تحول لقاء ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا إلي مسرحية هزلية، عاش
فصولها الأهلي المصري، وضيفه الترجي التونسي، على خشبات ملعب استاد برج العرب أمس
الجمعة والذي انتهى بفوز الأحمر بثلاثية مقابل هدف.
وسيطرت حالة من الجدل في الشارع المصري والتونسي، بعد نهاية المباراة.
وشهد اللقاء استخدام تقنية حكم الفيديو «الفار» للمرة الأولى داخل
القارة السمراء، ليتلون بلون القارة، ويصبح اللقاء أقرب ما يكون إلي الكوميديا
السوداء على الفريق التونسي.
حكم الساحة الجزائري، مهدي عبيد، قام باحتساب ركلتي جزاء للأهلي،
جانبه الصواب فيهما حتي بعد العودة لتقنية «الفار»، ليتقمص الحكم شخصية «دبشة»
الشهيرة للفنان سامح حسين في فيلم لخمة رأس، والذي ظهر من خلالها عدم قدرته على
رؤية الأشياء بطريقة صحيحة.
واستكمالًا للمسرحية الهزلية الذي عاش فصولها الترجي، خطف مهاجم
الأهلي المغربي وليد أزارو، الأضواء وأعاد لأذهان الجماهير شخصية «مرجان أحمد
مرجان» للفنان القدير عادل أمام، والتعليق الشهير للمعلق الرياضي مدحت شلبي «ضربني
وبكى.. سبقني واشتكى»، حيث قام أزارو بتمزيق قميصه بعدما قام بضرب مدافع الترجي،
ليقنع الحكم بصحة ركلة الجزاء الثانية.
معين الشعباني، المدير الفني للترجي التونسي، بات غاضبًا عقب اللقاء
وأكد أن الحكم تعمد مجاملة الأهلي قائلًا: "من الواضح أن هناك اتجاهًا لكي
تسير المباراة بشكل معين ونتيجة معينة لصالح فريق معين، يريدون ألا يحتاج لمواجهة
رادس".
ولكن على الرغم من الأخطاء التحكيمية الواضحة، إلا أن الأهلي تمكن من
السيطرة على زمام المباراة من البداية وحتى النهاية، واستحق الفوز بثلاثة أهداف
مقابل هدف، في مباراة كان دفاع الترجي خلالها في وادٍ آخر غير أجواء اللقاء.
ويبدو أن القدر أراد أن يأخذ بثأر الأهلي، ويذيق الترجي من نفس
الكأس، حيث سبق وأن استفاد الفريق التونسي من القرارات التحكيمية أمام الأهلي
ذاته، وأمام غيره، ففي البطولة ذاتها خلال مباراة الترجي وأول أغسطس الأنجولي، في
إياب نصف النهائي على ملعب رادس، والذي أدى لإقصاء الفريق الأنجولي من البطولة،
ألغي حكم إلقاء هدفًا صحيًا لأول أغسطس كان سيقود الفريق الأنجولي للتأهل لنهائي
أفريقيا، وعندما ألتقيا بنصف نهائي دوري الأبطال موسم 2010، كان هدف إينرامو
الشهير باليد، سببًا في أقصى الأهلي من البطولة آنذاك، ولكن أحقاقا للحق كان محمد
فضل قد سجل هدفًا في القاهرة باليد، ليفوز الأهلي 2-1 ذهابا قبل أن يخسر إيابا بهدف.
جدير بالذكر أن بعد 8 سنوات من موقعة يد إينرامو، قرر الاتحاد الدولي
لكرة القدم (فيفا) إيقاف الحكم الغاني جوزيف لامبتي، الذي احتسب الهدف، مدى الحياة
لاتهامه بـ«تغيير نتيجة مباراة السنغال وجنوب إفريقيا في تصفيات كأس العالم
2018».
وبعد الفضائح التحكيمية التي شهدتها البطولة، أصبح لزامًا على الاتحاد الأفريقي أن يراجع مستوى الحكام فإذا كان هذا مستوى أفضل حكم في القارة فماذا عن باقي الحكام؟.
