تعود الفنانة فاطمة عيد، أسطورة الفن الشعبي، إلى الساحة الغنائية بعد فترة غياب طويلة، لتقدم لونها الشعبي الفولكلوري الراقي، الذي أحبه الجمهور من خلالها، وامتلكت شعبية ضخمة على مدار السنوات من خلال 800 أغنية هي مجمل مسيرتها الفنية.
اختارت «فاطمة» العودة بلونها الخاص، غير متأثرة بالموضات التي طرأت على الساحة الفنية، فلم تقدم الـ«ريجي تون» الذي أصبح موضة بعد النجاح الساحق لأغنية «ديسباسيتو» للفنان لويس فونسي، وهذا ليس بجديد عليها، فهي تحتفظ بجمالها المحلي الأصيل حتى في مظهرها التي حافظت عليه ولم تحد عنه.
عادت «فاطمة» بوجبة فنية دسمة وجرعة من الفن الفولكلوري الأصيل، نجدها في ألبوم «أنا بنت عمك»، الذي يتضمن 14 أغنية، من بينها خمسة مواويل.. وتكشف أسطورة الغناء الشعبي في حوارها مع «البوابة» كواليس عودتها، وتوضح مدى قياسها لتقبل الجمهور لنوعية فنها المتفرد بعد مرور سنوات طويلة، كما تكشف أيضًا عن خططها المقبلة بعد طرح الألبوم الجديد. فإلى نص الحوار..
عملت مع «الهضبة» شهر رمضان كاملًا بأحد الفنادق.. أعشق شيرين عبدالوهاب.. وألبومي الجديد استغرق إعداده عامًا كاملًا.
■ ما أول أغنية اخترت ضمها للألبوم الجديد؟
- أغنية «أنا بنت عم» فقد أحببتها كثيرا، وهي أغنية فيلم «الرجل الأخضر» الذي أسعدني من خلاله اللقاء بمجموعة من الفنانين الكبار، منهم الفنانة الكبيرة هالة فاخر، وسامح حسين، ومخرج العمل مرقص عادل.
■ كيف أقنعك منتج ألبومك ريتشارد الحاج بالعودة بعد كل هذه السنوات؟
- أعطى لي دفعة وقال لي حرام عدم تواجدك مع الجمهور، وأنا أعتز كثيرا بجمهوري لحبه لي، فجمهورنا المصري عاطفي وذواق للفن ولا يصفق لفنان إلا حينما يستحق.
■ مضمون الألبوم متنوع ويصلح لمعظم الأعمار من الجمهور، هل كان ذلك عن قصد؟
- الألبوم به خمسة مواويل، وعندما يسمعه الناس سيقولون «الله يرضي عليك يا مدام فاطمة»، عندما تسمع كيفية تقديمي للموال، ستجد أنه يعجز أي أحد عن قوله بهذه الطريقة، فالموال يعبر عن الحب والحزن، والفرح والعادات والتقاليد، وكل شيء.
■ كم من الوقت استغرق التحضير للألبوم؟
- الألبوم استغرق التحضير له عامًا كاملًا.
■ لماذا أهديت الألبوم لزوجك اللواء شفيق الشايب؟
- لأنه قبل أن يكون زوجي هو ممثل وملحن وكاتب، وكتب لي عددًا من الأغاني، وهو مساندي الأول في الحياة وفي الفن الذي أقدمه، ولا أنسى له موقفه عندما عرض علىّ غناء تتر مسلسل «أبناء في العاصفة»، ولم تكن الظروف الإنتاجية للعمل تسمح بوجود فرقة موسيقية، إنما المتاح آلة الدف فقط، فوقف معي وساعدني، وكان من أشهر التترات التي قدمت، كما قدمت أكثر من ثلاثين أغنية داخل أحداث المسلسل، وارتبط الجمهور بصوتي مع المشهد التمثيلي، وهناك العديد من المواقف التي مررنا بها معا، وأشكر الله على وجوده بجانبي دائمًا.
■ كيف تقيس «فاطمة» مدى نجاح أغانيها، خاصة بعد تغيير نوعية الأغاني التي يطرحها المطربون في السنوات الأخيرة؟
- النجاح الحقيقي أشعر به في الحفلات، والجمهور الكبير الذي يحرص على الحضور في البلاد المختلفة منها النمسا وإنجلترا وأمريكا وإيطاليا، والـ«CD» للألبوم حاليًا لا يحقق عائدًا، لذلك لا نستطيع أن نعتبر مبيعاته مقياسا حقيقيا، إنما المشاهدات للأغاني على موقع «يوتيوب» هي المقياس حاليا، والجمهور هو الحكم في جميع أنحاء العالم.
■ لماذا تعود «فاطمة» بألبوم كامل، وليس عددًا من الأغاني على طريقة الـ«سينجل» مثلما فعل عدد من الفنانون؟
- لن أفوت على الجمهور الاستمتاع بالألبوم كاملا، فهو وجبة موسيقية دسمة أرى أنها مترابطة، ومن الأفضل أن تقدم مجموعة الأغاني معا من خلال الألبوم حتى يتسنى للجمهور تذوقه.
■ ما السبب وراء غيابك سنوات طويلة عن طرح الألبومات؟
- لم يكن غيابًا اختياريًا، إنما الظروف السياسية التي مرت بها مصر جعلتني لا أرغب في الغناء، كيف أغني وهناك دماء تسال ووضع سياسي غير مستقر.
■ كيف تفسرين غياب المواويل حاليا؟
- عندما تقدم فاطمة عيد الآن الموال تقول به لمن لا يجيد الغناء غنّ، لأن الموال لا يستطيع أي فنان تقديمه.
