الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

قائد تشكيل «الفهود السوداء» فى المعركة يتحدث لـ«البوابة نيوز»..اللواء طيار أحمد المنصورى: عبرنا القناة بعزيمة الرجال ودعم السماء.. 3 دقائق مقابلة مع «السادات» كانت الفارق فى حياتى

داليا عبدالرحيم واللواء
داليا عبدالرحيم واللواء طيار أحمد المنصورى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- 3 دقائق مقابلة مع «السادات» كانت الفارق فى حياتى.. وطائرتى «8040» كانت معشوقتى ومصدر غيرة زوجتى
- الرئيس تغلب على غرور جولدا مائير فى تحطيم «خط بارليف» مناورة الموت الأخيرة معركة انتحارية مدحها السادات وأغضبت «ديان»


نسمع كثيرًا إلى حد الطرب عن أنشودة العبور 73 الشهيرة، ونسمع أكثر قصصًا وروايات وسيناريوهات خيالية واقعية عن محطات العبور وفرحة النصر ومشاهد وصور الشجاعة المصرية ولحظات العبور الكبرى وسقوط خط بارليف الأسطورة، ونسمع أيضًا حكايات عن بطولات الأولاد والشجعان، لكن السمع يختلف، والحكايات تُبهر، والقصص تُغلف بتوابل الانبهار والدهشة حين تجلس وتسمع عن قرب من أحد هؤلاء الأبطال العظام الذين خاضوا الحرب ببسالة وعبروا القناة بشجاعة، وقلبوا موازين الأمور عند الجانب الإسرائيلى الذى استيقظ على كابوس يوم السادس من أكتوبر وثورة مدفعية جوية قتالية احتجاجًا على الهزيمة، معلنًة غسيل عار النكسة، مُصرة على رفع رايات النصر وعبور القناة، تسعون دقيقة تقريبًا ويزيد الأمر بضع ثوانِ، عشنا الفرحة مجددًا بنصر أكتوبر مع اللواء طيار أحمد كمال المنصورى، «أحد أبرز الطيارين فى حرب أكتوبر»، الذى تحدث عن النصر، وعن أيام الكرامة ولحظات الشهادة لزملاء السلاح، فى الحوار مارسنا لعبة اليوجا الشهيرة، هو تحدث، ونحن جلسنا صامتين، بعد أن سألنا:

 

حرب أكتوبر.. كيف تصف المشهد، واللحظات وأوقات العبور؟
الوصف لهذه اللحظة صعب للغاية، فرحة لا يمكن أن تحدد ملامحها، وصمت ثم تابع حديثه: «مر ٤٥ عامًا على حرب أكتوبر التى تُعد درسًا يجب أن يتعلمه كل الأجيال من أبناء الشعب المصري، نحن لدينا ٦٠ مليون شاب سيحملون الأمانة، وهى سيناء المحررة والتى راح من أجلها ١٠٠ ألف شهيد فى ٤ حروب ضد العصابات الصهيونية «٥٦ و٦٧ و٧٣ وقبل هذا حرب عام ٤٨» عندما ضاعت فلسطين بعد هزيمة ٥ جيوش عربية مجتمعة لكون العصابات كانت موحدة والجيوش متفرقة، لكن شملها تكاتف فى أكتوبر ٧٣ وحتى وقتنا الحالي».
مصر عريقة بكل ما فيها وأفخر بكونى من أبناء الفراعنة والقادة العسكريين منذ عهد المحاربين القدامى، مرورًا بكل القادة العظام وحتى ٣٠ يونيو الذى يُعد تاريخًا عظيمًا على الأقل فى حياتي، أرى أنه بعد هذا التاريخ مصر تغيرت كثيرًا، أصبحت أقوى ويكفى أن أقول: «الآن، أصبحنا بلدًا قويًا بجيش قوى ورئيس عظيم».

