السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الديكتاتور التركي يعيد تشكيل التعليم لتحقيق مصالح خاصة.. أردوغان يمنح الضوء الأخضر للمدارس الدينية ويثير استياء الأتراك ويهبط بتصنيف التعليم في بلاده

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في تقرير مهم لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حول التغيرات التي يشهدها التعليم التركي الآن، أبرزت السياسات التعليمية الجديدة التي يتخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من خلال التوسع في المدارس الدينية وإغلاق المدارس العامة، على نحو يخدم مصالحه السياسية والحزبية، والتي كان محصلتها في النهاية تراجع تصنيف التعليم في البلاد.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إنه يتم الآن إغلاق المدارس العامة في تركيا، بدون سابق إنذار، ويتم استبدالها بالمدارس الدينية.
وأضافت الصحيفة، أن أردوغان يريد تغيير التعليم في البلاد إلى تعليم ديني بشكل كامل، وعلى هذا تم طرد عشرات الآلاف من المعلمين الذين كانوا يتواجدون في المدارس العامة، وأتوا بعدد من المدرسين ذوي الخلفية الدينية، بل وصل أن كل تلك الأمور تمت دون موافقة أو استئذان أولياء الأمور.
أصبحت المعركة لأردوغان الآن هي كيفية تشكيل الجيل القادم لتركيا بحيث يخدم التفكير الأردوغاني التركي الجديد.
وأكدت الصحيفة المريكية، أن أردوغان أزاح المؤسسات الديمقراطية في تركيا، وقام بتطهير المحاكم، وجعل وسائل الإعلام تعمل لصالحه، وترك حالة الطوارئ في مكانها بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016 الذي أضاف مستوى جديد من الهشاشة للبلاد.
أصبح التعليم، قضية مركزية، حيث يحتج الأتراك بجميع أنحاء البلاد على تغيراته ويتدافعون للعثور على المدارس التي يختارونها مع تدني المعايير وازدياد البطالة.
وكان الأكثر إثارة للجدل هو دفع أردوغان لتوسيع التعليم الديني، بطرق تثير قلق منتقديه، مما أـدى إلى ثورة عارمة ضد الدكتاتور التركي الذي يريد قلب نظام التعليم لمصالحه الخاصة. 
لم يخف أردوغان رغبته في إعادة صياغة تركيا على صورته الشخصية، ليمحو مع ما خلفه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية وأول رئيس لها.
كان أتاتورك قوميًا وعلمانيًا يتخلل حسه الثقافي التركي، أما أردوغان فهو إسلامي نشأ من الطبقة العاملة الدينية المحافظة التي كانت الأكثر استياءً من العلمانية الغربية.
وعندما كان أردوغان رئيسا للوزراء، قبل ست سنوات، أعلن رغبته في "توليد جيل ورع".
قام أردوغان بتوسيع قاعدة المدارس الدينية بشكل كبير، من 450 مدرسة فقط منذ 15 عامًا إلى 5004 مدرسة على مستوى البلاد حتى يومنا هذا.

وأكد التقرير أن تلك التحركات أدى لتراجع تصنيف تركيا على مستوى التعليم بشكل كبير خلال الفترة الماضية.