شاركت الصحفية والروائية الإنجليزية هيلين بندكيت في التنديد بوحشية الجنود الأمريكان الذين شاركوا في الحرب على العراق، وأصدرت العديد من الكتب التي تفضح استغلال الجنود للنساء، ولا سيما الجنديات المشاركات في الحرب، وتضمنت كتبها شهادات حية لهؤلاء النسوة، إلى جانب كتابتها عن التشرد والعزلة والظلم الاجتماعي.
بنديكت، التي تحل ذكرى ميلادها اليوم الإثنين، كانت قد ولدت في لندن، بإنجلترا في 5 من نوفمبر العام 1952، لوالدين من علماء الأنثروبولوجيا بأمريكا، عاشت في جزيرتي موريشيوس وسيشيل، حيث كان يجري والداها عملًا ميدانيًا هناك، وقد استفادت بنديكت من تنقلها مع والدها حيث ظهر ذلك جليا وواضحا في أعمالها الروائية والصحفية فقد تأثرت بعمل والديها كأنثربيولوجيين.
التحق بالجامعة في كل من إنجلترا والولايات المتحدة، وعملت في صحف بكلتا الدولتين، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا، وبدأت في نشر أعمالها الأدبية.
عملت كصحفية حرة لخمس سنوات، حيث كانت تنشر القصص القصيرة والمقالات في المجلات الأدبية والمجلات والصحف، كما بدأت التدريس في كلية الصحافة، جامعة كولومبيا عام 1986، مما يظهر مدى اهتمامها بتحصيل الجانب النظري لعملها.
أصدرت العديد من الأعمال الروائية مثل: ملكة الرمال، حافة عدن، نقيض الحب، زوجة البحار، الملاك السيئ، عالم كهذا، وغير ذلك من الأعمال الثقافية والفكرية التي تناقش قضايا المرأة.
تُرجمت أعمالها لعدة لغات، ونُشرت في إيطاليا وهولندا واليونان وألمانيا وجمهورية التشيك والمجر والبرتغال، وتلقت زمالة من مجتمع الفنانين المعروف باسم "يادو"، وزمالة مركز فيرجينيا للفنون الإبداعية.
تستكشف رواياتها موضوعات الحرب والصدمات النفسية والتشرد والعزلة والعنصرية والتمييز على أساس الجنس، وتروي ذلك غالبًا بعيون ضحايا تلك التفرقة السيئة، فقد كتبت عن اللاجئين العراقيين وقدامى المحاربين في روايتها "ملكة الرمال" التي نشرتها في العام 2011، وأشادت بوسطن جلوب بالرواية ووصفتها بأنها "الأشياء التي قدموها للنساء في العراق"، وقد كتب روبرت أولن بتلر على غلافها: "كل حرب تؤدي في النهاية إلى أعمال فنية، تتجاوز السياسة والتاريخ، وتلقي الضوء على إنسانيتنا المشتركة، وقد فعلت رواية هيلين بنديكت الجديدة الرائعة ذلك للتو مع الحرب الأمريكية في هذا القرن على العراق، إن "ملكة الرمال" كتاب مهم قدمته واحدة من خيرة أدبائنا".
