الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

حكايات مجهولة.. أبوطاهر القرمطي.. الاعتداء على البيت الحرام قديمًا وحديثًا

أبوطاهر القرمطى
أبوطاهر القرمطى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت مكة المكرمة قديما وحديثا هجوما كبيرا عليها يستهدف خاصة بيت الله الحرام، ففى العصر الجاهلى هجم أبرهة الحبشى على الكعبة المشرفة يريد هدمها، وقابله كبير قريش آنذاك عبدالمطلب جد النبى صلى الله عليه وسلم يطالبه برد إبله التى استولى عليها جيشه قائلا جملته المشهورة «إن للبيت رب يحميه»، ورجع أبرهة خائبا، ثم كان هجوم الحجاج بن يوسف الثقفى عليها فى العصر الأموى، حين احتمى بها عبدالله بن الزبير وأتباعه فى حركتهم المعروفة، فضربها الحجاج بالمنجنيق حتى تم له ما كان، ثم جاء زمن الدولة العباسية فهبت ثورة القرامطة على يد زعيمهم حمدان بن الأشعث، واستولوا على الكوفة والبصرة وواسط وأجزاء من بلاد فارس والبحرين والأحساء والقطيف وهجر.
وأبو طاهر القرمطى زعيم دولتهم بالجزيرة العربية، عمل أخوه أبوسعيد الجنابى فى تأسيس الدعوة فى بلاد البحرين، وقاد أبوطاهر هجوما كبيرا على مكة المكرمة فى مطلع القرن الرابع الهجري، واستباح الحرم وقتل الحجاج، ويقول أبوالحسن بن القارح فى رسالته التى أرسلها إلى الشاعر أبى العلاء المعرى، والتى رد عليها المعرى برسالة الغفران: «وقال أبوعبدالله الطائى الكوفى: كنت بمكة.. ورأيت رجلا منهم (يقصد القرامطة) قد قتل جماعة وهو يقول: يا كلاب، أليس قال لكم محمد المكى «ومن دخله كان آمنا» أى أمن هنا؟
فقلت له: يا فتى العرب تؤمنى سيفك أفسر لك هذا؟ قال: نعم. قلت: فيها خمسة أجوبة، الأول، ومن دخله كان آمنا من عذابى يوم القيامة. والثاني، من فرضى الذى فرضت عليه. والثالث، خرج مخرج الخبر وهو يريد الأمر كقوله «والمطلقات يتربصن بأنفسهن» والرابع لا يقام عليه الحد إذا جنى فى الحل. والخامس منّ الله عليهم بقوله «حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم». فقال: صدقت، هذه اللحية إلى توبة؟. قلت: نعم.. فخلانى وذهب».
والأجوبة الخمس فيها نظر، ولكن الواقعة تظهر مدى نقمة هؤلاء القرامطة تجاه شعائر عامة المسلمين، فقد قاموا بسرقة باب الحرم، واقتلاع الحجر الأسود من مكانه وجلبه إلى البحرين.
وتاريخ الحرم المكى يظل حافلا بالوقائع والأحداث الأليمة التى يرفضها كل مسلم يحب شعيرته ويأنس بذلك المكان المقدس، وليس بجديد تلك الهجمة الشرسة من التنظيمات المتطرفة والتى تحاول حديثا إطلاق صواريخ تجاه البيت الحرام، أو تفخيخ سيارات بالقرب من تلك البقاع المقدسة.