افتتحت الدورة الثالثة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة مداولاتها
العامة رفيعة المستوى، بمشاركة رؤساء دول وحكومات العالم، الثلاثاء، وألقى أمين عام
الأمم المتحدة كلمة تناول فيها أبرز القضايا والتحديات الدولية التي تتطلب اهتماما
خاصا من الدول الأعضاء تتبعه رئيسة الدورة الحالية للجمعية العامة، ووفق المتعارف عليه
تلقي البرازيل الكلمة الأولى للدول الأعضاء تتبعها الدولة المضيفة الولايات المتحدة
الأمريكية.
وبلغ عدد المتحدثين اليوم 37 من بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل
الأردني الملك عبدالله، ورئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني.
وشارك الرئيس السيسي للمرة الخامسة على التوالي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ويلقي الرئيس السيسي بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين، حيث يتناول خلالها رؤية مصر لتعزيز دور الأمم المتحدة، وكذلك المواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالميين، وجهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب الدولي.
يقول الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم
السياسية، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة أصبح
حدثًا سنويا يحرص عليه الرئيس، مؤكدًا أن تمثيل مصر في مثل هذه اللقاءات العالمية يؤكد قوة موقف مصر سياسيا واقتصاديا أمام دول العالم، ويضيف: تعد مشاركة الرئيس بها
لها أهمية كبيرة حيث يقوم بعرض مجمل النظرة المصرية ونقل الأوضاع المتواجدة في المنطقة
سواء منطقة الشرق الأوسط أو التعاملات المصرية الخارجية.
ويضيف بدر الدين أن الجمعية العامة للأمم
المتحدة تعد برلمانًا دوليًا حيث تشارك فيه كافة الدول الأعضاء في المنظمة الدولية
في الولايات المتحدة منظمة في الجمعية العامة، وتقيم الجمعية اجتماعها سنويا في شهر
سبتمبر وتعد أكبر محفل دولي، لافتًا إلى أن مشاركة الرئيس الأفكار والموضوعات أمام حلفائه
من الدول العظمي يعزز من علاقات مصر الخارجية، خاصة طرح الأحوال الاقتصادية أمامهم
يعمل على نقل صورة جيدة لمصر أمام تلك الدول، ما يساعدهم على فتح مجالات الاستثمار
مع تلك الدول وإرسال مستثمرين للعمل داخل مصر.
ويتابع أستاذ العلوم السياسية، أن أهم
الموضوعات التي طرحها من قبل الرئيس عبد الفاتاح السيسي هو محاولات الدولة في القضاء
على الإرهاب لأن الإرهاب قضية تمس العالم بأكمله وليست مصر فقط، وذلك سيكون في محاولة
منه لإيجاد حلول سلمية للتصدي لتلك الأفكار والجماعات المتطرفة بالتعاون مع الدول المشاركة
في الاجتماع ومع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي نفس السياق يشيد الدكتور خالد الشافعي،
رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشاركته في
اجتماعات الجمعية العامة وحرص على التواصل مع العديد من الدول لتعزيز أحوال مصر اقتصاديا
مع الكثير من دول العالم ودفع الاقتصاد المصري إلى الأمام بعودة المستثمرين إلى طرح
مشروعاتهم في مصر مرة أخرى وعودة مصر إلى سابق عهدها.
وأضاف الشافعي، أن الاجتماعات التي يقوم
بها الرئيس في نيويورك حاليًا على هامش اجتماع الجمعية العامة، مع ممثلي الدول وخاصة
مع "كريستين لاجرد" المدير الإداري لصندوق النقد الدولي أمر غاية في الأهمية
يصب في صالح الدولة، ويؤكد: على أن إشادة "لاجرد" بنجاح مصر في برنامح الاصلاح
الاقتصادي واستمرارها في تنفيذ البرنامج الخاص بالقرض الذي اشتمل على خفض دعم الطاقة،
وفرض ضرائب جديدة وتحرير سعر صرف العملة أمام العملات الأخرى فيما يُعرف بـ"تعويم
الجنيه" في محاولة لتشجيع المستثمرين الأجانب على العودة لمصر بعد هروبهم الجماعي
في أعقاب ثورة الـ25 من يناير 2011، كل ذلك يؤكد أن مصر في طريقها الصحيح إلى تحقيق
ثورة اقتصادية ستقوم بنقل مصر إلى مستوى معيشي أفضل.
لافتًا إلى أنه في القريب العاجل وبعد انتهاء
مدة القرض الدولي واستيفاء مصر بدفع كل ما تم قرضها سيلاحظ المواطن هدوءا في الأحوال
المعيشية وأسعار السلع داخل الأسواق، وفتح مجالات أكبر للشباب ستقضي على البطالة داخل
مصر.
