أسهم الأديب عباس محمود العقاد في ميدان الإيمان والدين خلال القرن العشرين، فاهتم بكتاباته بشريعة الإسلام وتناول العقاد في كتابه "الإسلام دعوة عالمية " شهر رمضان الكريم.
يرى "العقاد" أن فريضة الصيام لم تأتي دفعة واحدة، بل سار الإسلام فيها على سنته من التدرج والانتقال من طور إلى طور، فالنبي صلى الله عليه وسلم في رواية السيدة عائشة يصوم يوم العاشر من محرم ويدعو المسلمين إلى صيامه منذ كان بمكة قبل الهجرة في السنة الثانية للهجرة.
ذكر العقاد في هذا الكتاب أن السياحة بمعنى الصيام جاء في القرآن الكريم في آيتين مختلفتين بمعنى السياحة الآية الأولى في سورة التوبة حين قال تعالى "التائبون العابدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر" وفي سورة التحريم " عسى ربكم إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا" والراجح في التفاسير أن المقصود بالسياحة في الآيتين هو الصيام وهو معنى جميل يدل على حقيقة الصيام الجوهرية وأنه سياحة من عالم الجسد الى عالم الروح فلا يكون قصاراه الإمساك عن شهوات الجسد ساعات من اليوم ولا يزال الغالب عليه أنه سمو عن تلك الشهوات كأنها رحلة الى مكان قصى عنه وانتقال من مجال إلى مجال.
