السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الشيخ محمد عبده.. الأستاذ الإمام

الشيخ محمد عبده
الشيخ محمد عبده
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الإمام محمد عبده أحد رموز التنوير والنهضة والإصلاح في العالم العربي والذي تأثر بشكل واضح بأستاذه الشيخ جمال الدين الأفغاني خاصة أنهما اشتركا معًا في إصدار مجلة "العروة الوثقى" في باريس.
ويعد الأمام محمد عبده واحدًا من علماء الدين المجددين في الفقه الإسلامي والذي تحل ذكرى رحيله في مثل هذا اليوم، حيث ولد في عام 1849م بشبراخيت بالبحيرة، ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.
كان الإمام محمد عبده أول من تقلد منصب مفتي الديار المصرية عام 1899 مستقلا عن منصب شيخ الأزهر، كما أسس جمعية إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطات، وزار العديد من الدول الأوروبية والعربية.
أفتى الإمام محمد عبده العديد من الفتاوى التي تتعلق خاصة بالحياة المالية والاقتصادية وقضاياها ومنها عن الوقف وقضاياه، والميراث ومشكلاته، والمعاملات ذات الطابع المالي والآثار الاقتصادية، مثل البيع والشراء، والإجازة والرهن والإبداع، والوصاية والشفعة والولاية على القصر، والحكر والحجر والشركة وإبراء الذمة، ووضع اليد والديون واستقلال المرأة المالي والاقتصادي والتى بلغت 728 فتوى. 
وبلغ عدد فتاوى الإمام محمد عبده عن مشاكل الأسرة وقضاياها، من الزواج، والطلاق والنفقة والإرضاع والحضانة، والإقرار بالغلام المجهول، 100 فتوى في حين بلغت فتاويه عن القود والقتل والقصاص، عدد 29 فتوى.
اشترك الإمام محمد عبده في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز رغم أنه وقف منها موقف المتشكك في البداية لأنه كان صاحب توجه إصلاحي يرفض التصادم إلا أنه شارك فيها في نهاية الأمر، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات ليؤسس صحيفة العروة الوثقى مع جمال الدين الأفغاني. 
وتحدث الإمام محمد عبده عن التصوف وكان له فيه كلام فقال: إنه لم يوجد في أمة من الأمم من يضاهي الصوفية في علم الأخلاق وتربية النفوس وأنه بضعف هذه الطبقة فقدنا الدين". 
وأصدر الإمام محمد عبده العديد من المؤلفات منها تحقيق وشرح "البصائر القصيرية للطوسى"، تحقيق وشرح "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" للجرجاني، الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية وغيرها من المؤلفات.
لقب الشيخ محمد عبده بين طلابه ومحبيه بـ"الأستاذ الإمام" وقد رحل عن عالمنا في 11 يوليو من العام 1905، تاركا منهجا إصلاحيا يشمل كل نواحي الحياة وجيلا يحمل لواء التنوير في كل البلاد العربية.