فى ملفكم العظيم بسلاح الطيارين المصريين، بطولات كثيرة، وقصص وحكايات كلها فخر وافتخار، دعنى أتوقف عند المعركة الجوية التى تحدثت عنها أمريكا وإسرائيل وقت الحرب، حدثنا عنها وشاركنا التفاصيل بما هو متاح عسكريًا؟
مبتسمًا ثم قال، نحن لم نقم بشيء وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى»، كانت لدينا كلمة سر وهى الاستعانة بالله وصيحة «الله أكبر»، مصر كانت مدعومة من السماء، الله حارب معنا فى أكتوبر وكان النصر والعبور، كان لدينا إيمان وثبات على عقيدتنا، الروس وضعوا نسبة ٥٠٪ خسائر للضربة الجوية المكونة من ٢٢٥ طائرة بقيادة اللواء طيار محمد حسنى مبارك، ولكن الله قضى بخسارة ١.١٪ فقط.
بعد مرور الطائرات تحققت ٩٥٪ من أهدافنا وكانت جميع أسلحة الجيش مشتركة فى هذه الحرب، والتى أتمت معركة الأسلحة المشتركة على أفضل ما يكون وعبرت القوات ثم وصلنا لمناورة الموت الأخيرة بواسطة الطيارين الانتحاريين، والذين كان هدفهم الرئيسى الاستمرار للنهاية والقضاء على كل جندى إسرائيلي، كانت أمامى دائما هذه الآية الكريم:
«ومن يقاتل فى سبيل الله فيقتل أو يغلب، فسوف نؤتيه أجرا عظيما»، وأنا ناديت ربى فى هذه اللحظات الحرجة والفاصلة داعيا: «يا رب اشدد من أمرى وساعدنى أن أحقق الهدف الذى أحلم به وقد كان.. وكان النجاح حليفي، وانتصرنا وعدت بعد تنفيذ مهمتى سلاما إلى قاعدتى»، ويستطرد: مناورة الموت الأخيرة يلجأ إليها الطيار حال تعرضه للقتل الحقيقى، وأنا كنت أرغب فى الوصول لهذه المرحلة لحماية مصر من الأعداء، قائلاً: «كنت هاضايق لو مت وسبت مصر مش عارف إيه ممكن يحصلها، ومكنتش أتمنى الموت على يد جندى إسرائيلى غبي».
الصواريخ التى كانت مع العدو الإسرائيلي، كانت أمريكية يطلق عليها اسم «اضرب وانسى»، وبالتالى حال إطلاق الصاروخ يكون الأمر قد انتهى، ولكنى تمكنت من خداع الطيار الإسرائيلى بجعله يطمع بالاقتراب منى وحال تيقنه من قربه الشديد أسرعت ونفذت مناورة الموت الأخيرة، والتى تعتمد على النزول سريعًا بوجه الطائرة للأسفل، وحال قيام العدو بها لن يتمكن من الصعود مجددًا، ومن هنا تمكنت من سحقهم.



هناك ألقاب كثيرة لك منها «الطيار المجنون»، ماذا عن هذا اللقب تحديدًا، وكيف حصلت عليه؟
الطيار المجنون، لقب جاء بعد نجاحى فى تنفيذ مهمتى فى مناورة الموت الأخيرة، كان هذا أول تشريف لى من الجيش الإسرائيلي، الله منحنى القوة والثبات والإيمان وقطعنا ذراع إسرائيل فى حرب أكتوبر ٧٣، كنا نقاتل بروح الرجل الواحد من أجل الثأر والنصر، قائلاً: «مرمغنا أنف إسرائيل فى التراب، غسلنا عارنا ومحونا هزيمة ٦٧»، وتابع: «استمررنا ١٠٠٠ يوم استنزاف وكانت هذه هى الحرب الحقيقية والتى بدأها وأعد لها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واستلمها أنور السادات، وكان أول قربان لمصر فى الحرب الشهيد عاطف السادات شقيقه».
وأضاف، حرب الست ساعات بعد الساعة ٢ وخمسة «كانت حرب أكتوبر»، عبر فيها ١٠٠ ألف جندى مصرى و٥ فرق و١٠٠٠ دبابة ودفاع جوي، أسقط فيها بواسل الجيش المصرى السماء على إسرائيل ليكون اليوم الأسوأ فى تاريخهم رغم أنه كان يوم عيد وفق عقيدتهم اليهودية، الثعلب المكار الفلاح والأصيل الرئيس المؤمن «السادات» استطاع بمفاجأة وخداع غير عادى التفوق على إسرائيل وأمريكا التى تساندها وخداعهما بالعبور خلال الصيام فى شهر رمضان، ولم يكن أمرًا متوقعًا، وبالرغم من معرفة الأقمار الصناعية بتحركاتنا، لكن غرور «موشى ديان وجولدا مائير» دفعهما لترك المصريين يعبرون قناة السويس وخط بارليف الذى يُعد أكبر مانع مائى فى التاريخ لكن سقط الخط الأسطورة وانهار أمام شجاعة المصري.
وماذا عن الألقاب الأخرى؟
كنت قائد تشكيل «الفهود السوداء» المكون من طيارين انتحاريين يعرفون مصيرهم وهو الذهاب بلا رجعة، ولكن الله كتب لى الحياة، ومكننى من الارتفاع مجددًا بالطائرة، قائلا: «الملائكة الشداد الغلاظ كانوا يحاربون معنا».. وتابع: «لما طلعت لقيت طيار إسرائيلى غبى قدامى وضربت الصواريخ أول مرة وأنا أسمى الله ولكن لم تصبه فتذكرت أنه لا يجوز التسمية عليه فضربت مجددا وأنا أقول ابتسم أنت تموت الآن وأصابه الصاروخ وأرديته قتيلاً».
فى حرب أكتوبر كنا نحارب بلادا وليس إسرائيل فقط، كنا نواجه أمريكا وفرنسا، وانتصرنا.


