الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كوارث الصيف.. تبدأ بـ"ضربة شمس" وتنتهي بـ"سرطان الجلد".. الحرارة المرتفعة تصيب الإنسان بـ"إجهاد حراري".. مرضى الضغط والسكر والقلب ونقص المناعة والأطفال الأكثر تضررا.. تناول السوائل لتعويض نقص المياه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع كُل موجة حرارة تضرب البلاد تتزايد الأمراض، حيث يصبح المواطن أكثر عرضة لضربات الشمس والأمراض المختلفة، مما يستوجب الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة.
ويؤكد المتخصصون أن كوارث الصيف كثيرة، وفى الغالب تبدأ بـ«ضربة شمس» وتنتهى بـ«سرطانات فى الجلد»، ونصحوا بتناول السوائل بكثرة لتعويض الجسم عن نقص المياه، ولفتوا إلى أن درجات الحرارة المُرتفعة تُصيب الإنسان بـ«الإجهاد الحراري»، وأن مرضى الضغط والسكر والقلب ونقص المناعة والأطفال هم الأكثر تضررًا.


كما حذرت وزارة الصحة من التعرض لأشعة الشمس فى فصل الصيف، موضحة أن هناك إجراءات يجب اتخاذها للوقاية من ضربات الشمس، والتى يتسبب فيها الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، وتحدث نتيجة التعرض المباشر لحرارة الجو، خاصة أشعة الشمس المباشرة، والتى قد تصيب الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والسكرى بشكل كبير، وتتمثل أعراضها فى ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من ٤٠ درجة مئوية، مع صداع واحمرار وتوقف العرق وقوة النبض ثم سرعته وعدم انتظامه، وإجهاد فى التنفس مع ارتفاع فى ضغط الدم فى المرحلة الأولى ثم انخفاضه فى المرحلة المتقدمة.
وأوضحت وزارة الصحة أن الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها تتضمن شرب المياه بكثرة على مدار اليوم، وعدم التجمع فى أماكن قليلة التهوية والامتناع عن السير فى الشمس لمسافات طويلة وملازمة الظل فى الجلوس أو السير واستعمال المظلة الشمسية أو القبعة، وارتداء الملابس الفضفاضة الواسعة الخفيفة والتزام المرضى بتعليمات أطبائهم المعالجين.
وحذرت دراسة طبية أمريكية، من خطورة التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة، لما يمكن أن تسببه من الإصابة بمرض سرطان الجلد، الذى يؤدى إلى تدمير الأنسجة السليمة وانتشارها فى الجسم، كما أن عدم اكتشافه مبكرًا يؤدى إلى فقدان وظائف حيوية بالجسم أو حتى الوفاة. 
ويصاب الإنسان بسرطان الجلد نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن الشمس، ولهذا نصحت الدراسة بحماية البشرة، عن طريق استخدام واقى ضد أشعة الشمس، وارتداء الملابس المناسبة التى تحجب الأشعة بشكل مباشر، فضلًا عن ضرورة الفحص الطبي.
ومن الأمراض التى تصيب الإنسان بسبب الشمس، سرطان الخلايا القاعدية بسبب النقص فى وظيفة المناعة فى الجلد، وكذلك الأورام الحميدة، وتجاعيد البشرة وظهور النمش، وتشوه الجلد وتصبغه، وتمدد الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد، وتدمير الأنسجة المرنة والكولاجين مما يتسبب فى خطوط وتجاعيد وترهل الجلد.
ويحدث الإجهاد الحراري، نتيجة فقدان الجسم كمية كبيرة من السوائل والأملاح عند التعرض للجو الحار لمدة طويلة، خاصة عند بذل مجهود شاق، مما يؤدى إلى اضطراب فى وظائف الجسم، وتتمثل الأعراض العامة للحالات المصابة فى صداع وعدم اتزان وغثيان مع عرق شديد وشحوب وبرودة فى الجسم، وتقلص وآلام حادة بالعضلات، وضعف عام مع سرعة النبض والتنفس واضطراب فى الرؤية، وإحساس بالعطش مع انخفاض ضغط الدم.
وحذر المسئولون فى الجمعية الوطنية الفرنسية لتحسين الإبصار، من الجلوس فى الشمس الساطعة أو التعرض لها أثناء النهار فى فصل الصيف، حيث إنها يمكن أن تصيب البعض بما يعرف بضربة الشمس التى تؤثر فى العين مثلما تؤثر فى الجلد، لتسبب الرمد أو التهاب العين، فضلًا عن احتمالية الإصابة بالمياه البيضاء، بجانب تدهور فى شبكية العين وظهور البقعة الصفراء السبب فى انخفاض مستوى الإبصار لمن تعدوا ٦٥ عامًا، لذلك يجب ارتداء نظارة الشمس لحماية العين من هذه الأشعة الضارة.
