السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

باتريك موديانو.. الذاكرة ومعاناة الفقد

باتريك موديانو
باتريك موديانو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"أيمكن أن لا يتذكر المرء مكانًا قضى فيه بعضًا من حياته".
هذا الاقتباس يكشف عن جزء كبير من مشروع الروائي الفرنسي باتريك موديانو الذي حصل على جائزة نوبل في الآداب في مثل هذا اليوم، والذي يعتمد على النبش في متاهات الذاكرة بصورة مستمرة لإيقاظ الماضي مجددا، فالزمن الماضي يتجسد في طيات الحاضر، ويظل الماضي متعلقا بلحظات الحاضر في شكل وردة جافة و أوراقها تتساقط بسهولة، في صورة فوتوغرافية محفوظة في أقرب الأدراج، في شجرة كانت تطالع لحظات الزمن فبعثته كإنسان حي، وهذا ما يبدو جليا في روايته الشهيرة "شارع الحوانيت المعتمة".
ولأن البحث في الذاكرة يستدعي العودة إلى الأماكن اعتبره البعض لا سيما النقاد "المسَّاح الجغرافي لمدينة باريس، فكل أعماله تدور في شوارعها ومناطقها المختلفة، كاشفة عن علاقة الشخصيات بتلك الأماكن، ومال بعض النقاد إلى القول: "إذا أردتم أن تكتشفوا هذه المدينة وطريقة تجوالكم فيها، عليكم قراءة أعمال موديانو". فأعماله تبدو وكأنها تخطيط أدبي وجغرافي لعلاقات الإنسان بالمكان.
يعتبر موديانو أحد أهم الأدباء والروائيين الفرنسيين، فقد ولد سنة 1945 من أب ذي جذور إيطالية يهودية مشهورة، عانى من فقد الأم، ثم تلاه فقد الأخ مما جعله يتجه للكتابة تخليدا لذكراهما.
درس الهندسة، واتجه لطريق الأدب والنشر، ركز على التحولات العاطفية داخل الإنسان الذي يعاني من فقد آخرين، فاهتم بالأشخاص المتضررين والمفقودين والتائهين في شوارع الحياة، فهي روايات ذات حزن دفين.
وأعلنت الأكاديمية السويدية أن تكريم موديانو كان بفضل روايته "فن الذاكرة"، وقد توج بجائزة نوبل في الأدب عام 2014.