وكيف ترى إمكانيات القوات الجوية المصرية الآن؟
أراها، أقوى تحت قيادات عظيمة، وعلى كل شعار كلية الطيران المصرية «الإيمان والتضحية ثم المجد»، وبالتالى إيماننا بالله لم يكن له حدود «الطائرة بالطيار والفرسة بالفارس والسيف بالذى يحمله»، ما قيمة التكنولوجيا مع عدم وجود عقيدة بالانتصار أو إيمان بما نقوم بها، كنا نمتلك الطائرة الميج ٢١ الروسية بينما إسرائيل تمتلك الفانتوم الأمريكية وهى تعادل قوة المصرية ٣ مرات، طائراتنا تطير ساعة إلا ربع ومعى صاروخان و٢٠٠ طلقة بينما الإسرائيلية بها ٨ صواريخ و٣٠٠٠ طلقة و٢ طيارين، ومع ذلك انتصرنا بالعقيدة وإيماننا بالله.
نقلت دفة حوارى وسألت: «بالرغم من الحرب وما مررت به من حياة عسكرية صعبة لكنك تحتفظ بروح الدعابة الجميلة.. ما سر هذا ؟
السر الحقيقى هى «أمي» والتى تُعد البطلة ومحور حياتى من بدايتها، كنت أؤكد عليها عدم البكاء حال موتى ورواية قصتى على إخوتى وكان تعليقها دائمًا: «بس انت تعملها وأنا هعملك جنازة كبيرة تليق بك يا بطل».
كانت تسألنى إذا ما كنت أضحك فى الحرب وأرد عليها كل يوم فى أى حرب كنا نبحث عن الموت، وهى تعلق «أنت رجل يهابه الموت».
والدتى رحلت عن عمر يناهز ١٠١ عام، وستظل هى الأم البطلة التى تمدنى بكل القوة منذ الصغر، كنت محبًا للطيران منذ الصغر وكنت أدفع تعريفة يوميًا لزميلى فى الفصل «يهودى مصري» لأركب طائرة والده وعندما علمت والدتى أكدت ضرورة دراسة الطيران اركب الطائرة على حق وهو ما حدث وأصبحت طيارا و«انتقمت من زميلى اليهودى اللى ضحك عليا وأخذ فلوسى لمدة شهر».

