكن بعض الخبراء الذين اتفقوا على عدم اختفاء صحف الأطفال المطبوعة فى المستقبل لم ينفوا تأثرها بزيادة استخدام صحف الأطفال الإلكترونية، وعلى صحف الأطفال المطبوعة بذل جهدٍ من أجل البقاء، كما ذكر البعض أن اختفاء صحف الأطفال المطبوعة ليس بالضرورة أن يكون الاختفاء كليًا؛ فصحف الأطفال المطبوعة ستظل موجودة ولكن بتوزيعٍ أقل.
ويرى عددٌ ليس بالقليل من الخبراء بنسبة بلغت 48% أن العلاقة الحالية بين صحف الأطفال المطبوعة والإلكترونية داخل المؤسسة الصحفية هى علاقة تكامل واندماج؛ فالمؤسسات الصحفية لا بد أن تكون على وعى بأنها إن أرادت النجاح فى هذا العالم الحافل بالمنافسة عليها أن تسعى للتكامل والاندماج بين الإصدارات المطبوعة والإلكترونية.
وبالنسبة للعوامل والمتغيرات المرتبطة بصحافة الأطفال الإلكترونية نفسها وتأثيرها على مستقبلها، جاءت فى الترتيب الأول التطورات التكنولوجية المتلاحقة وتقنيات المعلومات والاتصالات، لأن هذه التقنيات تؤثر على تطور صحف الأطفال الإلكترونية وعلى زيادة أعداد مستخدميها، وفى الترتيب الثانى جاءت العوامل المتعلقة باقتصاديات الصحف الإلكترونية، لأن هذه الاقتصاديات هى التى تسمح للصحف بتوفير الإمكانات والتجهيزات اللازمة، وفى الترتيب الثالث جاءت طبيعة المضمون والخدمات التى تقدمها هذه الصحف، وفى الترتيب الرابع جاءت طبيعة مستخدمى صحف الأطفال الإلكترونية، وفى الترتيب الخامس والأخير جاءت العوامل المتعلقة بالصحفيين والقائمين بالاتصال فى صحف الأطفال الإلكترونية.
وفيما يتعلق باقتصاديات صحف الأطفال توقع غالبية الخبراء بنسبة بلغت 78% أن تزيد العائدات التى تحققها صحف الأطفال المطبوعة فى المستقبل، وقد تمثلت أهم مصادر التمويل فى الإعلانات، يليها الاشتراكات، ثم بيع المحتوى، ثم الطباعة للغير، وأخيرًا دفع المستخدم مقابل الحصول على محتوى مميز.
وقد انقسم الخبراء إلى فريقين فيما يتعلق بالدفع مقابل المحتوى: فريقٌ يرى أن صحف الأطفال الإلكترونية لن تلجأ لاستراتيجية الدفع مقابل الحصول على المحتوى، معللين ذلك بأن الظروف الاقتصادية لدى قطاعات كبيرة لن تسمح بذلك، وفريقٌ آخر يرى أن صحف الأطفال الإلكترونية المصرية ستلجأ لاستراتيجية الدفع مقابل الحصول على المحتوى، معللين ذلك لأن المستخدمين سيصبح لديهم وعى كافٍ واستيعاب لأسلوب الدفع من أجل الحصول على المادة الصحفية، ولكن سيحدث ذلك على المدى البعيد وليس القصير. 
وبالنسبة لمستخدمى صحف الأطفال الإلكترونية فقد أشار الخبراء إلى مجموعة من الطرق التى يمكن من خلالها لصحف الأطفال الإلكترونية زيادة أعداد مستخدميها، جاء فى مقدمتها الاهتمام بتواجد الصحيفة على شبكات التواصل الاجتماعي، الاهتمام بالمحتوى والخدمات التى تجذب الأطفال وتُشعر كل طفل بأنها موجهة له بشكلٍ خاص، ثم زيادة عدد الجمهور القادم من محركات البحث، استكتاب رموز كبار الصحفيين والمحببين للأطفال، ثم زيادة المساحة المخصصة لإسهامات الجمهور، كما رأى نصف الخبراء أن صحف الأطفال الإلكترونية فى المستقبل ستحاول الجمع بين النشر السريع والمحتوى الجيد. 
