السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الكاتبة اللبنانية سونيا بوماد لـ"البوابة نيوز": لا أفكر كثيرا في إرضاء القارئ.. أعيد قراءة أعمالي من فترة لأخرى لمراقبة تطورها

الكاتبة اللبنانية
الكاتبة اللبنانية سونيا بوماد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعيش الكاتبة الروائية اللبنانية الأصل سونيا بوماد فى النمسا، بعد أن تركت موطنها لبنان منذ أكثر من عشر سنوات بعد إصابة ابنتها بطلق نارى فى رأسها.
عاشت «بوماد» فى إيطاليا ثم أستراليا، واختارت مؤخرًا الاستقرار فى النمسا، وصدر لها عدد من الروايات منها: «كايا» و«التفاحة الأخيرة» و«لاجئة إلى الحرية» و«الرصاصة الصديقة»، وحققت روايتها «آنا الآخر» التى كتبتها بالاشتراك مع الإماراتى محمد الأفخم، وصدرت عن المصرية اللبنانية مبيعات عالية.. «البوابة» أجرت مع «بوماد» حوارًا حول علاقتها بالكتب.

■ ماذا تقرأين حاليًا؟
- أخوض حاليًا رحلة شاقة وممتعة فى عالم الأساطير، بين ضفاف الإلياذة والأويسة وكتاب تاريخ الحضارة.
■ ما الكتاب الذى أعجبك خلال السنة الماضية؟ ولماذا؟
- بسبب إقامتى فى النمسا، وصدور كتابى الأول باللغة الألمانية، ولإعجابى الشديد بالأدب الألمانى، والرغبة فى تطوير استعمالى لأدواته، قررت أن أعيد قراءة معظم كتب الأدب الألمانى التى قرأتها سابقا باللغة العربية، ولا أستطيع أن أصف هذا الإحساس الممتع عندما تمكنت وبنفسى من التقاط صورة المشهد السردى الأدبي، بغض النظر عن جودة الترجمة، وكان لرواية (التحول أو المسخ) «لكافكا» الحظ الأوفر، بالإضافة طبعا إلى جوته وهيرمان هوسى وغيرهم. من الممكن أن أسمى هذه السنة سنة الأدب الألمانى بامتياز.
■ من الكاتب العربى الأكثر تأثيرًا لديك؟
- هناك مبدعون كثر ولن يتسع الوقت لذكر الجميع، ولكن جبران خليل جبران كان معلمى الأول، غاص أدبه فى أعماقي، سحرنى وجلبنى معه إلى هذا العالم الجميل على الرغم من صعوبة فهمى لكتاباته حينها، وأنا أعبر آخر سنوات طفولتي، ولكن ربما هذا الأدب الساحر هو ما استثارنى وجعلنى أمشى على خطاه بين الموسيقى والرسم والأدب، بالإضافة أيضا إلى طه حسين وميخائيل نعيمة ومى زيادة، وجميع من سبقونى فى هذه الرحلة.
■ من الكاتب الأجنبى الأكثر تأثيرًا لديك؟
- دوستويفسكي، بتريك زوسكيند.. وتقنية السرد فى رواية «العطر» التى تمكنك من تلمس واستشعار الأشياء وكأن للكلمات رائحة.
■ ما الكتاب الذى تعيدين قراءته من فترة لأخرى؟
- بعيدا عن نرجسية الكتابة، أحب أن أعيد قراءة كتبي، لكى أراقب تطور أدائى، ولكى أتمكن من تحدى نفسى، ومن تقديم الأفضل للقارئ والتاريخ.
■ من الكاتب الذى ترين أنه أخذ شهرة لم يستحقها؟
- كل كاتب نال نصيبا جيدا من النجاح المؤكد أنه قد مثل شيئا ما لتلك الشريحة التى سوقت له أو قرأته، علينا احترام رأى الآخر وفهمه للأمور ومستوى تلقيه، من الناحية الأدبية يبقى تقييم إنتاج الكاتب الأدبى و(ليس الكاتب نفسه) حقا خاصا للنقاد. برأيى تلك الكتب الأكثر مبيعا، وإن كانت لا ترقى إلى المستوى الأدبى المطلوب أجدها مهمة؛ لأنها تستجلب شريحة من قرائها إلى عالم الكتاب، وكما تدرجنا فى الدراسة كذلك سنتدرج فى مستوى قراءتنا للكتب والأدب، وسنكتشف مع الوقت وبأنفسنا إذا ما كان الكاتب وكتبه يستحقان متابعتنا أم لا.

