تتجه وزارة التربية والتعليم، خلال الفترة المقبلة، لاستخدام أجهزة التابلت داخل المدارس، ضمن إطار خطة الوزارة لإصلاح العملية التعليمية في مصر، وتدريب الطلاب على استخدام التكنولوجيا الحديثة، في الوقت الذي تتجه خلاله بعض الدول لتقنين استخدام أجهزة الهواتف المحمولة داخل المدارس، مثل فرنسا، على سبيل المثال لا الحصر.
وصوت البرلمان الفرنسي، في شهر يوليو الماضي، على قانون فرض حظر واسع النطاق على استخدام الهواتف المحمولة في المدارس، في أعقاب التصويت في الجمعية الوطنية (البرلمان).
ويحظر هذا القانون بشكل أساسي استخدام الهواتف المحمولة في كل المدارس، سواء مراحل الروضة، أو الابتدائي، أو الثانوي، علمًا بأن كثير من المدارس الألمانية تسعى إلى تحرير الطلبة من "عبودية" إدمان الهاتف المحمول، وهو ما يجعل هناك مطالبات بتطبيق مبادرات خاصة بمنع استخدامها بمدينة براون شفيغ، بولاية سكسونيا السفلى، وهو ما يثير التساؤلات حول تجربة "التابلت" في مصر.
وقال الدكتور محمد عبد الظاهر، الخبير التربوي: إن إدخال تجربة "التابلت" في مصر مفيدة فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا الحديثة والانفتاح ومواكبة عصر الاتصال، ولكن لعدد محدود من الطلاب، حيث لا يغطي استخدام أجهزة التابلت جميع المناطق على مستوى الجمهورية.
وأشار عبد الظاهر إلى أنه في مصر توجد الكثير من الأولويات، غير تجربة إدخال "التابلت" في العملية التعليمية، منها إيجاد المدارس، وإتاحة التعليم لغير القادرين على إكمال دراستهم، مؤكدًا أن تعدد نظم التعليم في مصر تظهر وجود طبقية كبيرة فيها.
من ناحيته، قال الدكتور أيمن البيلي، الخبير التعليمي، إن إدخال "التابلت" في العملية التعليمية خطوة تقدمية لتطوير المنظومة التعليمية، وتحسينها، لا سيما في المواد العلمية.وتابع: "وجود التابلت، رغم إيجابياته، إلا أنه يجب الحذر من الدخول لسلبياته"، مؤكدًا أن "التابلت" يجب أن يبرمج للناحية التعليمية فقط، كما يحدث في الدول المتقدمة.
وتابع: يجب حصول المعلم على جهاز "تابلت" خاص به، لكي يستطيع التفاعل مع الطلاب وإعداد حصص خاصة له، وتعليم الطلاب كيفية استخدام الجهاز، وشرح المناهج التعليمية عليه، بما يسمح بإيجاد تفاعل مشترك بين الطرفين.
فيما حذر الدكتور محمد مزيد، أستاذ الطب النفسي، من أن اتجاه وزارة التربية التعليم في استخدام "التابلت" في المدارس، أمر له العديد من السلبيات، بينها تعليم الطالب الكسل، والاعتماد على الإنترنت في تلقي المعلومات، وليس البحث عنها، وغياب المثل الأعلى، واختفاء الدور الأساسي الذي كان يقوم به المعلم.
ولفت إلى أن هناك تأثيرًا سلبيًا آخر، حيث يشجع "التابلت" على عدم الاعتماد على المعلم داخل الفصل، مضيفًا أنه لا مخاوف من حصول الطفل على الجهاز فيما يتعلق بالاستخدام الخاطئ.
وقالت وزارة التربية والتعليم إنه سيتم تسليم التابلت للطلاب مجانًا، وستوفره الدولة للطلاب طوال المرحلة الثانوية دون مقابل، وسيتم تسليم 700 ألف طالب وطالبة، وأكثر من 150 ألف معلم لأجهزة "التابلت" في بداية العام الدراسي الجديد.
