يحتفل المسلمون بشتى بقاع الأرض بمولد خير الخلق محمد "صل الله عليه وسلم" تختلف مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي من دولة عربية إلى أخرى، فبين تخصيص أراضي للاحتفال ورفع الرايات، وبين المواكب الصوفية، واستعراضات لفرق فلكلورية وشموع وما يصاحبها من مظاهر البر والإحسان والتراحم بين الناس.
وترصد "البوابة نيوز" من خلال السطور التالية مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في بعض دول العالم العربي ومنها:
المغرب: تأخذ هذه المناسبة طابع خاص لدى الشعب المغربي، وتعتبر هذه المناسبة أحد الأعياد المهمة لديه ولعل أهم ما يميزها عن غيرها من المناسبات، من حيث الطقوس التي تحتفل بها، ففي الأسواق يأخذ الاحتفال أشكالا عدة حيث يبرز أصحاب المحال التجارية كل ما لديهم من جديد ومتميز خصوصا في مجال الملابس وإن كان الاهتمام الأكبر ينصب على ملابس الأطفال حيث تحرص الأسر المغربية على شراء ملابس جديدة لأبنائهم قبل المولد بفترة،غير الاحتفالات المنزلية من خلال عمل بعض الأكلات الخاصة مثل الكسكس والفراخ على الطريقة المغربية وهى إحدى العادات المهمة التي تميزهم في هذه المناسبة حيث يجتمع الأقارب ليتم تناول هذه الواجبة المفضلة بجانب شرب الأتاوى وهو مشروب أعش.
كما تستعد محال الإكسسوار والهدايا أيضا حيث جرت العادة على أن يزور الشاب الذى يستعد للزفاف أو في مرحلة الخطوبة بشراء الهدايا لخطيبته، ويذهب ليحتفل معها بالعيد، هذا بخلاف أن هناك فئة كبيرة تحتفل بالمولد النبوي الشريف أو بالعيد كما يقولون بطرق صوفية تختلف فيما بينهما، ولكن يتفق الجميع على توزيع دعاوى الحفلات التي تنوه عن رجلات الذكر والأناشيد الدينية، وكذلك الأدعية وتقام هذه الحفلات في قاعات كبيرة أعدت خصيصا لمثل هذه المناسبات.
كما تجد محال العطارة في تلك الأيام فرصة لأن تعرض أفضل وأجود ما لديها من سلع خصوصا فيما يتعلق بالدقيق بأنواعه والجوز واللوز وعين الجمل والتمر، خصوصا وأن استعداد السيدات للاحتفال يأتي بصنع وإعداد مجموعة فاخرة من أشهر الحلويات المغربية التي باتت مظهرا في الأعياد فقط ليردد الجميع «مبروك العيد»،وذلك في صباح يوم مولد النبي حيث تعد وجبة الإفطار الرئيسية في هذا اليوم للمغاربة جميعا وذلك بعد عودتهم جميعا من المساجد صباحا عقب أداء فريضة صلاة الفجر جماعة.
وتعيش بعض المدن المغربية على امتداد أسبوع على ايقاع الاحتفالات بعيد المولد النبوي الشريف، حيث تتنوع مظاهر الاحتفالات من محافظة إلى أخرى.
تونس: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في تونس له مميزات وطقوس وخصوصيات اجتماعية ودينية واقتصادية تتميز بها عن غيرها وتجعل منه مناسبة فريدة.
ولعل تلك المميزات هي التي تجعل من عاصمة دولة الأغالبة يوم المولد مقصد آلاف الزوار من جميع أنحاء تونس، ذلك أن مدينة عقبة هي أول قبلة في ومنارة الإسلام في المغرب الإسلامي موطئ العلماء ومثوى الصحابة الأولين والأولياء الصالحين وأبرزهم الصحابي الجليل أبوزمعة البلوى يأخذ الاحتفال أشكالا عدة أهمها إقامة حلقات الذكر وقراءة القرآن ويمدح المبتهلون بالإنشاد الديني.
الجزائر: يحتفل الجزائريون بالمولد النبوي الشريف احتفالا دينيا رسميا وهو من المظاهر المترسخة في أذهان الجزائريين واستمرار الشعب الجزائري في احياء هذه المناسبة، تشكل مظهرا من مظاهر تمسكهم بهويتهم، على الرغم من سيطرة المستعمر ومحاولته طمس الهوية الجزائرية..
