الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"الحشاشين".. العقل الملهم لجماعة الإخوان!

حسن البنا
حسن البنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من تاريخ جماعة حسن البنا يقول الباحث محمود حسنى رضوان: قرأ حسن البنا «مرشد الجماعة الإرهابية»، باهتمام شديد كل ما يتعلق بجماعة الحشاشين، التى أسسها «حسن الصباح» فى القرن الخامس الهجرى فى مدينة قم (بلاد فارس).. وقد انبهر حسن البنا انبهارا شديدا بحسن الصباح.. ونقل عنه كل أفكاره.. ويعتبر كتاب «برنارد لويس» بعنوان «فرقة الحشاشين أخطر مذهب راديكالى فى الإسلام» أهم الكتب التى قدمت دراسة مقارنة بين «تنظيم الحشاشين» وجماعة الإخوان.. والكتاب صادر عن دار الراية البيضاء فى بغداد.
ويشرح «برنارد لويس» فى كتابه أوجه التشابه العديدة، بين «حسن البنا» و«حسن الصباح» والتى تصل إلى حد التطابق!!. وأول المبادئ المشتركة بين هذين التنظيمين، هو مبدأ السمع والطاعة وتقديس الزعيم، وتنفيذ أوامره بمنتهى الصرامة.. ومن أجل ضمان السيطرة التامة على الأعضاء، قام حسن الصباح زعيم الحشاشين، بعمل جنة مصغرة مشابهة للأوصاف التى جاءت بالقرآن!!. وفى هذه الجنة أقام حسن الصباح قنوات من اللبن والعسل!!.. وأشجار وحدائق وبساتين!!.
وملأ حسن الصباح جنته بالغلمان والفتيات الجميلات كأنهن الحور العين!! وجهز موائد متعددة من الغذاء، تضم أشهى الأطعمة.. وجعل الموسيقى تصدح فى كافة جنبات المكان!!. وكان حسن الصباح يقوم بتخدير الشباب - باستخدام مخدر الحشيش- وبعد ذلك يتم حملهم إلى الجنة.. وهناك يقضون عدة أيام يستمتعون بهذه الجنة الأسطورية.. وبعدها يتم تخديرهم مرة أخرى ثم حملهم وإعادتهم لمكانهم الأول.. ويقنعهم حسن الصباح بأنهم كانوا فى الجنة!!. وأن من يطيعه ويلتزم بأوامره، فإن هذه الجنة ستكون مصيرة!! ويحكى الرحالة «ابن جبير» أنه بهذه الطريقة، تمكن حسن الصباح من إحكام قبضته على أتباعه.. فكان إذا أمر أحدهم بإلقاء نفسه من أعلى الجبل، فلا يتردد فى تنفيذ الأمر!!. وإذا أمر آخر بقتل نفسه، فإنه يطعن نفسه بخنجر مسموم فورا!!.
وقد انبهر مرشد الإخوان حسن البنا بفكرة السمع والطاعة عند الحشاشين.. ونقل الفكرة وطبقها على جماعته.. واستطاع أن يفرض الطاعة العمياء على أتباعه من خلال «قسم البيعة».. حيث كان كل عضو فى جماعة الخرفان الإرهابية، يقسم هذا القسم.. وكانت البيعة تتم فى حجرة مظلمة.. وكان العضو يضع يده اليمنى على مصحف، ويده اليسرى على مسدس، ويقسم على السمع والطاعة فى المنشط والمكره.. وكان ولاء العضو للجماعة وللمرشد شخصيا!! والعجيب أن نص قسم البيعة، لا يوجد به أى ذكر لمصر!!. لأن ولاء الخروف لا يكون إلا فقط للمرشد وحده لا شريك له!!
