الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في الذكرى الـ75 على قصف دولة الفاتيكان.. ماذا حدث؟

الذكرى الـ75 على
الذكرى الـ75 على قصف دولة الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"العام 1943: قذائف على الفاتيكان" تحت هذا العنوان صدر كتاب للمؤلف الإيطالي أوغوستو فيرارا يسلط فيه الضوء على القصف الذي تعرضت له دولة حاضرة الفاتيكان لخمس وسبعين سنة خلت وبالتحديد في الخامس من نوفمبر عام 1943، لكن ذلك لم يسفر عن سقوط ضحايا.
ففي الساعة الثامنة وعشر دقائق مساءً عندما حلّقت طائرة على علو منخفض فوق الفاتيكان وأطلقت خمس قنابل، انفجرت أربع منها فيما لم تنفجر القنبلة الخامسة.
وسبب القصف أضرارا مادية في مشغل الفسيفساء الذي كان يحتوي على إرث فني هام، فضلا عن بعض المكاتب في مبنى حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان. وأدى القصف أيضا إلى تكسير زجاج النوافذ الخلفية لبازيليك القديس بطرس. ويرى أوغوستو فيرارا أن الهدف من هذه الغارة الجوية كان راديو الفاتيكان الذي كان يبثّ رسائل موجهة إلى أسرى الحرب العالمية الثانية. ويتضمن الكتاب باقة هامة من الصور الفوتوغرافية التي التقطها مصوّر البابا الرسمي آنذاك جوزيبيه فيليشي، فضلا عن مجموعة من المقالات التي نشرتها في تلك المناسبة صحف "أوسيرفاتوريه رومانو"، "تشيفيلتا كاتّوليكا" و"إيل ميساجيرو" بالإضافة إلى عدد من الطوابع التي تعود إلى تلك الحقبة التاريخية.

ويقول الكاتب الإيطالي أوغوستو فيرارا، الذي أكد أن الغارة شنها طيار فاشيّ أقلع من فيتيربو على متن طائرة حربية صغيرة، وأقدم على هذه الفعلة في محاولة منه لإلغاء الرسائل التي كانت تبثها إذاعة الفاتيكان. وفي رد على سؤال بشأن ما إذا كان هذا الهجوم عبارة عن مبادرة فردية أم أن الأوامر صدرت عن القيادات الفاشية؛ قال فيرارا إن رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك والزعيم الفاشي بينيتو موسوليني أدان هذا الاعتداء. وتبين أن الطائرة نفسها، وبناء على أقوال شهود عيان، حلّقت في أجواء روما لبضعة أيام قبل الحادث، إذ يبدو أن الطيار كان يسعى إلى التحقق من موقع إذاعة الفاتيكان. ويحتوي الكتاب الجديد أيضا على صور فوتوغرافية تُظهر المسار الذي سلكته الطائرة المهاجمة.
وفي سياق حديثه عن تفاعل البابا بيوس الثاني عشر مع الاعتداء، قال فيرارا إن كتابه يحتوي على صورة مأخوذة لعدد من صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية يقول إن البابا أطل على ساحة القديس بطرس يوم الأحد التالي للغارة وتحدث عما حصل، مشيرا إلى فتح تحقيق في الحادث بالتعاون مع السلطات الإيطالية. في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قال الكاتب أوغوستو فيرارا إن البابا فضل أن يتم التكتم عن الحادث لأن إيطاليا كانت ما تزال طرفا في الحرب ولهذا السبب طُلب من الصحف الإيطالية ألا تغطي هذا الحدث. 

وانتظر العالم حتى سنة 2007 لتبدأ الخيوط الأولى بالكشف، حيث يشير تقرير وكالة "روم ريبورتس" التابعة للفاتيكان إلى أن الصحافيّ الإيطاليّ أوغستو فيرارا ذهب إلى معرض للتحف والآثار في مدينة فيرونا الإيطاليّة حيث اشترى مغلّفاً فيه صور ووثائق تاريخيّة من ذلك الوقت. وقال في المقابلة الإعلاميّة إنّ صديقين له من دولة الفاتيكان أخبراه بوجود صور مثيرة للاهتمام عن الدولة في تلك السوق، فدفعه فضوله الصحافيّ للذهاب إلى هناك واكتشف حوالي 40 صورة تعود إلى ذلك الوقت. وبعد عمل دام لحوالي ثلاث سنوات، أصدر كتابه سنة 2010 بعنوان: "1943 – القصف على الفاتيكان"(1943 bombe sulvaticano). وشكّل الكتاب خلاصة عمله حول أبحاث في أرشيف الفاتيكان ومقابلات مع شهود عاصروا تلك الفترة. وقد عرض فيه الصور التي ابتاعها من من فيرونا.