حملت عروض نهاية الأسبوع في سباق "السعفة الذهبية"، ضمن الدورة الواحدة والسبعين من مهرجان "كان" السينمائي الدولي، مفاجأة من العيار الثقيل.
وقد جاءت هذه المفاجأة من خلال "كتاب الصورة"، وهو الفيلم الجديد لعملاق السينما الفرنسية، جان لوك غودار، الذي يعد أحد آخر الأحياء من جيل الرواد الذين أحدثوا ثورة في تاريخ ومسار الفن السابع، من خلال تيار "الموجة الجديدة" في تسعينيات القرن الماضي.
في عمله هذا، حمل غودار بشدة على "الربيع العربي"، كاشفا زيف ثوراته وأكاذيب ثواره المزعومين الذين وصفهم بـ "عشاق الوطن الذين كانوا يتطلعون للموت من أجله، ثم اكتشفوا أن قتله أسهل"!
قصة الفيلم تدور أحداثها في إمارة خيليجية خيالية أطلق عليها غودار اسم "إمارة دوفة" (في تلميح مبطن الى "الدوحة"): إمارة صغيرة الحجم يحلم رئيس وزرائها، الأمير بن خدّام، بأن يجعل منها زعيمة "مملكة العرب السعيدة". وحين يفشل في بلوغ مآربه، لقلة موارد "الدوفة" ومحدودية تأثيرها، يلجأ الى تدبير ثورة زائفة لزعزعة الأوضاع القائمة، لكن الثورة المزعومة لا تلبث أن تتحول الى اقتتال أهلي يهدم المعبد على جميع من فيه، بمن فيهم بن خدام وزبانيته. وكل ذلك يجري، بالطبع، تحت العين الراعية لـ "المجرم الأبيض الكبير الذي لم يكن للمجرمين الصغار أن يرتكبوا فظائعهم من دون مباركته"، كما يقول غودار في الفيلم.