وشدد عدد كبير من الأطباء على ضرورة حماية الأطفال والرضع من ضربات الشمس، لأنهم الأكثر عرضة لضرر الأشعة البنفسجية مقارنة بالبالغين، ووفقًا للدراسات الطبية؛ فإنهم يتعرضون لثلاثة أضعاف كمية الأشعة فوق البنفسجية، حيث إن عدسة العين لديهم أكثر صفاءً، وبالتالى تصل الأشعة الضارة إليهم بشكل أكبر، مما يتطلب من الوالدين الحرص على ارتداء أطفالهم النظارات الشمسية التى تحميهم من التعرض لهذه الأشعة.

نصر السيد: احذروا ضربات الشمس خاصة الأطفال وكبار السن
وقال الدكتور نصر السيد، مساعد وزير الصحة للطب الوقائى سابقًا، إن ارتفاع درجات الحرارة تصيب الإنسان بما يسمى طبيًا بـ«الإجهاد الحراري» أو ضربة الشمس، موضحًا أنه يمكن أن يصيبه فى الظل أو فى الشمس أيضًا؛ لأنه يأتى نتيجة ارتفاع حرارة الجو الخارجية وعدم تكيف الجسم مع حرارة الجو، مما يصيبه بنوع من الإحساس بالتعب والزغللة فى الأعين وعدم القدرة على الحركة المعتادة اليومية، فضلًا عن الجفاف فى الحلق.
وأضاف «السيد» أن هذا المرض قد يصيب الإنسان فى مرحلة من مراحل الغيبوبة، مشيرًا إلى أن «الإجهاد الحراري» يصيب الأطفال بكثرة، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل «الضغط والسكر والقلب» وأمراض نقص المناعة، وبالتالى فإن تحكم الحرارة لديهم فى المخ يتأثر بالسلب سريعًا.
وشدد على ضرورة أخذ الإجراءات الاحتياطية والوقائية من خلال ارتداء الملابس الطويلة والفاتحة، وعدم التعرض للشمس مباشرةً من الساعة ١٢ ظهرًا وحتى الساعة ٤ عصرًا، لأن الشمس تكون فى هذه الفترة عمودية، وهو أكثر وقت يتعرض فيه الإنسان للإجهاد الحراري.
وأوضح السيد، أنه يفضل تناول السوائل بكثرة لتعويضهم عن نقص المياه فى الجسم، وفى حالة التعرض للإغماء أو التعب يفضل إعطاء المريض الموالح «ملح الطعام أو مياه بالملح»، ويتم نقله من الجو الحار إلى مكان بارد أو معتدل، ويتم تغطية جسمه بقماش «مبتل بالمياه الباردة»، أو عمل كمادات «مياه باردة ثم الثلج»، لأنه من الضرورى عمل تدريج فى عمل الكمادات للمريض، فضلًا عن المحاليل التعويضية وهو محلول الملح فى الوريد، ولكن على حسب حالة المريض.
ولفت إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة عند خروجهم فى فترة الظهيرة يفضل ألا يكونوا صائمين فى شهر رمضان، ويتم تحديد ذلك من الطبيب المعالج.
سيد الطوخي: ارتداء ملابس فضفاضة واسعة ذات ألوان فاتحة
ونصح الدكتور سيد الطوخي، أستاذ طب العيون، المواطنين باتباع الإجراءات الوقائية اللازمة لحمايتهم من أشعة الشمس والإصابة بالإجهاد الحرارى وضربات الشمس، موضحًا أنه يفضل ارتداء الملابس الفضفاضة والواسعة ذات الألوان الفاتحة، فضلًا عن ارتداء القبعات والنظارات الشمسية لحماية الأعين من الأشعة الضارة.
وأضاف «الطوخي»، أن تناول الخضراوات والفاكهة مفيد جدًا لتوفير المياه فى جسم الإنسان، مطالبًا بشرب المياه بعد الإفطار فى شهر رمضان ولكن ليس بكميات كبيرة، فضلًا عن شربها قبل السحور والإكثار من الخضراوات وأهمها الخيار والطماطم، لتعويض المياه التى يحتاجها الجسم طوال النهار.