الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

كبائن العشاق أطلال في الشوارع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«هيجيلك وقت.. وتعدى بفترة تكون شبه اللى فيها دلوقت.. مرحلة مش عارف أسميها.. ولا ألاقى الوصف.. يتبدل فيها إحساسك من قوة لـ ضعف.. مرحلة بتكون فى أمس الحاجة لحبة عطف.. ٢٠ سنة ويمكن أكتر عمرى ما عداش بس اتبخر.. والذكرى «كبينة» هى اللى فكرها منها دلوقت».
بهذه الكلمات يصف حديثه، لم يتبق من ذكراها سوى كابينة تقف وحيدة على ناصية شارع محيى الدين أبوالعز بالدقي، وهى الوحيدة الشاهدة على حبه، قصة عشق لم يتبق منها سوى «كابينة ميناتل» التى كان يحدثها من خلالها، فى خريفه الأربعين، مر ٢٠ عاما على فراقهما، أنجب أطفالا بلغوا العاشرة من العمر، حاول أن ينساها فتزوج فزاد الألم مرارة، كان يسكن فى منطقة الدقى فتركها، فيأبى القدر أن يجعله ينساها، فكان عمله فى المنطقة، يمر يوميا فى الرابعة عصرا من أمامها يقف يحدثها عن حالها، أن الحياة أكثر ظلمة، وأن حياته لم تصبح كما كانت هى فيها، يبدو عليه أنه صاحب أصول غير مصرية من اسمه «فهد»، ولكن لم ينل نصيبا من اسمه فهو من كان فريسة الحب، يحكى قصته بعدما رفض أن يرى الناس صورته، قائلا: «حطوا مكان صورتى الكابينة، وهى لو قرأت هتعرف يمكن تيجى ونتقابل هنا»، يواصل حديثه: «الحكاية عدى عليها أكتر من ٢٠ سنة، كنت أنا وأهلى عايشين فى مصر، لأنى من أصول عراقية، قبلتها فى فترة الثانوية، وعشنا قصة حب، وقتها مكنش فيه تليفونات أو مش منتشرة جدا، فكنت بروح اشترى كارت ميناتيل بـ٥ أو ١٠، وأتكلم معاها كام دقيقة، وكانت دايما مكالمتنا الساعة ٤ العصر، والدها يكون جاى من الشغل ونايم، وأهلها مش موجودين، وفضلت على الحال دا سنين، لحد ما كنت راجع ورحت أتقدم لها؛ فأهلها رفضوا إن بنتهم تسيب مصر أو تتجوز واحد مش مصري، وأنا من يومها هنا فى مصر سبت أهلى يسافروا، وسبت الدقى عشان ما افتكرهاش تاني، بس القدر يشاء إن شغلى يبقى فى الدقي، وأخلص شغل الساعة ٤ وأمر من قدام الكابينة يوميا، فبقيت لازم أقف قدامها، أمسك السماعة كأنى بكلمها، وبعدها ابتسم وأمشي، وعلى الحال ده سنين، لا ولادى نسّوني، ولا مراتى عرفت تكون حاجز عن حبي، ومن يومها عرفت يعنى إيه من حب وكتم فله الجنة، وكمان الجنة مش هتداوى جرحه».