وما هى قصة السيدة التى قابلتها خلال الحرب؟
توجد واقعتان لى مع السيدات، لكن أحب أؤكد أنى أحترم المرأة.
المرأة الصعيدية تحديدًا عندما يقتل زوجها وتقص شعرها، ولا تتزين إلا بعد الثأر، وأول واقعة كانت مع امرأة بعد نزولنا من أول طلعة جوية، كان المطار عند منطقة زراعية، وكانت هناك سيدة ومعها فتاة صغيرة، وجاءت وقدمت لنا حلوى لكوننا حاربنا إسرائيل.
أما عن الواقعة الثانية، كانت مع امرأة تبيع الطعمية فى السويس عند مطار القطامية، حيث حدثها زميلى عن كوننا طيارين ونشعر بالجوع ولا نمتلك سوى ٥ قروش، وكان رد فعلها هو إطعامنا دون الحصول على أى أموال.
وماذا عن رفقائك الطيارين الشهداء الذين تتذكرهم؟
هؤلاء ليسوا شهداء فقط ولكنهم أحياء عند ربهم ونحن الأموات وعلينا الاستفاقة ومعرفة ما قام به هؤلاء العظماء، كان معى شهيد طيار اسمه «بخيت» يبلغ من العمر ١٨ عامًا، وكان ضمن السرب الذى خرج لضرب المدرعات التى أنزلتها أمريكا فى مطار العريش لمساعدة إسرائيل وقوامها ١٨٠ دبابة وطلعت أمامها ١٤٠ طائرة مقاتلة من طراز سوخوى الروسية ومهمة الطيارين الانتحاريين كانت حماية هذه الطائرات و«بخيت» كان آخر وأصغر طائر فى السرب وبعد ضرب الدبابات الإسرائيلية هرب بعضها لكن «بخيت» لمحهم فغرد خارج السرب ولم يستجب لقائد السرب بالعودة ودمر عدة دبابات ثم استشهد.
الشهيد الآخر، كان فى آخر معركة جوية يوم ٢٤ أكتوبر، الشهيد طيار سليمان ضيف الله، كان له نصيب من اسمه، حيث أُصيبت طائرته بصاروخ وعند إبلاغه بحريق طائرته من الخلف فى الجو وضرورة تركها لكونها تنفجر خلال ٣٠ ثانية أصر على ضرب طائرة ميراج يقودها إسرائيلي، قائلا «ودين أمى ما أنا سايبه»، وبالفعل فجر الطائرة الإسرائيلية ثم قفز بالمظلة، ولكن طيارًا إسرائيليًا غادر ضرب عليه بالمدفع وبتر ساقه واستشهد.
السادات وصف معركتك الجوية الخاصة بك بـ«الرائعة»، وقال«سُتدرس للأجيال الجديدة» وافنا بالتفاصيل؟
فى مقابلة مع الرئيس السادات طلبت منه ٣ دقائق للحديث وده فرق معايا كتير، حكيت له تفاصيل، قلت إننى حاربت حتى آخر قطرة من دمى وهى آخر قطرة فى الوقود الخاص بالطائرة، كنت قد صممت على الهبوط بطائرتى سالمة بعد أطول معركة خضتها رغم توقف المحرك ونفاد الوقود، حققت مرادى ونزلت بالطائرة فى الزعفرانة ورد الرئيس: «ونحن نفتخر بك ومعركتك تلك سُتدرس للأجيال القادمة»..

ما سر ارتدائك تى شيرت يحمل صورة طائرتك «٨٠٤٠»؟
طائرتى هى «حبيبتى» نزلت بها فى الشارع بعد أطول معركة جوية والتى استمرت ١٣ دقيقة والمدة الطبيعية من ٢: ٣ دقائق، وكان معى الشهيد حسن لطفي، حيث كنا طائرين بطائرتين ضد ٦ طائرات ولكن روحنا القتالية كانت عالية لحسم المعركة فى أول ٣٠ ثانية وتمكنا من الانتصار عليهم بقوة الإيمان، معلقًا «شاورت له بأننا سنذهب بلا عودة ووافقنى رغم صغر سنه.. كان عمره ١٩ عامًا والحياة أمامه، ولكن ضحى فى سبيل بلده ودخل بطائرته فى طائرة العدو».

ما هو شعور عائلتك خلال فترة الحرب؟
أوصيت زوجتى قبل الحرب بتربية أبنائنا جيدًا حال عدم عودتي، وتحققت وصيتى بالفعل وأنا حى أرزق، معلقا «إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى»، الله مَنَّ عليا بنعمة القتال فى سبيله وعدت إلى المنزل بعد الحرب ووجدت أسرتى بخير وكان لدى ما أرويه لأبنائى وأحفادى بكل فخر، ولقد أوصيتهم بدفن كل الأوسمة والنياشين الخاصة بى معى فى قبري.