■ كاتب لم يحظ بشهرة ولم تقرأ أعماله جيدًا؟
- للأسف هناك الكثير من الأقلام الرائعة التى لم تشرق شمس الشهرة على إبداعاتهم، فالأدب كأى منتج فكرى آخر كالاختراعات والاكتشافات والفلسفة والعلوم بحاجة إلى تسويق، إن مسئولية الكلمة ليست فقط فى كتابتها، ولكن بإيصالها إلى من كتبت من أجلهم.
■ ما الموضوع أو المجال الذى يمثل لك تحديًا ككاتبة؟
- بعد نجاح روايتى «أنا الآخر» شدنى الحماس لأخوض تجربة الخيال العلمى من جديد؛ فلقد كان هذا تحديا مربكا أقلقنى تجاوزه، أولا، لصعوبة مزج المادة العلمية بالأدب، ثانيا، لندرة الكتابة فيه.
أما ما أعتبره الآن تحديا آخر أكثر صعوبة؛ فهو الكتابة لمرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة، بين أدب للأطفال وأدب للبالغين، تقبع هذه الشريحة العمرية مهمشة بعيدا عن متعة القراءة والتعلق بالكتاب، وعن التوعية المجتمعية، لتجنيبهم تبنى تقاليد مجتمعات أخرى بعيدة عنهم بكل تفاصيلها، أتمنى أن تقام برامج ثقافية تعتنى بهذه الثغرة، وأتمنى أن أكون ممن سيسعفه الوقت والمجهود والشجاعة ليخوض هذه تجربة.
■ كيف تختارين الكتب التى تقرأينها؟
- معظم الكتب التى أقرأها تدور فى عالم الروايات التى أعمل على كتابتها، خلال هذا أحتاج إلى الكثير من المراجع، مما يفقدنى حرية الاختيار بين ما أرغب فى قراءته وما يجب أن أقرأه.
■ كيف تقيسين نجاح كتبك؟ الجوائز، أم قوائم البيست سيلر؟
- أعتقد أن مستوى القارئ هو ما يؤكد جودة الكتاب، وطبعا ينعكس هذا على نسبة المبيعات. بالنسبة لي، أنا راضية عما حققته وبينى وبين قُرائى علاقة وطيدة تتسع مع الوقت كلما ازداد إرضائى لذائقتهم الأدبية واحترامى لعقولهم، فالنجاح البطيء الثابت أفضل من الإبهار، والعجز لاحقا عن تقديم الأفضل.
■ أفضل نصيحة تلقيتها.. وممن؟
- «لا تفكرى كثيرا بإرضاء القارئ طالما كنت أنت قارئة جيدة، فرضاك عما تكتبين يثبت تجربة نجاح مرور النص عبر القارئ والناقد الأول الذى هو «أنت». كلمات لا تفارقنى أبدا، من كاتب أمريكى معروف.
■ ما نصيحتك لشباب الروائيين؟
- أنصحهم بقراءة الكتب قبل الانشغال بالكتابة، وبقراءة نصوصهم عشرات المرات قبل وضعها بين يدى الناشر، ما كتب سيحمل أسماءهم ويجب أن يكون لائقا بهم وبالقارئ.
■ لماذا تحظى الروايات دون غيرها بالمكانة الأكبر لدى القارئ العربى حاليًا؟
- ربما بسبب خلود ومتعة السرد الأدبي، ربما بسبب قمع الحريات بكل أنواعها؛ حيث يجد الكتاب المتسع للتعبير عن آرائه، ويجد القارئ مكانا حرا يطلق فيه العنان لمخيلته وتفكيره، يأخذ منه المتعة والمعلومة والدعم بعيدا عن محيطه وعن الميديا ووسائل الإعلام المسيرة التى تزوده بما يتماشى مع مصالحها وتحجب عنه ما يحق له معرفته.