وبالنسبة لمحتوى صحف الأطفال الإلكترونية فقد توقع الغالبية العظمى من الخبراء بنسبة بلغت 91% أن صحف الأطفال الإلكترونية فى المستقبل ستركز على المحتوى المحلى بشكلٍ أساسي، فالطفل يجب أن يشعر بوجوده فى المحتوى القريب منه فى العادات والتقاليد والقيم المجتمعية.
وبالنسبة لتوقع الخبراء للأشكال المستخدمة فى عرض وتحرير الموضوعات فى صحف الأطفال الإلكترونية فى المستقبل، فقد توقع معظم الخبراء تراجع استخدام النصوص فى صحف الأطفال الإلكترونية، مقابل زيادة فى استخدام الفيديوهات والمقاطع الصوتية، خاصةً أن القراء من الأطفال وفقًا لآراء الخبراء يفضلون الموضوعات التى تحتوى على الفيديوهات، كما توقع باقى الخبراء أن هذه الصحف سوف تستخدم النص والصور والرسوم المتحركة ومقاطع الفيديو جنبًا إلى جنب فى تغطية الموضوعات وذلك لتلبية تفضيلات كل الأطفال.
وبالتالى يجب استغلال كل الإمكانات التى يتيحها النشر الصحفى على الويب فى فتح حوار مباشر مع الأطفال من خلال خاصية التفاعلية، واستخدام كل إمكانات الوسائط المتعددة التى لا تتيحها وسائل الاتصال الأخرى، إلى جانب الاستفادة من خصائص الإنترنت الأخرى كالتحديث المستمر والتزامنية، لذا رأى غالبية الخبراء أن المستقبل سيشهد زيادة توظيف صحف الأطفال الإلكترونية للوسائط المتعددة، وذلك من خلال وجود فريق عمل مستقل للوسائط المتعددة، وتقديم الدعم الفنى والتقنى لأقسام المالتى ميديا.
وبالنسبة لنمط العلاقة بين صحف الأطفال الإلكترونية والمطبوعة فى المستقبل، انقسم الخبراء إلى فريقين: فريقٌ يرى أن العلاقة ستكون قائمة على التعاون، ويرجع ذلك إلى كون صحف الأطفال المطبوعة تساعد على دخول نسبة كبيرة من الجمهور على مواقع صحف الأطفال الإلكترونية عبر صفحات هذه الصحف، متوقعين أن الصحف المطبوعة قد تكون وسيلة ترويجية وتسويقية لصحف الأطفال الإلكترونية ومصدر دعم لبعضهم البعض، كما يرى الفريق الآخر من الخبراء أن العلاقة سوف تكون قائمة على المنافسة، ويرجع ذلك لأن صحف الأطفال الإلكترونية تجذب أعدادًا كبيرة من الأطفال مما يقلل الاعتماد على الصحف المطبوعة.
وبالنسبة لاعتماد صحف الأطفال الإلكترونية على مواقع الشبكات الاجتماعية، يرى الغالبية العظمى من الخبراء بنسبة بلغت 84% أن صحف الأطفال الإلكترونية سوف تعتمد على مواقع الشبكات الاجتماعية معللين ذلك للحاجة إلى النشر السريع وسهولة الحصول على الأخبار، كما توقعت النسبة البسيطة الباقية من الخبراء أن صحف الأطفال الإلكترونية يقل اعتمادها على شبكات التواصل الاجتماعى معللين ذلك بأن هذه الشبكات تمثل انتهاكًا للحياة الخاصة، كما أنها تتنافى مع المهنية ومعايير العمل الصحفى الجيد.