السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

هالة منصور في حوار مع «البوابة نيوز»: «نكسة ١٩٦٧» أدت لشرخ الشخصية المصرية.. أكتوبر جدد روح الأمل.. معدن المصريين يظهر عند الشدائد.. والسلبيات الراهنة «مؤقتة»

الدكتورة هالة منصور،
الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن نصر أكتوبر العظيم قضى على طقس الهزيمة والنكسة وجدد روح الأمل بالمستقبل.
ولفتت هالة إلى أن «نكسة ١٩٦٧» تسببت فى شرخ كبير بالشخصية المصرية، تمثلت فى العديد من المظاهر السلبية مثل « تنامى روح الانهزامية وفقدان الثقة وعدم تصديق للكثير من الأمور» التى أصابت الشارع المصرى آنذاك، وقالت: «بفضل توحد الشعب والجيش خلف مشروع قومى عنوانه: استرداد العزة والكرامة، جاء نصر حرب ١٩٧٣ ليداوى الجراح.
ووصفت السلوكيات السلبية لدى الشعب حاليًا بالسلوكيات الخارجية، قائلة: «لكن عندما يجد الشعب نفسه أمام تحدٍ يظهر معدنه الأصيل».
مع الوقت حصل انهيار للحلم المصرى، خاصة مع الانفتاح الاقتصادى مع صعود بعض الطبقات على حساب الطبقات الأخرى، مع إنتاج الأفلام الاستهلاكية التى تسعى للربح دون تقديم مضمون حقيقى.
■ لماذا انعدمت الثقافة وغابت القدوة بعد حرب أكتوبر؟
- ما حدث أثناء حرب أكتوبر هو أن الشعب كان يعلم عدوه الحقيقى، وكانت كل فئات الشعب تتكاتف لمواجهة هذا العدو وفى أتم الاستعداد لمقاومته، بالإضافة إلى التخلص من الحالة الانهزامية التى ذاقها الشعب جراء النكسة، مع الشعور بقيمة مصر وتذوق حلاوة النصر بعبور خط بارليف، وانبهار العالم بقوة ومكانة الجيش المصرى الذى استطاع هزيمة العدو فى ٦ ساعات فقط، وعبور خط بارليف الذى كان فى اعتقاد العالم كله وليس إسرائيل وحدها أن من المستحيل أن تستطيع مصر أن تهدمه أو تتخطاه، وكل هذا كان له مردود إيجابى، وجعل هناك ثقة عالية بالشخصية المصرية، ورغبة لدى الشعب فى معرفة الأحداث وما يجرى داخل وخارج مصر وهذا عمل على زيادة البحث لدى المصريين والمعرفة والثقافة فى جميع المجالات.
مع الوقت حصل انهيار للحلم المصرى، خاصة مع الانفتاح الاقتصادى مع صعود بعض الطبقات على حساب الطبقات الأخرى، مع إنتاج الأفلام الاستهلاكية التى تسعى للربح دون تقديم مضمون حقيقى يستفيد منه المشاهد وغياب الأغانى الوطنية التى كانت تمس الوجدان وتحرك المشاعر وتعيشنا فى جو من الحماسة والتكاتف والترابط فيما بيننا، لتحل مكانها أغانى ضربت أخلاقيات الشعب المصرى.
كل هذا خلق نوعا من أنواع العزلة الاجتماعية والابتعاد عن العادات والتقاليد الإيجابية التى كان الشعب يتحلى بها وقت حرب أكتوبر، وبدأنا نتنافر طبقيًا، ونشعر بأننا أعداء، وأن القوى وحده له حق البقاء، وانتشرت النزاعات والخلافات، وبدأ العدو غير المباشر يصدر لنا فكرة الصراع والاختلاف بين المسلمين والمسيحيين.
كل ضرب قوة وتماسك الشعب المصرى، لكن تقديرى أنها ظواهر طارئة فالشعب المصرى سرعان يتكاتف فى وجه التحديات، ويقف بجوار بعضه البعض ليحقق تلك مصلحة وطنه، وهذا ما لمسناه فى ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ و٣٠ يونيو ٢٠١٣، الذى تناسى فيها الشعب كل الخلافات.
■ فى رأيك ما أسباب ظاهرة تعاطى المواد المخدرة فى صفوف الشباب؟
- الشعب المصرى طوال عمره يعلم بأن عدوه الحقيقى والرئيسى هو إسرائيل، ولكن بعد هزيمة ذلك العدو فى حرب أكتوبر، وجد أن الخاسر الوحيد جراء الحرب بالسلاح هو نفسه، لذا يحاول منذ الـ٤٥ عامًا الأخيرة شن الحرب بطرق مختلفة تحقق له الفوز دون أن يرفع السلاح أو يطلق رصاصة واحدة، فلجأ إلى تدمير قوى المصريين، وهى الشباب باستخدام المخدرات.