فى ذكرى النصر الـ ٤٥، ماذا أنت قائل من رسائل لشباب المرحلة؟
الشباب المصرى من أفضل شباب العالم عندما يحصل على فرصته، والآن لديهم فرصة أكبر من محاربى أكتوبر لفعل الكثير لكونهم تلقوا تعليمًا أفضل وتوجد تطورات تكنولوجية مختلفة ونمتلك واحدًا من أقوى ١٠ جيوش فى العالم، واقتصادًا قويًا مدعومًا بالمشروعات الجديدة، ولذا مطلوب منهم الصبر والجد فى العمل حتى يتحقق الخير للجميع، خاصة أن مصر هى الوحيدة التى نجت من مذبحة الربيع العربي.




الطيار المنصوري شاعرًا
عن حب «الطيار المجنون» لطائرته، لفت إلى أنه يحب طائرته كثيرًا وكان يقول الشعر فيها حتى علمت زوجته وشعرت بالغيرة منها، ومن شعره: «إلى ذلك السرب العظيم الذى عشت فيه فأخلصت له.. إلى ذلك الهوى الذى مات ولكن لم أقتله.. إلى طيف حلم جميل كنت أراه ولن أراه.. لذلك سأكتب عنك حتى الفراق وما أمَره أيتها الذاهبة».

شاهد على العصر
قال الطيار أحمد كمال المنصورى إننا استمرينا ١٠٠٠ يوم حرب استنزاف وكانت هذه هى الحرب الحقيقية، والتى بدأها وأعد لها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، واستلمها أنور السادات، وكان أول قربان لمصر فى الحرب الشهيد عاطف السادات «شقيقه».
وأضاف، أن حرب الست ساعات بعد الساعة ٢ وخمسة «كانت حرب أكتوبر»، عبر فيها ١٠٠ ألف جندى مصرى و٥ فرق و١٠٠٠ دبابة ودفاع جوي، أسقط فيها بواسل الجيش المصرى السماء على إسرائيل ليكون اليوم الأسوأ فى تاريخهم رغم أنه كان يوم عيد ووفق عقيدتهم اليهودية، الثعلب المكار الفلاح والأصيل الرئيس المؤمن «السادات» استطاع بمفاجأة وخداع غير عادى التفوق على إسرائيل وأمريكا التى تساندها وخدعهما بالعبور خلال الصيام فى شهر رمضان الفضيل وكان النصر.


قصة شهيدين فى حياة المنصورى
يتذكر الطيار المنصوري، ويقول، كان معى شهيد طيار اسمه «بخيت» يبلغ من العمر ١٨ عامًا، وكان ضمن السرب الذى خرج لضرب المدرعات التى أنزلتها أمريكا فى مطار العريش لمساعدة إسرائيل وقوامها ١٨٠ دبابة وطلعت أمامها ١٤٠ طائرة مقاتلة من طراز سوخوى الروسية ومهمة الطيارين الانتحاريين كانت حماية هذه الطائرات و«بخيت» كان آخر وأصغر طائر فى السرب وبعد ضرب الدبابات الإسرائيلية هرب بعضها لكن «بخيت» لمحهم فغرد خارج السرب ولم يستجب لقائد السرب بالعودة ودمر عدة دبابات ثم استشهد.
الشهيد الآخر، كان فى آخر معركة جوية يوم ٢٤ أكتوبر الشهيد طيار سليمان ضيف الله، كان له نصيب من اسمه، حيث أصيبت طائرته بصاروخ وعند إبلاغه بحريق طائرته من الخلف فى الجو وضرورة تركها لكونها تنفجر خلال ٣٠ ثانية أصر على ضرب طائرة ميراج يقودها إسرائيلي، قائلاً «ودين أمى ما أنا سايبه»، وبالفعل فجر الطائرة الإسرائيلية ثم قفز بالمظلة، ولكن طيارًا إسرائيليًا غادر ضرب عليه بالمدفع وبتر ساقه واستشهد.