"إديني بابا أكلمه والنبي".. كانت تلك آخر ما نطقت "رحمة" تلك الطفلة البريئة التى تعرضت للاختطاف والاغتصاب والقتل على يد ذئبين بشريين تجردا من كل مشاعر الرحمة والإنسانية ووضعاا خطة محكمة لاغتصابها بعد خطفها في واقعة هزت الأركان، وسببت حالة من الحزن والغضب الشديد بين أهالي شبرا الخيمة.
"البوابة نيوز" انتقلت إلى منزل الطفلة القتيلة، لتكشف تفاصيل وكواليس الواقعة على لسان والد الطفلة الضحية.
النساء يملأن المنزل والرجال فى الخارج، الجميع جاءوا لشد أزر تلك الأسرة المسكينة التى فقدت طفلتها على يد ذئبين اختطفاها واغتصباها ثم قتلاها بشبرا الخيمة، فالأم لم تتوقف دموعها وكلماتها الممزوجة بالحزن والحسرة على طفلتها، أما الأب فلم يستطع أن يتمالك نفسه، وهو يروي كواليس اختطاف وقتل طفلته.
يقول محمود.ا 40 سنة، سايس، والد الطفلة الضحية، إن نجلته صاحبة الـ 12 عامًا كانت قد اعتادت العمل فى أحد المنازل لمساعدته على ظروف الحياة المعيشية بعد أن تركت دراستها، مشيرًا إلى أنها كانت قد امتنعت عن إكمال دراستها لمساعدته، وفى يوم الواقعة خرجت كعادتها إلى العمل، واستوقفها توك توك، وقام هو وزميله برش مادة على وجهها وأغشي عليها.
وأشار إلى أنه عقب ذلك توجها بها إلى مكان بعيد، وتناوبا على اغتصاب الطفلة دون أدنى رحمة، موضحا أن طفلته تمكنت من التواصل هاتفيًا مع صاحبة المنزل التي تعمل لديها وقالت لها فى مكالمة استغاثة: "الحقيني يا مدام سارة، فيه ناس خطفونى وهيموتونى"، وبعد تلك الرسالة انقطع الاتصال.
واستكمل حديثه والدموع تذرف من عينيه، مشيرًا إلى أنه بعد تواصل صاحبة العمل معه، وتواصله مع ذلك الرقم، كان قد ألح عليه بلهفة شديدة أن يعيد له طفلته، ولكنه كان يرفض وتارة يقول له إنه سوف يعيدها وتارة يقفل الهاتف فى وجهه، وفى النهاية، تلقى اتصالا هاتفيا من المتهم، يخبره بأنه ذاهب هو وشريكه فى الجريمة إلى قسم الشرطة لتسليم أنفسهم لرجال المباحث، وبالفعل قاما بتسليم أنفسهما واعترفا على مكان الجريمة والتفاصيل.
وأشار إلى أنه خلال تواصله مع هؤلاء المجرمين سمع صوت نجلته الصغيرة تستغيث به قائلة: "إديني بابا أكلمه والنبي"، وكانت تلك الرسالة الأخيرة التى أسمعها من طفلتى حتى وجدت جثتها ملقاة على حافة إحدى الترع الموجودة بالقرب من المنطقة.
وطالب الأب الحزين، بإعدام المتهمين حتى تهدأ نار الأسرة كلها، مشيرا إلى أن الطفلة الضحية برغم صغرها إلى أنها كانت تصر على مساعدتنا على ظروف الحياة الصعبة.
أما عن والدة الطفلة، فلم تتوقف دموعها حزنًَا وحسرة على طفلتها وظلت تردد: "هاتولى بنتى، عايزه بنتى، قتلوها ليه الكلاب؟!"، وتارة تظل تبكي بحرقة شديدة وصوت مرتفع، وتارة أخرى تتوقف عن البكاء وتلزم الصمت الشديد دون أن تجيب على أحد، ثم تعود لتطالب بحق طفلتها قائلة: "عايزه حق بنتى، كانت بتساعدنى".
وورد بلاغ إلى قسم شرطة ثان شبرا الخيمة، من "محمود. أ"، 45 سنة، سايس جراج، وزوجته "سيدة. ع"، 39 سنة، ربة منزل، بغياب نجلتهما (رحمة، 12 سنة، طالبة)، حيث خرجت مساء أمس لشراء احتياجات للمنزل ولم تعد.
على الفور، تم تشكيل فريق بحث جنائي مشترك بين قطاع الأمن العام وأجهزة البحث الجنائي بالقليوبية، توصلت جهوده إلى معلومات أفادت بمشاهدة المتغيبة تستقل مركبة توك توك صحبة مجهولين في وقت معاصر لاختفائها، وبتكثيف الجهود أمكن تحديدهما وهما كل من "م. ع"، 29 سنة، و"و. م"، 26 سنة، سائقي توك توك، ومُقيمين بعزبة ناصر دائرة قسم شرطة دار السلام بالقاهرة.
تم إعداد عدة أكمنة أسفر أحدها عن ضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا باستدراج المتغيبة والتوجه بها إلى منطقة طرح النهر المجاورة لترعة الإسماعيلية بدائرة القسم، وتناوبا التعدي عليها، وعقب ذلك قاما بخنقها فأوديا بحياتها وتركاها وفرا هاربين، وأرشدا عن مكان جثتها، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، والعرض على النيابة التي باشرت التحقيق.