والحشاشين هم أول من أسس تنظيما خاصا باغتيال الخصوم السياسيين.. وكان هذا التنظيم يسمى «الفداوية».. وكان يتم اختيار أعضائه من شباب ذوى مواصفات جسدية خاصة.. ويجرى تدريبهم على الفروسية، وتسليحهم بخناجر مسمومة، للقيام بعمليات انتحارية والاغتيالات القذرة.. وكان الرحالة الشهير «ماركو بولو» هو أول من شرح طريقة حياة هؤلاء الشباب، ووصفهم بأنهم حيوانات بشرية جرى إعدادها لتقوم بتنفيذ الأوامر بلا عقل ولا إرادة!!.. وقد إستطاع حسن الصباح -باستخدام هؤلاء الشباب- أن يشيع الرعب والهلع فى كل أرجاء العالم الإسلامى.. وتمكن حسن الصباح من اغتيال كل خصومه السياسيين!!. وبلغ عددهم أكثر من ٤٠٠ شخصية هامة، سواء أمراء أو وزراء أو سلاطين أو قادة جيوش!!. والغريب أنه كان من بين هؤلاء الصديق الصدوق لحسن الصباح الوزير نظام الملك!!
وقد أعجب حسن البنا جدا بفكرة وجود جهاز خاص لاغتيال الخصوم السياسيين.. لذلك قام عام ١٩٤٠ بتأسيس جهاز سرى باسم «النظام الخاص»، برئاسة عبدالرحمن السندى.. وقد قام الجهاز المذكور عام ١٩٤٥ باغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر.. ثم اغتيال القاضى أحمد الخازندار عام ١٩٤٨.. ثم اغتيال النقراشى باشا رئيس وزراء مصر.. ثم تفجير محكمة الاستئناف ١٩٤٩.. ومن عجائب جماعة الإخوان الإرهابية أنهم لم يكتفوا باغتيال خصومهم السياسيين فقط، بل إنهم أيضا قد اغتالوا بعضا من أعضاء الجماعة نفسها، مثل زميلهم المهندس سعد فايز عبدالمطلب، الذى كان هو نفسه عضوا بارزا فى التنظيم الخاص!!!
وتذكر كتب التاريخ أن حسن الصباح كان حاد الذكاء وذا ثقافة متنوعة.. وكان شخصية قيادية ذات مواهب عديدة.. وكان لديه طموح بأن يحكم العالم.. وقد أعجب حسن البنا بفكرة «حكم العالم».. ولذلك خرج علينا حسن البنا بنظرية «أستاذية العالم» !!. وهى الفكرة التى ما زال الخرفان يرددونها حتى اليوم!!
وقد طبق الحشاشين نظاما أشبه بالجيوش النظامية.. فكان الأعضاء يتوزعون على درجات ومراتب مختلفة.. وكان العضو يتدرج فى الصعود والترقى من مرتبة لأخرى حسب كفاءته وولائه للقيادة.. وقد أعجب حسن البنا بهذه الفكرة وطبقها على الخرفان.. فكانت مراتب الدعوة الإخوانية، تبدأ بدرجة «محب».. ثم يصعد إلى «مؤيد» ثم «منتسب» ثم «منتظم» ثم «عامل» ثم «كادر» وهكذا..
وكل مستوى تنظيمى عند جماعة الحشاشين نجد ما يناظره عند الخرفان.. فمثلا على أعلى قمة الهرم القيادى عند الحشاشين، نجد حسن الصباح الذى كان يحمل لقب «شيخ الجبل».. ونفس الهيكل التنظيمى نجده أيضا عند الخرفان، حيث نجد حسن البنا على القمة يحمل لقب «المرشد العام».. وعند الحشاشين كان المستوى الثانى الذى يلى حسن الصباح هو «كبار الدعاة».. وهذا المستوى يماثل عند الخرفان «مكتب الإرشاد»..
ومن أوجه التشابه أيضا بين تنظيم حسن الصباح وتنظيم حسن البنا، أن كليهما فى سعيه للسيطرة على العالم، قد استخدم الدين وسيلة لتحقيق غرضه.. وأن كليهما قد استبعد مفهوم الوطنية والانتماء للوطن!!
ونظرا للتشابه الكبير بين حسن البنا وحسن الصباح، فقد كان سيد قطب يطلق على حسن البنا اسم حسن الصباح!!
إنها فعلا جماعة حشاشين.