الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ننشر نص كلمة البابا تواضروس الثاني في قداس الأربعين للأنبا بيشوي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ترأّس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قداس ذكرى الأربعين للأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ، ورئيس دير القديسة دميانة بالبراي، وشاركه عدد من الأساقفة والرهبان والشمامسة.
كما شارك الحضور الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية، والدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية السابق، واللواء محمد حجى مدير أمن الدقهلية، واللواء محمد شرباش مدير المباحث الجنائية، والمهندس مختار الخولى السكرتير العام للمحافظة، والشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف، والدكتور السيد الجنيدى رئيس منطقة الدقهلية الأزهرية، والعشرات من المسيحيين والمسلمين والقيادات اللتنفيذية والشعبية.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني، خلال كلمته التي ألقاها، صباح اليوم، إن إنجيل هذا الصباح نسميه إنجيل الراعي الصالح يقرأ في قداسات سيامات البطاركة، والراعي الصالح يقوم بمسئولية كاملة دون نقصان ونتكلم عن الراعي الذي يبذل ويضحي من أجل الرعية، كان في العهد القديم مشهد الراعي فكان الراعي يخرج بخرافه كل صباح، وعندما ينتهي النهار يجمع كل الخراف ويضعهم في حظيرة واحدة مع خراف أخرى، وفي الصباح عندما تسمع صوته تخرج من الحظيرة، وهذا المثل استخدمه السيد المسيح ليبين العلاقة بين الراعي والرعية، وهناك خطية تسمى التحزب أو الانشقاق، ويعلمنا أن الهدف من الرعاية أن تكون واحدة، والله يفرح بالمجتمع الواحد والأسرة الواحدة، ويكره خطية التحزب أو الانقسام، ويعلمنا السيد المسيح أن الهدف من الرعاية أن تكون راع واحد ورعية واحدة ويفرح بالمجتمع الواحد والشعب الواحد، والإنجيل هنا يقارن بين الراعي الصالح والأجير، والأجير ما يدفعه للعمل أنه أجير لا يبالي بالرعية، بينما الراعي يدفعه الحب وأن يمتلئ قلبك بالله هو يمتلئ بالحب، وهناك من يحب بالكلام، ومن يحب بالعمل (يا أولادي لا نحب بالكلام بل بالعمل والحق)، وما يبني هو الراعي الصالح الذي يعمل أعمالًا حقيقية وهو الله، والله محبة، وكما قلت لكم إن هذا الفصل يقرأ في يوم رسامة البطاركة؛ لأنهم مسئولون عن الرعاية وهذا العمل.
وأضاف البابا قائلًا: نحن أيها الأحباء في تذكار الأربعين يومًا لانتقال مثلث الرحمات المتنيح الأنبا بيشوي، مطران كفر الشيخ والبراري ودمياط ورئيس دير القديسة دميانة نتذكره في مرور أربعين يومًا، وهو عمل بحسب ما أعطاه الله من نعمة وعمر، وحياته مرت بأربع مراحل أساسية:
1- المرحلة الأولى: طالبًا متفوقًا
درس الهندسة في جامعة الإسكندرية وعُيّن معيدًا وكان متفوقًا في الدراسة وهي علامة من علامات نعمة الله التي يعطيها للإنسان.
2- المرحلة الثانية: صار راهبًا ناسكًا في دير السريان
دير السريان أحد الأديرة العامرة التي نفتخر بها في كنيستنا ودير له تاريخ شامل، ودخل الدير في عمر قصير وصار راهبًا يتعلم النسك والحياة الرهبانية، وكان في هذا الدير إنسانًا متميزًا ينهل في حياته المسيحية ويتقدم يومًا بعد يوم. 