ليبيا: رغم التوترات التي تشهدها ليبيا إلا أن الاحتفال بالمولد النبوي يستمر، حيث ينظم الصوفيون في ليبيا مسيرة احتفالية في قلب العاصمة طرابلس للاحتفال بالمولد النبوي حيث يقوموا بعمل سرادقات لقراءة القران والإنشاد وتوزيع الحلوى.
السودان:
يكون الاحتفال بهذه المناسبة في السودان العاصمة بمدنها الثلاث (الخرطوم وأمدرمان وبحري)، في أرض مخصصة تنصب الخيام فيها وتتلألأ الأنوار وتدق الكاسات وترفع الرايات وتسير المواكب الصوفية يتقدمها رجالات الدولة ومشايخ الطرق الصوفية والموسيقى العسكرية،يتبعهم حملة الزى الصوفي والشارات والأعلام، وصولا إلى أرض الاحتفال حيث تبدا الدروس والحضرات وقصائد المديح التي تمتد حتى الليلة الختامية التي تختم بصلاة الصبح.
تعتبر (السمسمية) من أشهر أنواع الحلويات التي يقبل عليها الكبار في هذا اليوم، وهى خلطة من الدقيق والسكر والسمسم، في حين يتلذذ الصغار بحلوى (العروسة) التي تصنع على شكل عروس بفستان زفاف من السكر بجانب حلوى (لكوم)، أما الوجبة الأكثر حضورًا في احتفالات المولد فهي الفتة أو «الثريد» التي توزع في أطباق كبيرة على الحضور مجانًا،وتتكفل بها الطرق الصوفية مع توزيع العصائر المحلية مثل الكركديه.
الاردن: تستقبل كل محافظات الأردن ذكرى المولد النبوي الشريف بكل مشاعر البهجة والفرح والسرور، حيث تعطل الدوائر الرسمية والحكومية أعمالها احتفاء بهذه المناسبة التاريخية والدينية العطرة
ففي المساجد والمراكز الدينية والثقافية وغيرها تستمر الاحتفالات بيوم المولد النبوي،حيث تقام مجالس السيرة النبوية والأناشيد الدينية التي تمجد ولادة ومسيرة وكفاح نبي الإسلام.. مع قراءات وتلاوات من القرآن الكريم، ثم الادعية والابتهالات الدينية.. والتواشيح الروحانية والمدائح، ومن بعض مظاهر هذه المناسبة الطيبة يلاحظ ازدياد القيام بأعمال البر والخير من مثل التصدق على الفقراء والمساكين، وزيارة الأرحام، وجلب الهدايا مثل حلوى المشبك، وغير ذلك من أطعم المأكولات الأخرى للأخرين، ثم تتلألأ الأنوار على المساجد وبعض البيوت والمؤسسات الحكومية
سلطنة عمان: تزخر سلطنة عمان بالكثير من الفنون الشعبية والتي تعكس صورة عاداتها الدينية، والثقافية، ومن هذه الفنون ((فن المولد النبوي الشريف)) وهو عبارة عن تجمع شعبي في جو ديني يردد فيه الحاضرون قصائد في مدح النبي – صلى الله عليه وسلم – وذكر الجنة والنار والشوق إلى الديار المكية وإلى المساجد الثلاثة، وإلى بطولات المسلمين
وينقسم المولد إلى قسمين سائدين في عمان أولهما، المولد النبوي (وهو عبارة عن موشحات دينية، وأناشيد يقام في قالب ديني وقد يصاحبه الدف أحيانا) وينتشر هذا القسم في دول العالم الإسلامي قاطبة، ثانيهما، المالد (وهو عبارة عن صف يتمايل أمام قائد المجموعة يتمايلون وهم يمدحون النبي _ صلى الله عليه وآلة وسلم – ويسمى هذا الفن بالهوامة) وينتشر في عمان والبحرين بشكل كبير وفى دول الخليج بشكل خاص
ويطلق السلطان قابوس على قاعة كبيرة في قصره «قاعة المولد النبوي الشريف»، ويحضر العلماء من سنة وإباضية وشيعة مولد العدنان، كما تحتفل بيوت الوزراء والأسر المالكة بهذا المولد ويحيون به أوقاتهم وأعراسهم وأفراحهم