3- المرحلة الثالثة: أسقفًا راعيًا
بعد أن قضي فترة في الدير اختاره البابا شنودة أسقفًا لهذه الإيبارشية، وهذه الإيبارشية مر بها عدة أساقفة نتذكر منهم المتنيح الأنبا تيموثاوس مطران هذه البلاد والذي قضى أكثر من أربعين عامًا، ثم تلاه الأنبا أندراوس لكنه قضى عدة سنوات قصيرة وكان مشهودًا له بمحبته وكان خريج هندسة أيضًا، ثم اختار البابا شنودة الأنبا بيشوي وهو من مواليد هذه المحافظة وبدأ خدمته راعيًا لهذه المحافظة وكان للدير وقتها عدد قليل من الأمهات وبدأ يعمل بجد ونشاط بمحبة وبذل. وقرب نهاية 1970 بدأت الحياة الرهبانية وصار ديرًا كبيرًا والتقى في هذا الدير عددًا كبيرًا من المكرسات، وبهذه الصورة تصير إيبارشية فريدة، وخدم في مناطق كثيرة خارج مصر وأسهم في تأسيس كنائس وإيبارشيات وكان مساعدًا للبابا شنودة وخدم في أوروبا وأمريكا واستراليا، وكان من ضمن العمل العالمي أن له علاقات قوية مع الكنيسة في إثيوبيا وهي كنيسة شقيقة وأسهم في تأسيس الكنيسة الجديدة في إريتريا وكان عاملًا في المجالس العالمية باسم مجلس الكنائس العالمي وفي مجلس كنائس الشرق الأوسط ومثلنا فيه مع عدد من الآباء الأساقفة أيضًا وكان مثلًا مشرفًا للكنيسة، ومِن آخِر أعماله فكرة تأسيس مجلس كنائس مصر.. عمل أسقفًا وراعيًا في حدود الإيبارشية وخارجها وفي الكنيسة السريانية كانت العلاقة يقودها الأنبا بيشوي. 
4- المرحلة الرابعة 
بدأت في عام 1990 عندما ترقّى للمطرانية، ومنذ ذلك الوقت اجتهد وصار عضوًا في كل لجان الحوار اللاهوتي التي تتم مع الكنائس الأخرى فكان الأنبا بيشوي يتميز بهذه الصفات وصار يشترك في هذه الحوارات التي تتم بين كنائس العالم وكانوا ينبهرون بعلمه بجوار ذلك كان سكرتير المجمع المقدس على مدار 27 سنة وتحمّل الكثير وكان أستاذًا في علم اللاهوت بمعهد الدراسات، وفي نهاية أيام حياته كان مسافرًا لأرمنيا والله اختاره ليكون بجواره.
طالبًا متفوقًا- راهبًا ناسكًا- أسقفًا راعيًا- ومطرانًا عالمًا، هذه هي أربع مراحل في حياة الأنبا بيشوي. 
وعندما نجتمع لشخص فإننا نجده أمامنا نموذجًا، عندما نودعه من هذا الدير الذي أحبه ويحب القديسة دميانة ونحن نودعه بفرح لقد أكمل حياته بسلام وكان إنسانًا كريمًا محبًّا للفقراء نودعه بفرح لقد أكمل حياته بسلام بعد أن خدم في الإيبارشية 46 عامًا عندما ننظر إلى المنتقلين ننظر لأعمالهم الإيجابية التي أرسله الله من أجلها وبلا شك إنه عمل وخدم بصورة أكثر من رائعة وكان أمينًا وذا معرفة وترك أثرًا طيبًا وعاش يمجد الله نحن نجتمع بحضور الآباء المطارنة والأساقفة الأحباء ومجمع الأمهات الراهبات والمكرسات والمحافظ الدكتور كمال شاروبيم ونجتمع لكي نتذكر إنسانًا خدم الرب بأمانة نودعه على رجاء القيامة ونشكر الله على وجود نماذج قدوة في حياتنا ونشكر الله أنه أعطانا رعاة أتقياء يخدمون بكل أمانة ونعزي أسرته وهو كان يمثل الكنيسة كثيرًا في بلاد كثيرة نرفع قلوبنا إلى الله ونقول له يا رب كمل أيامنا بسلام، ونثق في العلاقة بين الكنيسة في السماء وعلى الأرض.
واختتم البابا تواضروس كلمته: يعزينا المسيح جميعًا وأن يعطينا أن نكمل جهادنا بأمانة. لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد، آمين.